عادي

الزّواج قرار عائلي لا فردي

23:00 مساء
قراءة دقيقتين
1

مايا الهواري
شرع الله الزواج تحصيناً للنفوس وسنة من السنن التي حث عليها الإسلام، وله أهمية الكبيرة في حياة الزوجين والأسرة والمجتمع ككل. إن الزواج لا يعني ارتباط شخصين فقط؛ بل ارتباط عائلتين معاً، وينبغي موافقة الجميع في حدود المعقول؛ ذلك أن اتخاذ قرار الزواج يتطلب الأخذ بالأسباب والتفكير العميق المطوّل، فهو قرار مصيري يخص مسيرة عائلة بأكملها لما يطلبه من معرفة كل من الطرفين للآخر وحصول التكافؤ الاجتماعي والديني، وعلى جميع الصعد الأخرى إن أمكن ذلك؛ لأن القرار الخاطئ سيتحمل مسؤوليته الشخص نفسه وعائلته، وسيدفع حياته ثمناً لقرار غير صائب. وهنا كان لتدخّل الأهل في قرار زواج أبنائهم أهمية كبرى لتجنّب المشاكل التي يمكن أن تحدث في المستقبل.

إن اندفاع الشاب والفتاة وراء اختيارات غير سليمة تحت مسمى الحب، هو إغلاق العقل والتفكير في هذا القرار وسيؤدي إلى نتائج لا تُحمد عُقباها، وخاصة إن عارضت الفتاة قرار أهلها ولم تول أهمية لنصائحهم بعدم كفاءة الشخص الذي تنوي الارتباط به، وأنه غير ملائم لها، وسيقودها هذا القرار إلى التعب والهلاك؛ لأن نظرة الأهل ثاقبة في كثير من الأحيان بحكم خبرتهم في الحياة، ولأنهم أيضاً يفكرون بالمنطق وتحكيم العقل على عكس الفتاة التي قد يقودها قلبها ومشاعرها إلى اتخاذ قرار كهذا، فإن فشل الزواج ستكون في مأزق كبير وموقف لا تُحسد عليه.. أين ستذهب بعد أن عارضت قرار أهلها؟ وبأي وجه تواجههم بما آلت إليه حالتها؟ فلا يكون أمامها إلا أن تصبر وتحتسب أمرها عند الله، خاصة إن كان في القصة أطفال صغار.

ما ذنب هؤلاء الأبرياء لتتدمّر حياتهم نتيجة قرار خاطئ؟ وبالتالي يعيشون حياة صعبة غير متوازنة، وستضطر الأم إلى تحمل العذاب أو الشتائم أو الإهانة أو نرجسية الزوج وطباعه السيئة غير قادرة على طلب الطلاق. وبالمقابل، قد يتم قرار الزواج بموافقة الأهل ودعمهم، وهنا إن فشل هذا الزواج سيقف الأهل دعماً وسنداً لابنتهم وملجأ لها تذهب إليه عند حدوث أي مشكلة، وستجد من يقف إلى جانبها ويحنو عليها في معركة الحياة المريرة، فكم من زوجات اضطررن إلى أن يصبرن على سوء أخلاق أزواجهن ومعاملتهم السيئة، وقد تتحمل إحداهن هذا العناء أربعين سنة في سبيل تربية أبنائها التربية الصحيحة.

لذا أوجّه رسالة لكل فتاة أن تُحكّم عقلها، فالأهل هم من يتمنون الخير دائماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yeyu6hcr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"