عادي
«سندات الخزانة» تشكل خريطة النظام المالي العالمي

الاقتصاد الأمريكي في طريقه ليصبح «أصولاً غير سائلة»

20:27 مساء
قراءة دقيقتين

إعداد: خنساء الزبير

سندات الخزانة هي قروض مقدمة للحكومة الفيدرالية وتختلف أنواعها، حيث يكون بعضها مستحقاً بعد بضعة أيام إلى 52 أسبوعاً، وبعضها يكون مستحقاً بعد 2 إلى 10 سنوات، بينما تصبح أخرى مستحقة بعد 20 أو 30 سنة؛ ويُراقب عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عن كثب كمؤشر لثقة المستثمرين بشكل أوسع.

وذكرت (رويترز) أن «بنك أوف أمريكا» حذر من أن تزايد نسبة الأصول غير السائلة في سوق سندات الخزانة الأمريكية البالغ 14.8 تريليون دولار، ربما يمتد إلى الأسواق المالية الأخرى؛ ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه السندات الحكومية أسوأ أسبوع لها منذ سنوات، حيث تستمر سلسلة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وعبّر المحللون في البنك عن قلقهم بشأن حالة سوق الخزانة الأمريكية قائلين: «من وجهة نظرنا يمكن القول إن تراجع السيولة ومرونة سوق الخزانة يشكلان أحد أكبر التهديدات للاستقرار المالي العالمي في الوقت الحالي، وربما أسوأ من فقاعة الإسكان في 2004-2007. وأشاروا إلى أنه إذا أصاب سوق الخزانة الفشل، فقد تتسبب التأثيرات في اضطرابات أكبر للاقتصاد الأمريكي تفوق تلك التي شهدها خلال الأزمة المالية منذ أكثر من عقد.

ولأن قلة من الأمريكيين لا يدركون ذلك فهم ينظرون إلى سوق الخزانة الأمريكية عموماً على أنها أعمق سوق للأوراق المالية وأكثرها سيولة في العالم، وتلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي؛ وهو سوق مرتبط بما يقوم به الاحتياطي الفيدرالي من سياسة نقدية، وعلى الرغم من أهميته كقطاع رسمي، إلا أن المعلومات المتعلقة بالتداولات النقدية ظلت غير متاحة وهذا يجعل من الصعب قياس هيكل السوق وحجمه بالكامل.

وغالباً ما تُستخدم سندات الخزانة لأجل 10 سنوات كتفويض للعديد من الأمور المالية المهمة الأخرى، كمعدلات الرهن العقاري؛ كما أنها تميل إلى الإشارة إلى ثقة المستثمرين في الاقتصاد؛ ولأن العديد من المشتقات مرتبطة بهذا السوق فهو يعد «جرس إنذار» يشير إلى وجود مشاكل في المستقبل.

وتبيع وزارة الخزانة الأمريكية بعض أنواع السندات عن طريق المزاد، ويتم تحديد العائدات من خلال عملية المزايدة؛ وعندما تكون الثقة عالية ينخفض سعر السندات لأجل 10 سنوات ويرتفع العائد؛ وعندما تكون الثقة قليلة ترتفع أسعار السندات وينخفض العائد.

وهنا يأتي الخطر حيث يتردد صدى عامل الثقة هذا في جميع أنحاء النظام المالي العالمي ويحمل في طياته عواقب جيوسياسية ضخمة؛ ومن هذا يتضح أن الثقة في سوق الخزانة الأمريكية ضرورية لاستقرار النظام المالي العالمي.

هناك ما يُعرف بنذير «هيندنبيرغ»، وهو مؤشر فني يتنبأ باحتمالية حدوث انهيار في سوق الأسهم؛ ويرى المحللون أنه قد يتحقق أيضاً في المشتقات والنظام المالي بأكمله إذا جفت السيولة في سوق سندات الخزانة الأمريكية. وبدون السيولة تتوقف الأسواق عن العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykd2v9ra

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"