عادي

مصر تضع خارطة طريق لاقتصاد أكثر تنافسية

20:22 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

انطلقت، الأحد، بالعاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة، فعاليات «المؤتمر الاقتصادي- مصر 2022.. خارطة طريق لاقتصاد أكثر تنافسية»، والذي تنظمه الحكومة المصرية بتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويواصل المؤتمر أعماله على مدار ثلاثة أيام، يناقش فيها العديد من القضايا والملفات الاقتصادية تتعلق بأوضاع الاقتصاد المصري ومستقبله، بحضور عدد من الوزراء، ومسؤولي وممثلي الجهات الحكومية، ومشاركة واسعة من كبار الاقتصاديين، والمفكرين، والخبراء.

وقدّم رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، عرضاً خلال الجلسة الافتتاحية، تحت عنوان: «الاقتصاد المصري في أربعين عاماً.. وماذا بعد؟»، أوضح فيها أن المؤتمر يأتي في خضم أزمة عالمية، لم تشهدها دول العالم منذ الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاماً، مشيراً إلى أن المتابع للتطورات العالمية الراهنة، يرى أن كل حكومات الدول المتقدمة، والقوية اقتصادياً، وكذلك البلدان الناشئة، تصارع من أجل النجاة وضمان استقرار بلادها، ومصر ليست بمنأى عن هذه الظروف، حيث صُنفت من جانب كافة المؤسسات الدولية كواحدة من الدول التي كانت أكثر تأثراً بهذه الأزمة العالمية الكبرى.

ولفت إلى أنه انطلاقاً من إدراك القيادة السياسية لأهمية أن نضع معاً خارطة طريق لمستقبل الاقتصاد المصري، يشارك في وضعها إلى جانب الحكومة، الخبراء والمتخصصون ومجتمع رجال الأعمال والأحزاب السياسية، جاء تكليف الرئيس السيسي بتنظيم هذا المؤتمر، لمناقشة أوضاع ومستقبل الاقتصاد المصري، والخروج بخارطة طريق واضحة لهذا الاقتصاد خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن هذه الخارطة لا بد أن تشمل جزأين: الأول التعافي من الأزمة العالمية قصيرة الأجل، والثاني صياغة حلول لبعض المشاكل المزمنة لدينا تتطلب التحرك على المديين المتوسط وطويل الأجل.

وأشار مدبولي إلى أن الحكومة، منذ بداية الأزمة ومن قبل حدوثها، تحرص على متابعة ما يُكتب عن مصر في الداخل والخارج، وكذا رصد كافة مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التعرف إلى آراء المصريين، والاستماع إلى وجهات نظر الخبراء عبر البرامج الحوارية، لافتاً إلى أن بعض هذه الآراء اتضح أنه غير مبني على معرفة دقيقة لواقع وأحوال الاقتصاد المصري، ولا تستند إلى الأرقام الحقيقية التي تعكس واقع هذا الاقتصاد، بحيث يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي أن مصر مثلاً تواجه أسوأ أزمة قد تمر بها، مع رصد تخوف من الشباب والمواطنين حرصاً من جانبهم على بلدهم.

وتناول رئيس الوزراء بالقراءة والتحليل واقع الاقتصاد المصري على مدار الأربعين عاماً، وما توصلت إليه المؤتمرات الاقتصادية السابقة.

وتحدث عن كلمة للمفكر المصري الدكتور جمال حمدان قال فيها: «المأساة الحقيقة أن مصر لا تأخذ في وجه الأزمات الحل الجذري الراديكالي قط، وإنما الحل الوسطي المعتدل، أي المهدئات والمسكنات المؤقتة... والنتيجة أن الأزمة تتفاقم وتتراكم أكثر»، وهنا أوضح مدبولي أن الدولة لم تتخذ حلولاً راديكالية لأنها غالباً ما تكون غير شعبوية ولها ثمن سياسي باهظ يكون من الصعب على الحكومات أن تتحمله، وبالتالي تراعي الحكومات اعتبار «الحفاظ على استقرار الدولة»، لكن على المدى الطويل لن ينتج ذلك دولة متقدمة.

وتطرق رئيس الوزراء إلى ثورات 2011 و2013 ودورهما في تأثر الاقتصادي المصري على نحو جسيم، مشيراً إلى ما قاله البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في عام 2015 عن مصر، حيث ذكر الصندوق أن "مصر مرت بفترة تغيير جذري، فقد بشرت الأحداث الجسيمة التي وقعت في يناير 2011 بفترة من الآمال العظيمة، ولكن أيضاً بالتحديات الكبيرة، ولكن منذ عام 2011 عانت مصر لعدد من السنوات من النمو المنخفض وارتفاع معدلات البطالة وتفاقمت هذه المشكلات بسبب العجز المالي الكبير والدين العام المتزايد والهشاشة الخارجية.

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الخسائر المصرية نتيجة عدم الاستقرار السياسي والأعمال الإرهابية التي شهدتها مصر على مدار السنوات الماضية قدرت بنحو 477 مليار دولار، ووصلت خسائر قطاع السياحة إلى 32%، ووصل متوسط معدل البطالة إلى 13%، كما تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.2%، ويشير ذلك إلى انخفاض المؤشرات الاقتصادية بصورة كبيرة نتيجة الظروف التي مرت بها مصر، على صعيد ارتفاع عجز الموازنة، ومتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي، وغيرهما.

وأكد رئيس الوزراء أن مصر، خلال الفترة بين فبراير 2011 إلى مايو 2013، انخفض تصنيفها الائتماني 6 مرات، وبشكلٍ عام، واجهت الدولة وضعاً اقتصادياً كارثياً نتج عنه تراجع حاد لمعدل النمو بلغ 3%، إضافة إلى أعلى معدل عجز وصلت له مصر في الموازنة في ثلاثين عاماً بنسبة 13%، إضافة إلى 516 مليار جنيه مثلت أكبر زيادة في المديونية.

وأوضح رئيس الوزراء أن استمرار تلك الأوضاع كان سيؤدي حتماً إلى أوضاع أكثر خطورة للدولة المصرية ككل، ومن هنا كانت استجابة الدولة لتلك التحديات في عام 2015.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5y5zrtyy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"