عادي
التقى فئات الميدان في ضيافة «مجالس الأمين»

أحمد بالهول: الهوية الوطنية «قرار سيادي» والتربية تلاصق التعليم

20:27 مساء
قراءة 4 دقائق
  • -بناء الحس الوطني للطلبة ركيزة أساسية لاستراتيجية الوزارة
  • -«الدراسات الإماراتية».. مساق في الجامعات لتعزيز التراث وتاريخه

دبي: محمد إبراهيم

أكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، أن استراتيجية الوزارة ومناهجها الدراسية تركز على تعزيز الهوية الوطنية وبناء الحس الوطني في نفوس وعقول الطلبة في مختلف مراحل التعليم، وفق مسارات متعددة، أبرزها تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، و«الدراسات الإماراتية»، فضلاً عن غرس مفهوم التطوع لدى الطلبة في مختلف مراحلهم التعليمية.

جاء ذلك خلال لقاء وزير التربية والتعليم، بالميدان التربوي، في أولى جلسات «مجالس الأمين»؛ إذ حملت الجلسة عنوان «التربية والتعليم في ضيافة مجالس الأمين»، والتي أدارها الإعلامي مروان الحل، بحضور الدكتور حمد اليحيائي الوكيل المساعد لقطاع الترخيص والجودة، والدكتور حسان المهيري الوكيل المساعد لقطاع المناهج، إلى جانب عضوي المجلس الوطني الاتحادي شذى علاي النقبي، ومريم ماجد بن ثنية، ومطر المري عضو مجلس إدارة جمعية الموهوبين، وعدد من التربويين والطلبة وأولياء الأمور، وممثلي وسائل الإعلام.

وركزت الجلسة، على أربعة محاور، تضم دور الوزارة في تعزيز الحس الوطني والهوية الوطنية، وتوعية النشء بالمخاطر الداخلية والخارجية، وتشجيع الطلاب على فكر التطوع وخدمة المجتمع، وتطوير المهارات الذاتية للمتعلمين.

قرار سيادي

وفي شرحه لدور الوزارة في بناء الحس الوطني، أكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، أنه فيما يتعلق بالهوية الوطنية والتربية هو قرار سيادي، ففي الإمارات يتم التركيز على «التربية والتعليم» معاً، فكلاهما ملاصق للآخر، وهذا ما نراه من خلال توجيهات القيادة الرشيدة، حيث وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باستحداث منهاج التربية الأخلاقية، وهذا يؤكد الحرص على ترسيخ الهوية الإماراتية وتعزيز التسامح، كذلك أدخل برنامج السنع في المناهج الدراسية لطلبة المدارس، الذي يعزز القيم الإماراتية، فضلاً عن الحرص على تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، والتي تمت صياغتها للتركيز على الوحدة الإماراتية، ومن ثم استمرارية الإرث الإماراتي.

وأضاف أن الوزارة أدخلت في التعليم العالي، مساق «الدراسات الإماراتية»، حيث يدرس جميع الطلبة هذا المساق في السنة الأولى من الجامعة، الذي يتضمن تراث الإمارات وثقافتها وتاريخها.

تحديات عدة

وفي وقفته مع التحديات التي تواجه الطالب الإماراتي، أفاد بأن هناك تحديات عدة بدأت بالظهور مع سرعة التحول الرقمي، واستخدام التكنولوجيا في التعليم، والحاجة إلى حماية الطفل من أي محتوى غير مناسب، فضلاً عن حماية الطالب من بعض المفاهيم الخارجية الدخيلة على مجتمعنا.

وفي استعراضه لبعض الإجراءات، التي تتخذها الوزارة لحماية الطلبة، قال إنها تكمن في توفير الجودة التعليمية في المقام الأول؛ إذ أدخلت الوزارة نظام رخصة المعلم، الذي تعتبره شرطاً لمزاولة مهنة التدريس، فضلاً عن التوقيع على ميثاق المعلم، الذي يتطلب الالتزام به وفي حالة مخالفة أي بنود تسحب الرخصة من المعلم.

وأشار إلى أن وجود تشريع لحماية الطفل «قانون وديمة»، ووضع سياسة واضحة لمواجهة ظاهرة التنمر، أدى إلى تراجع حالات تلك الظاهرة، لأن معالجة المشكلة تتطلب النظر إلى المنظومة بشكل متكامل.

أهمية التطوع

وفي حديثه عن دور الوزارة في تشجيع الطلبة على التطوع، قال وزير التربية والتعليم، إن التطوع يعد أحد المحاور المهمة لتعزيز المشاركة المجتمعية لدى أبنائنا الطلبة، وبالنظر إلى الفعاليات المتعددة التي تستضيفها دولة الإمارات، نجد أعداداً غفيرة من المتطوعين فيها، ومن بين هذه الفعاليات «إكسبو 2020 دبي»، لذلك نحاول تعزيز مفاهيم التطوع في جميع المدارس، وعلى مستوى التعليم العالي، وهذا ما نراه في كليات التقنية العليا التي تعد أكبر مؤسسة تعليم عالٍ في الدولة، التي خصصت ساعات تطوعية معينة في السنة الدراسية، وهنا لابد من تحديد شقين للعمل التطوعي، أحدهما على الوزارة والآخر على المؤسسات الأخرى لتوفير فرص التطوع، حتى يكون العمل التطوعي ممنهجاً.

توجه استراتيجي

وفي إطار تأهيل الطلبة لمهنة التدريس، أفاد بأن الوزارة أطلقت مبادرة «معلم المستقبل» لتشجيع الطلبة المتفوقين لدراسة التربية، والعمل في مجال التدريس.

وأكد أن الإقبال على الاستفادة من المبادرة جيد، لكنه ليس بالشكل المطلوب من قبل المواطنين، مشيراً إلى أنه جارٍ إعادة تقييم هذه المبادرة بهدف التحسين.

وأوضح أن الوزارة اعتمدت برنامج «انطلاقة» لتأهيل الطلبة إلى الجامعة، ولابد أن يكون اختيار الطالب لتخصصه مبنياً على ميوله الشخصية وحاجة سوق العمل.

وقال الفلاسي، إن توجه الدولة الاستراتيجي يركز على أن تكون وزارة التربية والتعليم، معنية بالسياسات ووضع المناهج، وأن فصل الأمور التشغيلية في مؤسسة منفصلة سوف يعطي الوزارة حيزاً أكبر للتخطيط والتطوير بشكل كبير.

دراسة شاملة

وأشار إلى أن الوزارة أعدت دراسة شاملة ومستفيضة حول العمر الأفضل للتسجيل في المدرسة، كوننا في دولة الإمارات يتوفر لدينا أكثر من 16 منهاجاً تعليمياً يواكب آخر المستجدات التربوية عالمياً، وكان من الضروري تحديد العمر الأنسب للتسجيل، وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت جزءاً من هذه الدراسة مجموعتين من الطلبة، الأولى دخلت المدارس في السن المحددة بمواليد 31 أغسطس وما قبل، والأخرى دخلت في سن أقل، وتضمنت عينة الدراسة طلبة مواطنين ومقيمين، ومن جميع المناهج، وطبقت عليهم اختبارات دولية (للصف الرابع)، وتم الفصل بين المجموعتين، وكانت النتيجة أن الفرق في تحصيل المجموعة الثانية أقل من الأولى بأكثر من 30 نقطة، ما يعادل سنة دراسية، ونتيجة لمقارنات معيارية ودراسات مستفيضة، فقد تم تحديد العمر المناسب لتسجيل الطلبة في المدارس.

التربية الرياضية

وأكد اهتمام الوزارة بالتربية الرياضية في المدارس بشكل كبير، حيث تم الدمج بين اتحادين للرياضة في المدارس، لاكتشاف المواهب الرياضية، وتعمل الوزارة في الوقت الراهن على وضع خطة لتطوير مناهج التربية الرياضية في المدارس.

وأضاف: «لابد أن يكون المعني باكتشاف المواهب الرياضية مؤهلاً، وتتوفر الآلية لتسجيل هؤلاء الطلبة في النظام الإلكتروني الموحد مع جميع معلمي الرياضة في المدارس، وتصنيف الطلبة حسب نوع الرياضة التي يمارسونها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrrk3ubv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"