عادي
فاروق الباز في حوار مع الخليج:

إنجازات الإمارات تتوالى ولن تتوقف في استكشاف الفضاء

00:23 صباحا
قراءة 5 دقائق
Video Url
فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر

حوار: يمامة بدوان

أكد البروفيسور فاروق الباز، عالم الفضاء المصري في وكالة «ناسا» الأمريكية، أن إنجازات دولة الإمارات تتوالى ولن تتوقف في استكشاف الفضاء، لأنها دولة على موعد مع المستقبل دائماً ولا يوجد في قاموسها مصطلح اسمه «المستحيل».

وأوضح أن استعداد دولة الإمارات لإطلاق المستكشف «راشد» إلى القمر في الشهر المقبل، يعد إنجازاً جديداً للإمارات والعرب على حد سواء، ويدعو العالم العربي إلى الشعور بالفخر، في ظل المكانة المرموقة التي وصلتها الإمارات عالمياً في استكشاف الفضاء، وهو أمر يتحقق بالدعم الذي يوفره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خاصة أنها نجحت في وقت سابق في الوصول إلى الكوكب الأحمر، من خلال مسبار الأمل، الذي وفر بيانات جديدة للعالم حول الغلاف الجوي للمريخ.

أضاف فاروق الباز في حوار مع «الخليج» من مقر إقامته في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، أن اختيار الإمارات للهبوط في مكان جديد، لم تطأه أي بعثة حتى الآن، يعد تحدياً آخر للمهمة، إلا أنه سيوفر معلومات جديدة للمجتمع العلمي.

وعبّر عن سعادته لقيام مركز محمد بن راشد للفضاء بالاستعداد لإطلاق المستكشف «راشد» إلى القمر، خاصة أنه مضى أكثر من 50 عاماً على رحلة أبولو 11 إلى القمر، ما يقوده إلى توجيه التحية لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، التي تعيد الفكرة في البحث عن كل ما هو جديد عن القمر، وهو ما يضيف إلى ما وصلت إليه «ناسا» من خلال رحلة أبولو قبل نصف قرن.

علم وخبرات

وحول توقعاته حول نسبة نجاح المهمة، ذكر أنه لا يمكن للإنسان تحديدها، لأنه قد تحدث مفاجآت خلال انطلاق الصاروخ الذي يحمل المركبة إلى القمر، أو خلال دورتها حول الأرض أو حول القمر، لكننا نعرف أن دولة الإمارات فيها ما يكفي من العلم والمعرفة والخبرات للقيام بالعمل على أكمل وجه، كي تزيد من نسبة وصول المستكشف إلى سطح القمر إلى أكثر من 50%.

وأشار إلى أنه عقب إنجاز جميع الاختبارات البيئية على المستكشف، فإنه من المستبعد حدوث فشل في المهمة، لكن في بعض الأحيان وخلال سير المركبة القمرية في طريقها إلى سطح القمر ممكن اصطدامها بشيء في الفضاء لم نكن نعرف عنه، خاصة مع وجود أجسام صغيرة في الكون ومن الممكن أن تؤثر في الرحلات الفضائية، إلا أن الاحتمال يبقى قليلاً جداً، ومع ذلك فإننا نأمل بإذن الله أن تصل مهمة المستكشف «راشد» إلى سطح القمر بنجاح وازدهار.

الشباب الإماراتي

وأوضح أن الشباب الإماراتي، استطاع تصميم وبناء المستكشف «راشد» على أرض الدولة، في ظل الدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة إلى الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو ما يدعو الشباب العربي إلى الشعور بالفخر، لأن مهمة استكشاف القمر تقوم بالأساس على أيدي شباب إماراتيين عرب، ما يعد ذات أهمية كبرى، ويجعلنا نقول للعالم إننا قادرون ونستطيع المشاركة في كل شيء.

درجات الحرارة

وفيما يتعلق بانخفاض درجات الحرارة ليلاً على سطح القمر، وتأثير ذلك في أجهزة المستكشف، وإمكانية تمديد مهمته إلى يوم قمري آخر، أوضح الباز أن مهمة المستكشف على سطح القمر تعتبر يوماً قمرياً، أي ما يعادل 14 يوماً أرضياً، حيث إن الضوء يسطع على مكان ما لمدة 14 يوماً، ومن ثم يأتي الليل القمري «الظل» شديد البرودة، ما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في درجات الحرارة في ظل عدم وجود غلاف جوي للقمر، وبالتالي، فإن ذلك يعني أن أشعة الشمس ستكون حارقة في مكان ما، وعند اختفائها سيحل البرد الشديد، ما يؤثر في الأجهزة التي يحملها المستكشف، حيث إنه بعد مرور 14 يوماً أرضياً، فإنه في الغالب لا يمكن التكهن بما يدور على سطح القمر، لأنه يصعب على المستكشف جمع الطاقة، كي يواصل عمله بسبب اختفاء الشمس.

موعد الإطلاق

أما بالنسبة لتحديد موعد إطلاق المستكشف ما بين 9-15 نوفمبر المقبل، أكد الباز أن تحديد الإطلاق في نوفمبر يعد في غاية الأهمية، خاصة أنه في هذا الشهر تكون التغيرات الجوية أقل من باقي الشهور الأخرى، ولذلك، فإنه من غير المرجح وجود أي احتمالات قد تشكل صعوبات أمام الإطلاق.

معلومات نوعية

وقال إن اختيار الإمارات موقع الهبوط في مكان جديد لم يستكشف على سطح القمر، منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» موقع هبوط رئيسياً، يعد تحدياً آخر للمهمة، كونه يعد مكاناً لم تكن فيه أي دراسات من قبل، وهذا يعني أن أي معلومة ستصل من مهمة المستكشف «راشد» ستكون جديدة، لأنه سيهبط في مكان لم تطأه أقدام رواد أو مجسات أقمار اصطناعية أمريكية أو روسية أو غيرها، ما يؤكد أن الإمارات سوف تجمع معلومات عن سطح القمر في مكان بالتحديد لم نكن نعرف عنه شيئاً من قبل، ومهما كانت نوعية المعلومات، فإنها تمثل إضافة جديدة للمجتمع العلمي عن القمر، كونها لم تكتشفها أي بعثة سابقة.

إضافة للبشرية

وأضاف أن دولة الإمارات أرسلت مسبار الأمل إلى المريخ، للدوران في الغلاف العلوي لسطح المريخ من أجل دراسة أسباب فقدان الأوكسجين من غلاف الكوكب الأحمر، خاصة أن المجتمع العلمي يجعل سبب ذلك، ما يعني أن مهمة الإمارات إلى المريخ تضيف للبشرية معلومات علمية جديدة، كذلك الأمر بالنسبة لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، فإنها سوف تضيف للعالم معلومات جديدة، وهذا يعني أن الإمارات ستشارك في استكشاف الفضاء وأننا قادرون على فعل ذلك تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وشدد الباز، على أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تمكنت من حجز مكانة مرموقة لها بين عدد قليل من دول العالم التي نجحت في استكشاف الفضاء، وهذا يعد تشريفاً للعرب، كونها أول دولة عربية تشارك العالم المتقدم في استكشاف المريخ، من خلال «مسبار الأمل» كذلك مهمة استكشاف القمر، وكل هذا يؤكد أن الشباب العربي والأمة العربية قادرة على إعادة عظمتها في العلم والمعرفة من قديم الزمن، كما أنها تستطيع اليوم أن تشارك العالم في جمع المعلومات عما خلقه الله من حولنا، ولذلك يمكننا القول إن الإمارات تقوم بهذا العمل لصالح العالم العربي كله، حيث لكل عربي الحق أن يفتخر بهذا العمل.

وتابع: ننظر بالفخر إلى دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كذلك دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي شرّفتنا في ملف استكشاف المريخ والقمر.

وأشار إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان يولي اهتماماً واسعاً بمشاريع الفضاء واستكشاف الكون، وظهر جلياً ذلك خلال مقابلته في الأعوام 1974 و1975 و1977، وكان يقول: «كل ما نعرفه عن الكون يضيف لنا علماً وفكراً عن ما خلقه الله في هذا الكون الفسيح»، لذلك كل ما نفعله حالياً يزيد من إيماننا بالله ويزيد من علمنا على الأرض والمجموعة الشمسية ويزيد من مشاركة العرب مع العالم أجمع في العلم والمعرفة كما كنا نفعل في قديم الزمن.

الصورة

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3d5abx45

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"