عادي
إخوة تاريخية وتوافق وشراكة على مدى 50 عاماً

الإمارات ومصر.. قلب واحد

00:42 صباحا
قراءة 6 دقائق
الشيخ زايد والسادات
الشيخ خليفة وجمال عبدالناصر

إعداد: جيهان شعيب
خمسون عاماً عمر العلاقات الإماراتية المصرية، خمسون عاماً من الود، والألفة، والصداقة، والشراكة، والتوافق، بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين. وبشعار «مصر والإمارات قلب واحد» تحتفل الإمارات ومصر خلال أيام، بالترابط العميق الذي يجمعهما، وبالأخوة الراسخة، والمحبة الصادقة، القائمة على تفاهم، وتوحد رؤى، والرأي في القضايا الإقليمية، والعالمية كافة، التي اعتركا بها، وطرحاها على مائدة النقاش، والبحث، والحل.

المؤكد انه بين الإمارات ومصر عقد وثيق العرى، لا يمكن أن ينفرط، أو ينفصم، والتاريخ في ذلك يروي مواقف الإمارات الأصيلة مع مصر، ووقفتها غير المسبوقة في الأحداث التي مرت بها، والعكس ثابت، فمصر كانت من أولى الدول التي أيدت الاتحاد فور إعلانه عام 1971، ودعمته دولياً وإقليمياً كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب، وعليه ساندت الإمارات مصر في حربها عام 1973 من أجل تحرير سيناء، وكانت أيضاً من أولى الدول التي دعمت شعب مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، ودعمت قيادة أرض الكنانة في تنفيذ خارطة طريق نحو المستقبل.

1

توجه أصيل

وبالرجوع بالذاكرة لمواقف الإمارات الأصيلة مع مصر، وأقوال قيادتها عنها، على مدار العقود، نجد أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولى العلاقات الإماراتية - المصرية الأهمية، والتقدير اللازمين، ونسج روابط عميقة التميز بين البلدين، وهنا مقولته «مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا مات القلب فلا حياة للعرب»، كما لا ينسى المصريون والعرب مقولته «طيب الله ثراه» إبان دعم الإمارات لمصر في حرب أكتوبر 1973: «النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي»، فضلا عن المساعدات الاقتصادية التي أمر بها للقاهرة عام 1967، عقب نكسة يونيو.

وعلى الدوام تواصل قيادة إمارات الخير تأكيد تقديرها لمصر، وتحرص على تكريس العلاقات معها، وهنا يأتي قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن الإمارات تنظر بتقدير، واعتزاز إلى دور مصر في الحفاظ على الأمن العربي، وأنها تولي اهتماماً بالغاً بتوثيق، وتنمية العلاقات الأخوية، وجوانب التعاون، والتنسيق المشترك مع مصر، بما يحقق المصالح المتبادلة، وأن موقف الإمارات الثابت من دعم مصر وتقدير دورها في محيطها العربي، توجه أساسي، وأصيل في سياستها الخارجية منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان.مكانة مصر

ويؤكد سموه أيضاً أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان مدركاً لأهمية مكانة مصر، وثقلها السياسي، والتاريخي، والمحوري، وأن نهضتها، واستقرارها، يصبان في مصلحة جميع الدول العربية، ودول المنطقة ككل، لهذا تحرص الإمارات على دعم كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة التنمية، والأمن، والاستقرار في مصر، وأنها تعمل على تعزيز التنسيق والتشاور مع القاهرة، خاصة خلال المرحلة التي تتصاعد فيها وتيرة التحديات، والمخاطر، التي تهدد أمن المنطقة العربية واستقرارها، وفي مقدمتها خطر التطرف، والإرهاب.

واحتفاء بقوة العلاقات الإماراتية المصرية الراسخة، يأتي قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن تنظيم الاحتفالية الخاصة التي تشهدها مصر خلال الأيام المقبلة: استعرضنا في اجتماع مجلس الوزراء 50 عاماً من العلاقات الإماراتية المصرية المتميزة والمستقرة، التي يرعاها اليوم أخي رئيس الدولة، والرئيس المصري حفظهما الله ووجهنا بتنظيم احتفاليات خاصة، احتفاءً وترسيخاً لهذه العلاقات الأخوية العربية الاستثنائية الممتدة عبر 50 عاماً، حفظ الله الإمارات ومصر.

1

روابط تاريخية

ومن جانبه يؤكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الدوام اعتزاز مصر بالروابط التاريخية الوثيقة، والعلاقات الأخوية الصادقة مع الإمارات، التي تشهد تطوراً مستمراً في مختلف المجالات والقطاعات، ويعرب عن تمنياته إلى قيادة وشعب الإمارات، بمزيد من التقدم، والازدهار، والتطور، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مؤكداً كذلك حرص مصر على تعزيز التعاون العربي المشترك، ومواصلة التنسيق، والتشاور مع الأشقاء، لمواجهة التحديات الإقليمية، والدولية الراهنة، ومشيدا في ذلك بدور الإمارات المركزي في تحقيق السلام، والاستقرار والتنمية في المنطقة.

وفي لقاء بين الرئيس السيسي وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أكد السيسي أن العلاقات المصرية - الإماراتية تجسد مسيرة ملهمة لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة، والتي تمتد لأكثر من 50 عاماً من الأخوة، والمحبة، التي تجمع بين البلدين، والشعبين الشقيقين، وهو امتداد لغرس ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وسارت عليه قيادة الإمارات الرشيدة، ويعكسه توافق الرؤى، ووجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وعلى صعيد متصل كان لسمو الشيخ عبد الله بن زايد تأكيد أصيل بأهمية العلاقات الإماراتية -المصرية التي تزداد رسوخاً، وصلابة، بدعم ورعاية من قيادتي البلدين الشقيقين، مشيداً بدور جمهورية مصر العربية المحوري في إرساء أسس السلام، والاستقرار، لا سيما في ظل المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم، والتي تتطلب المزيد من التعاون، والتشاور، والتنسيق، للتصدي للتحديات الإقليمية، والعالمية المشتركة.

تعاون وتفاهم

ولا يتوانى المسؤولون المصريون في التأكيد دوماً على خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، والترابط الوثيق بين البلدين، حيث في تصريح مؤخراً قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء: الحكومة المصرية حريصة، من خلال هذه الاحتفالية المزمعة، على تأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية مع دولة الإمارات، وإبراز مدى التميز والخصوصية التي تجمع البلدين، وأن هناك امتداداً شعبياً إلى جانب التعاون الحكومي، وتفاهماً سياسياً، وتوافقاً في الرؤى بين قيادتي البلدين، وهناك توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتعزيز أطر التعاون بين البلدين.

أما الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، فشددت على عمق العلاقات المصرية الإماراتية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى التعاون الاستثماري بين البلدين، مشيرة إلى توجيهات القيادة السياسية المصرية، بتعميق التعاون مع دولة الإمارات في جميع المجالات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي لاستغلال الفرص الواعدة للتعاون بين البلدين.

أهداف مشتركة

وحين الحديث عن أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين، نجد قدرتها على إرساء جذور الصداقة بينهما، وتطويرها في إطار تحكمه أهداف مشتركة عدة، أهمها التضامن، والعمل العربي المشترك، والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف حل الخلافات، بالطرق السلمية، فيما فى عام 2008 تم التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، نصت على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات، ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة، لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما تنص مذكرة التفاهم على الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، ويسمح كلا الطرفين لرعايا الطرف الآخر الحاملين جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة بالدخول الى أراضيهما، والخروج منها والمرور عبرها بدون تأشيرة دخول، وبدون رسوم والبقاء في أراضي الطرف الآخر لمدة أقصاها 90 يوماً، فيما من أجل المزيد من التنسيق المشترك تم الاتفاق في فبراير 2017 على تشكيل آلية تشاور سياسي ثنائية، تجتمع كل 6 أشهر مرة على مستوى وزراء الخارجية والأخرى على مستوى كبار المسؤولين.

1


زايد.. أيادٍ بيضاء في أرض الكنانة

كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حريصاً على دعم مصر في جوانب مختلفة، وإقامة مشروعات تخدم الشعب المصري، وتحقق له المزيد من مفردات الحياة الكريمة، حيث مما أقامه على أرض مصر، مدينة الشيخ زايد، وهي إحدى المدن الجديدة التي أنشئت عام ١٩٩٥ بتمويل صندوق أبوظبي للتنمية، وحي الشيخ زايد بمدينتي السويس والإسماعيلية، وهما من الأحياء التي قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي على مدن القناة في حرب يونيو/ حزيران عام ١٩٦٧، علاوة على قناة الشيخ زايد بطول ٥٠ كيلومتراً في توشكي، لزراعة ٤٥٠ ألف فدان، وقدمها رحمه الله هدية لمصر، وترعة الشيخ زايد في منطقة وادي النطرون، وترعة الشيخ زايد شرق قناة السويس في قلب سيناء، والتي تروي ٤٠ ألف فدان، كل ذلك عن إيمان عميق منه بمصر ودورها الحيوي والتاريخي تجاه أمتها العربية.

وكما دعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مصر في الحرب، شارك في مرحلة البناء التي توجت بمدينة الشيخ زايد «9500 فدان» التي أهداها لمصر عام 1995، بمنحة من صندوق أبو ظبي للتنمية، كما توجد مدينة جديدة في المنصورة تحمل اسم الشيخ زايد أيضاً، وفي 2010 تم الانتهاء من مشروع قناة الشيخ زايد، لنقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكي، وفي مستشفى الشيخ زايد يعالج المصريون، ويتعلم أبناؤهم في مدارس تحمل اسمه، وغير ذلك من المشروعات التنموية المختلفة التي ساهمت في تلبية حاجات الإنسان المصري.

50 عاماً مصر والإمارات

أقوال خالدة:

الشيخ زايد: مصر بالنسبة

للعرب القلب وإذا مات القلب فلا حياة للعرب

محمد بن زايد: موقف الإمارات ثابت

بدعم مصر وتقدير دورها في محيطها العربي

عبد الفتاح السيسي: مصر والإمارات

مسيرة ملهمة للعلاقات بين الدول الشقيقة

محمد بن راشد: علاقات أخوية

عربية استثنائية ممتدة عبر 50 عاماً

عبد الله بن زايد: دور مصر محوري

في إرساء أسس السلام والاستقرار

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2essxcpd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"