أغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع الاثنين لتواصل المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أشارت فيها علامات على التباطؤ الاقتصادي إلى أن آثار سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي النشطة التي تهدف إلى تهدئة الاقتصاد، وبالتالي كبح جماح التضخم الذي ارتفع لأعلى مستوياته منذ عقود، بدأت تظهر.
واكتسبت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة زخما طوال الجلسة الأولى من الأسبوع الذي يشهد صدور نتائج العديد من الشركات البارزة والبيانات الاقتصادية الهامة.
وأظهر تقرير من ستاندرد آند بورز جلوبل انكماشا في نشاط الشركات هذا الشهر، فيما يقدم إشارة على أن سلسلة الزيادة الحادة في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي بدأت تحقق التأثير المطلوب، مما زاد الآمال في أن البنك المركزي قد يبدأ في إبطاء وتيرة الزيادات في أسعار الفائدة.
وارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 45.94 نقطة، أو 1.22 بالمئة، إلى 3798.69 نقطة.
وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 421.31 نقطة، أو 1.36 بالمئة، إلى 31503.87 نقطة.
وارتفع المؤشر ناسداك المجمع 94.83 نقطة، أو 0.87 بالمئة، إلى 10954.55 نقطة
وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، الاثنين، متعافياً من انخفاض سابق. وتم تداوله في آخر تعاملات مرتفعة بنحو 4 نقاط أساس عند 4.255%. كما ارتفع العائد على سنتين بنقطتين أساس عند 4.59%.
في وقت من الأوقات يوم الجمعة، تجاوزت النسبة 4.33% قبل أن تذكر صحيفة وول ستريت جورنال أن بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي كانوا قلقين بشأن رفع أسعار الفائدة أكثر من اللازم.
تأتي هذه التحركات بعد أسبوع متقلب آخر للأسهم مع ارتفاع حرارة موسم أرباح الربع الثالث. ويراقب المستثمرون الأرباح من عمالقة التكنولوجيا مثل «أبل» و«أمازون» و«ألفابيت» و«مايكروسوفت» هذا الأسبوع. وتراجعت أسهم التكنولوجيا الصينية عموماً بقيادة الأسهم الصينية المدرجة في وول ستريت، حيث هوت أسهم «نيو» 24% و«علي بابا» 18.5%، و«جيه دي» بحوالي 20%، بسبب مخاوف من أن تضحي القيادة الصينية الجديدة أكثر بالنمو الاقتصادي على حساب السياسات الإيديولوجية.
أوروبا
وقفزت الأسهم الأوروبية الاثنين مدعومة بالآمال في إبطاء مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وتيرة رفع أسعار الفائدة، بينما يستعد المستثمرون لأسبوع حافل يتضمن قراراً مهماً بشأن أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.6% خلال التداولات، وتصدرت أسهم قطاعات السفر والترفيه والبيع بالتجزئة والمصرفية المكاسب.
وارتفعت الأسهم الإيطالية 1.4% بعد أن أدت جورجيا ميلوني اليمين، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا يوم السبت. وفي بريطانيا ارتفع المؤشر فوتسي 100 اللندني 0.5% بعد إعلان وصول ريشي سوناك إلى سدة السلطة في داونينغ ستريت.
أسواق آسيا
وفي آسيا، شهدت الأسواق تدهوراً، ما قاد مؤشر هونغ كونغ إلى تراجع حاد، بعد أن زاد فريق القيادة الذي كشف الرئيس الصيني شي جين بينغ النقاب عن المخاوف من التضحية بالنمو الاقتصادي من أجل السياسات التي تحركها الأيديولوجية في بكين.
وانخفضت أسهم هونغ كونغ وأسواق البر الرئيسي للصين بشكل حاد، الاثنين بينما ارتفعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ الرئيسية الأخرى.
وانخفض مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 6.36% إلى أدنى مستوياته منذ أبريل 2009، مع انخفاض مؤشر التكنولوجيا بأكثر من 9%.
ويتوقع المستثمرون أيضاً الإعلان عن إجراءات سياسية خلال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والذي أغلق في عطلة نهاية الأسبوع مع اختيار الموالين للرئيس شي جين بينغ لتشكيل مجموعة قيادية أساسية.
ودخلت أسواق البر الرئيسي للصين لفترة وجيزة المنطقة الإيجابية على خلفية بيانات اقتصادية أفضل من المتوقع قبل أن تنخفض مرة أخرى. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب في البر الرئيسي للصين بنسبة 2.02% عند 2977.56 نقطة، وخسر مكون شينزين 2% إلى 10694.61 نقطة.
اليابان
وتخلى المؤشر نيكاي الياباني عن معظم المكاسب الصباحية خلال الجلسة المسائية، ليغلق دون مستوى 27 ألف نقطة الاثنين، وسط قلق المستثمرين من توقعات الاقتصاد الصيني.
واختتم المؤشر تعاملات الاثنين مرتفعاً 0.31% فقط عند 26974.9 نقطة. ومن بين 225 سهماً على المؤشر، ارتفع 133 مقابل هبوط 88 سهماً، فيما بقيت أربعة دون تغيير. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.28 في المئة إلى 1887.19 نقطة.
وكانت أسهم قطاع العقارات الأسوأ أداء في المؤشر نيكاي، إذ تراجعت بواقع 2.12 في المئة. وأنهت الشركات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية التعاملات دون التخلي عن معظم مكاسبها القوية المبكرة. (وكالات)
