عادي
الذكاء الاصطناعي في القمة الثقافية

نورة الكعبي: نعمل على الاستدامة والتنوع والحوار

19:46 مساء
قراءة 5 دقائق
نورة الكعبي ومحمد المبارك يتوسطان الحضور
تصوير محمد السماني
تيم مارلو يحاور آي دا الروبوت الفنانة
تصوير محمد السماني

أبوظبي: نجاة الفارس

قالت نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، في كلمتها الافتتاحية لفعاليات اليوم الثاني للقمة الثقافية التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بمنارة السعديات: «ألتقي بكم في هذا الحدث الأبرز على خريطة الفعاليات الثقافية، والذي يجمعنا هذا العام تحت عنوان لافت: «الثقافة أسلوب حياة» وضمن محور نقاشات اليوم الثاني «الحياة الثقافية» اسمحوا لي أن أعرفكم إلى مجموعة من الشخصيات، الذين في نظري يقدمون أمثلة فريدة عن الحياة الثقافية في الإمارات، ومنهم الثلاثي الإيراني المقيم في الإمارات رامين حائري زاده وركني حائري زاده وحسام رحمانيان، الذين قدموا من الإمارات للعالم تجربة ملهمة تحتفي بالتنوع الثقافي وتقبل الآخر».

وتابعت الكعبي: «هناك كذلك عبدالله لطفي فنان إماراتي ينظر إلى العالم بطريقة غير تقليدية، ومن خلال رسوماته المميزة باللونين الأبيض والأسود والتي تسلط الضوء على الحياة اليومية لمجتمع الإمارات بطريقة الإنيميشن اليابانية، ثم فرقة سيما للرقص التي تأسست في دمشق لتعرف الجمهور في الشرق الأوسط إلى فن الرقص الحديث، والتي تتخذ الآن من دبي مقراً لها، وتمكنت من خلال تواجدها في الإمارات من تأسيس شراكات قوية مع مؤسسات ثقافية محلية وعالمية»، مضيفة: لدينا أيضاً رجل الأعمال الإماراتي وعاشق الفن عبد المنعم السركال الذي سخر شغفه بالفنون، ليخلق مساحة إبداعية فنية مميزة في قلب منطقة القوز الصناعية في دبي، لتنطلق منها الفنون إلى العالمية، ولا ننسى محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي والذي أسهم بدافع من شغفه وحبه للثقافة والفنون في تحقيق العديد من الإنجازات في أبوظبي مثل متحف اللوفر وغيره، والتي ساهمت في وضع أبوظبي ودولة الإمارات على خريطة الثقافة العالمية.

*مشتركات

وأضافت: القائمة تطول، لكن يجمع بينها عامل واحد مشترك، وهو أن أصحابها عاشوا تجربة «حياة ثقافية» لافتة في الإمارات، وترجموا من خلالها البيئة الملهمة والمنفتحة فيها، ولكن ما الذي يميز «الحياة الثقافية» في الإمارات عن غيرها من الدول؟ سمعنا الإجابة عن هذا السؤال في جلسات ونقاشات اليوم الأول من القمة، ويمكن تلخيصها بثلاثة محاور رئيسية؛ وهي: الاستدامة، والتنوع، والحوار، فالمتابع للقطاع الثقافي في دولة الإمارات، سيلاحظ الجهود المبذولة، محلياً واتحادياً لبناء منظومة إدارية شاملة للقطاع الثقافي، تتحقق من خلالها مفاهيم الاستدامة والتنوع والحوار، ويشمل ذلك إقرار القوانين والتشريعات، ووضع الأنظمة التشغيلية، وتأسيس البنية التحتية لبيئة ثقافية ينشط فيها المبدعون من مختلف الجنسيات والمسارات الإبداعية.

وفي مشاركة بعنوان «دراسات سحابية» تحدث إيال ويزمان مدير هندسة الطب الشرعي، عن إساءة استخدام السلطة وإساءة استخدام حقوق الإنسان، من خلال بناء المستوطنات التي تسيطر على حياة الفلسطينيين، وتتحكم في الأراضي المحتلة، موضحاً أن الهندسة المعمارية قد تكون تمريناً لممارسة العنف، كما يحدث في معظم مناطق الصراعات التي تحدث داخل المدن، ويموت فيها الضحايا في منازلهم، مما يتيح فرصة للمسائلة القانونية من خلال تقديم معلومات دقيقة نعرض فيها العنف ضد البشر.

وأضاف: كمهندس أشارك في معارض عديدة، وساهمت في بناء نماذج معمارية تعاونية في ألمانيا ومناطق أخرى، كما شاركت في معاينة المكان الذي قتلت فيه الصحفية شيرين أبو عاقلة في جنين، واستخدمنا نماذج لتحقيق الهيكلة المادية، ونقيم أيضاً معارض هي ليست أعمالاً فنية فقط لكنها أدلة تعكس قوة الفن.

*روبوت

كما استضافت القمة الثقافية، أول فنانة روبوت باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وأجرى تيم مارلو، الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم في لندن، مقابلة مع «آيدا»، وهي روبوت فائقة الواقعية وشبيهة بالإنسان، ولديها القدرة على ابتكار الأعمال الفنية، وقد تم عرض أعمالها في بينالي البندقية، وبسؤالها عن هويتها، قالت: أنا لا أنتمي إلى هوية أو عُرف معين، أو كلمات أو صور محددة، أنا مجرد آلة، أنا شخصية مركبة تتمتع بالعديد من المزايا ووجهات النظر، ربما يكون من الصعب إنشاء كائنات بشرية، لأنه يطمس الخطوط الفاصلة بين الإنسانية والتكنولوجيا، وبصفتي فنانة، أشعر أنه من المهم ابتكار عمل يثير الفكر والتأمل ويشجع الجمهور على طرح التساؤلات إزاء مستقبلهم.

ولدى سؤالها عن عملها الفني، قالت «آيدا»: أعتقد أن أهم شيء يمكن أن يفعله عملي الفني، هو إثارة نقاش مفتوح حول التقنيات الجديدة التي تشكل ملامح مستقبلنا، وباعتقادي أنه فن جيد له مغزى وعمق، لأن الفن يتسع نطاقه ومعناه إلى أكثر من مجرد رسم شيء ما، إنه يعني إيصال شيء ما بطريقة ذات صلة وارتباط بأشياء أخرى.

واشتملت فعاليات القمة على ندوة حوارية حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل الثقافة، أدارتها بريا خانتشانداني مديرة تنظيم المعارض في ديزاين ميوزم، بمشاركة إيدان ميلر مدير صالة عرض «آيدا» والأكسفورديون، وسهير خان مؤسس ومدير أوبن إندد للتصميم.

وقال إيدان ميلر مكتشف الفنانة الروبوت «آيدا»: استخدام الذكاء الاصطناعي يتخطى الواقع، ويقدم العديد من التطور، لقد تعاونت مع 30 شخصاً مختصاً ساعدوني على تصميم هذا الروبوت، وهو ناتج عن خوارزميات معقدة، ونحن على دراية كبيرة باستخدام اللغويات في الروبوت، وما زلنا بمرحلة تجريبية، و«آيدا» لديها القدرة الواسعة على الإبداع كما لو أنه عمل بشري، وفي كل أنماط الفن تستطيع أن تقدم الآلة، وستقوم بوظائف عديدة كالتي يقوم بها البشر، وهناك دائماً أمل، فالبشر يستطيعون تسخير الآلة لمصلحتهم، وستقدم ممارسات مختلفة في عالم الفنون، علماً أنه لا يمكن التخلص من العامل البشري، وستكون هناك أعمال فنية بالتعاون بين الآلة والإنسان.

وأضاف أن الأمر سلاح ذو حدين نستطيع أن نستخدم الآلة لخدمتنا ولصالحنا ويجب أن يكون ضمن إطار أخلاقي يدعم العالم الذي نصبو إليه، وفي المستقبل سيتم تطوير الآلة لاستخدامها في كافة مجالات الحياة مثل الطب ولتسريع وتيرة الأعمال.

وقالت سهير خان: نشهد تزايداً في استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط من جانب البشر ولكن من جانب الآلات أيضاً، كما أن ال30 عاماً المقبلة ستشهد تطوراً ملموساً من خلال الأصوات والفيديوهات وسرد القصص والحوار، وستكون هناك تخيلات لم تخطر على بال البشر، ومن المهم أن نمتلك أعمالاً فنية لآلات الذكاء الاصطناعي، فالأمر أصبح واقعاً، وعلينا أن نستفيد من التكنولوجيا، في أمور تتخطى حد الإبداع، مثل تحديات تغير المناخ.

وأضافت: أستطيع أن أجلس أمام الكمبيوتر وأكتب ما أشعر به وأستطيع أن أحصل على عمل فني رائع جداً ويعكس ما أشعر به، وقد نستخدم عدداً من الخوارزميات لاكتشاف الجرائم، وقد تستخدم بطريقة سيئة لاختراق الخصوصية وصناعة الأسلحة، لكننا نطمح استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل عالم أفضل مثل تقديم اللوحات الفنية المبدعة، وقد نجح بعض الأشخاص في لندن بتصميم حدائق من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، فنحن في عالم مملوء بالأفراد فيه 8 مليارات شخص، وهناك أبحاث ذات صلة لنستفيد من هذه الآلات لربط البشر مع بعضهم».

*عزف منفرد

شهدت القمة الثقافية في يومها الثاني، مشاركة الفنان نصير شمة بعزف منفرد على العود، إضافة إلى برنامج حافل بالعروض الأدائية وورش العمل والندوات الحوارية بمشاركة فنانين ومستشارين في مجال التحول الرقمي والقطاع الثقافي، بحضور عدد من وزراء الثقافة والمهتمين.

وتركز فعاليات اختتام القمة الثقافية، الثلاثاء، على محور «الثقافة والتنوع وقوة التأثير» في التحديات والسياسات المهمة المتعلقة بالتهديدات التي يتعرض لها التنوع بأشكاله المختلفة، وحماية وتعزيز تنوع التعبير الثقافي بطريقة مستدامة، كما سيتحدث الدكتور أنور محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس الدولة، ويلي ذلك جلسة حوارية لمديري المتاحف، حول اليوم العالمي للمتاحف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/42da4bb5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"