الإمارات ومصر.. علاقات تاريخية

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

لدولة الإمارات تاريخ كبير من العلاقات القوية والتاريخية مع شقيقتها الكبرى مصر، فمصر تعتبر من الدول الأولى التي قدمت الدعم لدولة الإمارات عند قيام اتحادها العظيم؛ كون مصر من أهم دول العالم تاريخاً وحضارة ومكانة. فالمؤسس القائد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان يؤمن بأن نهضة العرب من نهضة مصر. وقد قال كلماته الخالدة: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة».

واعتبر الشيخ زايد طيب الله ثراه أن مصر هي القلب، وأن العرب لا حياة لهم من دون مصر، فضرب أمنها هو ضرب لأمن العرب جميعاً، وهذه العلاقة تحمل آفاقاً كبيرة واعدة للشعبين الشقيقين في مجالات مختلفة، وهذا نهج زايد حكيم العرب الذي توارثته القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وتعمل على استمرارية تقوية العلاقات مع مصر.

واليوم تعمل القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على وضع العلاقات الاستراتيجية مع مصر على رأس أولوياتها وأجنداتها. وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في إحدى المناسبات: «إن مصر دولة عربية رئيسية وركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي.. ونعدّ أمن مصر من أمن الإمارات، وتقدّمها وتطورها واستقرارها يمثل مصلحة للإمارات وكل العرب»، وهذا تأكيد من سموه لمكانة مصر في قلب القيادة الرشيدة لدولة الإمارات والتي تتميز بالمحبة والاحترام المتبادل والأخوة.

وبعد مرور 50 عاماً على هذه العلاقة المشتركة تتشارك الدولتان المصير الواحد، ويجتمع الشعبان على عقيدة واحدة ثابتة تجاه بعضهما بعضاً؛ لأنهما اليوم تشكلان رمزاً للتسامح والأخوة بين الأشقاء العرب، وجداراً صلباً للاستقرار والسلام في المنطقة، لما قدمتاه من نماذج راقية من العلاقات الثنائية على مستوى المنطقة والعالم.

وقد شهدت هذه العلاقات نمواً ملحوظاً في الفترة الأخيرة بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عدة مجالات، سواء كانت اقتصادية أو صحية أو زراعية، وغيرها من المجالات التي نهضت بالشعبين الشقيقين. كما تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى بين دول العالم استثماراً في مصر.

يمر الشرق الأوسط بتحديات وصعوبات سياسية كبيرة أثقلت كاهل كثير من الدول العربية؛ بل ألحقت ضرراً بأمن بعضها، وقد واجهت مصر هذه التحديات خلال ما سمي «الربيع العربي»، وبفضل الله استطاعت مصر بمساعدة شعبها وقيادتها أن تتخطى الأزمات والتحديات. وقد أثبت الأشقاء وقوفهم إلى جانب مصر، وكانت دولة الإمارات في طليعة من قدموا الدعم والمساعدة لها في كل الأوقات العصيبة. ومن أمثلة تلك المواقف النبيلة لدولة الإمارات ما كان في عام 2013 بعد ثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت نظام «الإخوان» الإرهابي من خلال تقديم مساعدات وإسهامات في المرحلة الانتقالية بعد الثورة، والتي دعمت بقوة، مصر، من خلال مشروعات تنموية في قطاعات مختلفة.

وفي هذا الصدد أعلنت دولة الإمارات تنظيم احتفالية تحت شعار «مصر والإمارات قلب واحد»، وهو احتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، والتي أثمرت إنجازات ونجاحات كثيرة في عدة مجالات تخدم مصالح الدولتين والمنطقة والعالم، وستكون احتفالية ضخمة لمدة ثلاثة أيام في العاصمة المصرية ابتداء من غد الأربعاء حتى 28 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

[email protected]

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvxf2hmy

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"