عادي
أحمد بن سعيد في حوار شامل بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 37 لتأسيس الناقلة:

«طيران الإمارات» تحلّق مع دبي.. وتستعيد الربحية سريعاً

00:12 صباحا
قراءة 11 دقيقة
15
دبي: أنور داود


أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن السنة المالية الماضية 2021/ 2022 كانت سنة التعافي لطيران الإمارات، بعد أن اجتزنا أصعب عام في تاريخ ناقلتنا. ولا يتعلق الأمر باستعادة قدراتنا فحسب، بل أيضاً بزيادة إمكاناتنا المستقبلية أثناء إعادة البناء. فهدفنا هو أن نبني أفضل وأقوى، مضيفاً أنه على الرغم من التطورات العالمية المعاكسة، إلا أننا نواصل تحقيق أداء جيد، ونتوقع العودة إلى الربحية في السنة المالية الجارية. وسوف نعلن خلال الأيام القليلة المقبلة نتائجنا المالية نصف السنوية.

وقال سموه للصحفيين بمناسبة الذكرى ال37 لتأسيس طيران الإمارات وانطلاق أول رحلة للناقلة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1985، إن طيران الإمارات ودبي تسيران جنباً إلى جنب، مشيراً إلى أن أنه منذ انطلاق طيران الإمارات لم نشهد سنة واحدة من دون أزمات، هنا أو هناك، بغضّ النظر عن حجمها، مؤكداً أن الدرس الرئيسي في الجائحة هو عدم التوقف والاستمرار في تنفيذ الخطط المقرر، فعقب كل أزمة، تأتي فرص كبرى، فإذا كنت غير مستعد، فإنك لن تستطيع ركوب الموجة وتحقيق الفائدة ومواصلة النمو.

طيران الإمارات

عن صنع «طيران الإمارات» نموذجها الخاص والمتفرد في صناعة النقل الجوي، قال سموه، إن الأهم من تحقيق النجاحات هو عدم التوقف والاتكاء عليها. نحن ننظر إلى الماضي وما حققناه بعين الرضا، ونتطلع إلى المستقبل بعزم وثقة، ومثلنا الأعلى في ذلك قيادتنا ودولتنا التي تنظر إلى الخمسين المقبلة. أما بشأن المنافسة، فهي ما تحتاجه أي مؤسسة للمضي قدماً، فلا تقدم ولا تميّز من دون وجود حوافز للتفوق. لقد تأسست طيران الإمارات وسط المنافسة وسياسة الأجواء المفتوحة، حيث كان أكثر من 70 ناقلة إقليمية وعالمية تعمل عبر مطار دبي الدولي، ولم نتلق أي معاملة تمييزية.

وقال سموه إن تأسيس طيران الإمارات وتوسعاتها تزامن مع خطط دبي العملاقة في رحلة التقدم والتميز، وعززت مكانتها في الصناعة العالمية مع اقترانها بدبي كقاعدة رئيسية. فقد شكّلت دبي وخطط توسيع مطارها منصة انطلقت منها طيران الإمارات إلى العالمية، في حين وفرت الناقلة لدبي شهرة وصدى عالمياً سلّط عليها الأنظار، وساهم في تدفق الشركات والمستثمرين والسياح إليها من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف سموه: تطلّبت توسعات طيران الإمارات إنشاء مبنى خاص لها، وشكّل تدشين المبنى 3 في مطار دبي الدولي محطة مهمة في مسيرتها، تلت ذلك إضافة كونكورس خاص لطائرات A380، ثم مبنى الشيخ راشد (كونكورس C). محطات وتحديات كثيرة شهدناها وجهود دؤوبة بذلناها، إلى أن أصبحت طيران الإمارات أكبر ناقلة دولية في العالم.

نهضة دبي

وعن مساهمة طيران الإمارات بشكل حيوي في نهضة دبي الاقتصادية والسياحية، قال سموه، إن طيران الإمارات ودبي تسيران جنباً إلى جنب. فنحن نستفيد من مشاريع دبي في البنية التحتية وإقامة المرافق السياحية والخدمية ذات المستوى العالمي، واستضافة وتنظيم أحداث عالمية وتسهيل إجراءات الدخول، واستكمال التشريعات الناظمة للاستثمار. وفي الوقت ذاته، نروج دبي في مختلف محطات شبكتنا العالمية، التي تغطي القارات الست، ونجلب إليها ملايين الزوار سنوياً.

دعم الحركة

وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد، إن طيران الإمارات دأبت منذ إنشائها على دعم حركة التجارة والسياحة والاستثمار في جميع الوجهات التي تخدمها. فدورنا لا يقتصر على نقل الركاب وحسب، وإنما نساعد الشركات والمنتجين المحليين أيضاً، على تصدير منتجاتهم وإيصال ما يحتاجونه من واردات.

ومع انتشار الجائحة مطلع عام 2020، وتوقف حركة الطيران عبر العالم حشدنا كل طاقاتنا لتلبية متطلبات العديد من دول العالم من المواد الغذائية، بل إننا ساعدنا المنتجين في بعض الدول على إيصال منتجاتهم إلى المطارات. وكنا في طليعة الناقلات العالمية في إيصال اللقاحات إلى عشرات الدول.

الجائحة

وقال سموه إن طيران الإمارات نظمت عشرات الرحلات مع بدء انتشار الجائحة لإجلاء العالقين خارج دولهم بالتنسيق مع الحكومات. ومع بدء احتواء الجائحة بالبروتوكولات وتعميم اللقاحات، بدأ العديد من دول العالم بتخفيف القيود على السفر. وكانت طيران الإمارات مبادرة في استئناف تشغيل الرحلات حيثما أمكن ذلك، كما واكبت زيادة الطلب بمزيد من الرحلات، وتلبية متطلبات الدخول إلى مختلف الدول وتعميمها على العملاء. وقد أنشأنا صفحة خاصة على موقعنا الشبكي حول متطلبات دول العالم أصبحت مرجعاً حتى لعملاء الناقلات الأخرى، حيث كان يتم تحديثها يومياً مع كل تغيير، أو إضافة، أو تخفيف للقيود.

العمليات

وأضاف سموه: اليوم استعدنا أكثر من 90% من شبكة خطوطنا، وأكثر من 80% من السعة المقعدية ما قبل الجائحة، كما أن جميع طائراتن``ا البوينغ 777 (151 طائرة) وأكثر من 70 طائرة A380 قيد الخدمة الآن. واستطعنا تقليص الخسائر بدرجة كبيرة في السنة المالية السابقة. لقد شهدنا موسماً صيفياً رائعاً، ونتطلع بتفاؤل نحو المستقبل.

دروس

وأوضح: اعتدنا في طيران الإمارات على عدم التوقف حتى في أصعب الظروف. فقد تقدمنا بأكبر طلبية في تاريخ الصناعة لشراء طائرات من «بوينغ» و«إيرباص» بعد بضعة أسابيع فقط، من أحداث 11 سبتمبر. والدرس الرئيسي في الجائحة أيضاً هو عدم التوقف والاستمرار في تنفيذ الخطط المقررة. فعقب كل أزمة، تأتي فرص كبرى، فإذا كنت غير مستعد، فإنك لن تستطيع ركوب الموجة وتحقيق الفائدة ومواصلة النمو.

أزمات

ولفت سموه إلى أن الناس لا يستغنون عن السفر، وقد أثبتت الجائحة ذلك، فقد اندفعوا عندما زالت القيود لتعويض سنتين من عدم الحركة، سواء للسياحة، أو أداء الأعمال، أو زيارة الأهل والأصدقاء.

وقال سموه: لا أذكر منذ انطلقت طيران الإمارات أننا شهدنا سنة واحدة من دون أزمات، هنا أو هناك، بغضّ النظر عن حجمها. فقد أسسنا الناقلة في ذروة الحرب العراقية الإيرانية، ثم جاء غزو وتحرير الكويت، وأحداث 11 سبتمبر، وما تلاها من احتلال العراق وأفغانستان، والأزمة المالية العالمية، ثم ما سمي «الربيع العربي». وتخللت ذلك أزمات غير سياسية، مثل انتشار أوبئة، مثل السار والإيبولا وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، وكارثة التسونامي، وبركان آيسلندا.

وأضاف: لا شك في أن الأحداث المختلفة تؤثر في أداء مختلف القطاعات الاقتصادية، ويعتبر قطاع السفر والسياحة عامة، أول هذه القطاعات وأشدها تأثراً. إلا أننا اعتدنا في طيران الإمارات على الخروج من كل أزمة أقوى وأشد عزماً على مواصلة النمو والتوسع بفضل الاستعداد والتخطيط الجيد.

حملات التوظيف

وأشار سمو الشيخ أحمد بن سعيد، إلى أنه مع إطالة أمد الجائحة، وامتدادها إلى جميع مناطق العالم، لجأت شركات الطيران والمطارات إلى الاستغناء عن أعداد هائلة من العمالة توفيراً للنفقات. وقال سموه: بالنسبة إلى طيران الإمارات والمجموعة، فقد كان إنهاء خدمات أعداد من العاملين أصعب قرار اتخذته في حياتي. لكننا مع بوادر استقرار الأوضاع، وبعد تعميم اللقاحات، ومع مؤشرات عودة الانتعاش لصناعة السفر، رأينا أن نكون على أهبة الاستعداد. فسارعنا إلى تنظيم حملات توظيف عبر العالم، مع إعطاء الأولوية لإعادة الذين عملوا لدينا سابقاً. ومن الطبيعي أن يكون على رأس هذه المراكز الطيارون والمضيفون والعاملون في خدمات المطار. وقد شكّل ذلك تحديات على برامج ومرافق التدريب، إلا أننا استطعنا على سبيل المثال توظيف نحو 6000 مضيفة ومضيف خلال أقل من عام واحد، وكذلك مئات الطيارين والعاملين في المطارات في دبي وعبر شبكة خطوطنا، وفي مختلف عملياتنا.

نطالب بتحرير الأجواء

وأكد سموه أن دولة الإمارات تعتمد سياسة الأجواء المفتوحة، وفي ظلها تأسست خمس ناقلات جوية حققت نجاحاً بارزاً في الصناعة، عالمياً وإقليمياً. وقال سموه: «لقد طالبنا، ولا نزال نطالب بتحرير الأجواء، ونأمل أن تستفيد دول العالم التي تنتهج الحمائية من دروس الجائحة وتخفف القيود على حركة الطيران الحيوية للجميع».

التسليمات والطلبيات

وأوضح سموه: لا تزال طلبياتنا المعلنة مع كل من إيرباص وبوينغ كما هي، ونحن على تواصل دائم مع الشركتين المصنعتين حول كل التطورات ومواعيد التسليم. ونعمل حالياً على إعادة جميع طائراتنا A380 إلى الخدمة. كما نقوم بتنفيذ برنامج لتحديث 120 طائرة بوينغ وإيرباص، بما في ذلك تركيب مقصورة الدرجة السياحية الممتازة، وإدخال تحسينات على مقصورات الدرجات الأخرى بموجب استثمار أكثر من 8 مليارات درهم في برنامج ضخم. وسوف نتسلم أولى طائرات الإيرباص A350 في الربع الأخير من 2024، أما طائرات البوينغ 777X فمن المؤمل أن نتسلم أولاها في عام 2025.

الشراكة مع «يونايتد»

وعن إعلان الشراكة مع «يونايتد» التي حولت العلاقة بين ما كانت عليه سابقاً من حرب تجارية ومنافسة شرسة إلى تعاون وشراكة، قال سموه: في الأعمال، كما في السياسة، لا يوجد عداوات دائمة، أو صداقات دائمة، بل هناك مصالح مشتركة تتغلب على أي عامل آخر. لقد ثبت أن ادعاءات «ناقلات التذمر» واتهاماتها لطيران الإمارات بتلقي دعم حكومي لا أساس لها من الصحة، ووضعت الحكومة الأمريكية نهاية لتلك الحملة غير العادلة.

وأضاف سموه، أن تعاون طيران الإمارات و«يونايتد»، اللتين تعدان من أكبر وأشهر الناقلات الجوية في العالم، سيسهل الوصول إلى مزيد من الوجهات، في وقت ينتعش فيه الطلب على السفر بقوة. إنها شراكة مهمة ستحقق فوائد هائلة للمسافرين وعملاء الشحن الجوي، وتقرب أكثر بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. واعتباراً من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، سيتمكن العملاء الذين يسافرون على رحلاتنا إلى كل من شيكاغو وسان فرانسيسكو وهيوستن، وهي من أكبر مراكز الأعمال في الولايات المتحدة، من مواصلة رحلاتهم بسهولة مع يونايتد من، وإلى نحو 200 مدينة عبر الأمريكتين بتذكرة واحدة. ونحن نتطلع إلى تطوير شراكتنا مع يونايتد على المدى الطويل. وفي أعقاب اتفاقية الشراكة بين طيران الإمارات و«يونايتد»، وقّع جناحا الشحن في الناقلتين، «الإمارات للشحن الجوي» و«يونايتد كارغو»، ما سيحقق فوائد جمة لعملاء الشحن الجوي في مختلف مناطق العالم.

شراكات

وعن إبرام شراكات كبرى خلال الفترة المقبلة، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد: أبرمنا منذ العام الماضي شراكات عدة بمستويات مختلفة، ما يوفر لعملائنا مزيداً من الراحة والسهولة في الوصول إلى وجهاتهم، خصوصاً إلى المطارات التي لا تصلها رحلاتنا. فإضافة إلى اتفاقية التعاون مع «يونايتد» مؤخراً، وسعنا شراكاتنا الاستراتيجية مع كوانتاس وفلاي دبي، وعقدنا اتفاقيات شراكات بالرمز والإنترلاين، ووسعنا اتفاقيات أخرى في جميع أنحاء أوروبا والأمريكتين وإفريقيا وآسيا مع كل من: «إيرومار» و«إيروبالتيك» و«إيرلينك» و«أزول» و«سيمير» و«جارودا» الإندونيسية، وطيران الخليج، والخطوط المالديفية وخطوط جنوب إفريقيا الجوية، و«تاب» البرتغالية. كما أطلقنا مبادرات مع شركاء السياحة في وجهات مختلفة لدعم تعافي حركة السفر والسياحة، ووقعنا اتفاقيات مع هيئات سياحية في كل من السعودية وجنوب إفريقيا والمالديف وموريشيوس لتعزيز حركة السياحة. ونحن على ثقة من أن هذه الاتفاقيات تساهم في جهود إعادة خدماتنا إلى مستويات ما قبل الجائحة، وتوفر مزيداً من الفرص والخيارات أمام المسافرين في مختلف مناطق العالم.

وأكد سموه أن طيران الإمارات مستعدة لتطوير العلاقات مع مختلف الناقلات العالمية لما فيه الفائدة المشتركة، ونحن منفتحون على أي فرصة، سواء في أوروبا، أو في غيرها.

أصعب عام في التاريخ

وبسؤاله عن الأداء خلال السنة المالية الحالية والعودة لتحقيق الربحية، قال سموه: كانت السنة المالية الماضية 2021/ 2022 سنة التعافي لطيران الإمارات، بعد أن اجتزنا أصعب عام في تاريخ ناقلتنا. ولا يتعلق الأمر باستعادة قدراتنا فحسب، بل أيضاً بزيادة إمكاناتنا المستقبلية أثناء إعادة البناء. فهدفنا هو أن نبني أفضل وأقوى، حتى نتمكن من تقديم تجارب أفضل لعملائنا ومزيد من الدعم للمجتمعات التي نخدمها. وعلى الرغم من التطورات العالمية المعاكسة، إلا أننا نواصل تحقيق أداء جيد، ونتوقع العودة إلى الربحية في السنة المالية الجارية. وسوف نعلن خلال الأيام القليلة المقبلة نتائجنا المالية نصف السنوية.

الإيرادات

وقال سموه، إن طيران الإمارات ناقلة عالمية، وتأتي إيراداتنا من جميع مناطق العالم، فمن الطبيعي أن نتأثر بتذبذب أسعار صرف العملات الرئيسية، صعوداً وهبوطاً. الأوضاع الراهنة ليست جديدة على صناعة الطيران، فجميع الناقلات العالمية تعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود وسط ظروف عدة، تتمثّل في ارتفاع أسعار الوقود، وتذبذب أسعار صرف العملات والتوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية، إضافة إلى الأوبئة، وآخرها طبعاً جائحة «كوفيد-19» غير المسبوقة. نحن نعمل بدأب لتحقيق أهدافنا، مع مراقبة الرياح المعاكسة والحد من تأثيراتها في عملياتنا وإيراداتنا.

الشحن الجوي

وأوضح سموه، أن العالم شهد، مع توقف رحلات الركاب الدولية تماماً في أواخر مارس/ آذار 2020، نقصاً حاداً في سعة الشحن المتوفرة، لأن كميات هائلة من البضائع كانت تنقل على هذه الرحلات. وأكدت الإمارات للشحن الجوي منذ بدء انتشار الجائحة التزامها بتيسير حركة التجارة وتسهيل نقل السلع الأساسية إلى أسواق عالمية، بما فيها دولة الإمارات. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها الصناعة، إلا أن طيران الإمارات واصلت نقل المنتجات الغذائية والإمدادات الطبية، إلى الوجهات التي تحتاجها.

وأضاف: استخدمنا طائرات الركاب بوينغ 777 لنقل الإمدادات إلى دول العالم، حيث كان يتم تحميل البضائع في عنابر الشحن على الطائرات، ثم استخدمنا الخزائن العلوية وبعدها المقاعد لنقل الشحنات الخفيفة، التي كانت في معظمها مستلزمات صحية وطبية، كالكمامات والملابس الواقية والمعقمات. ومع زيادة الطلب، لجأنا إلى إزالة مقاعد الدرجة السياحية من 19 طائرة لتوفير طاقة شحن أكبر. ومع بدء إنتاج وتوزيع اللقاحات، كانت طيران الإمارات في طليعة الناقلات العالمية التي سهّلت وصول جرعات اللقاح من مراكز إنتاجها إلى مختلف دول العالم. ووصل إجمالي لقاحات «كوفيد-19» التي نقلناها حتى مارس الماضي، إلى مليار جرعة. ويعود الفضل في قدرة طيران الإمارات على أداء هذه المهام إلى رؤية حكومة دبي، التي استثمرت في توسيع الأسطول وتطوير بنية أساسية متكاملة في الإمارة.

السوق الكندي

ولفت سموه إلى أنه طيران الإمارات اتفقت في يوليو/ تموز الماضي مع طيران كندا على إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية ستتيح مزيداً من الخيارات للمسافرين عبر شبكة الوجهات التابعة لكل من الناقلتين، وتساهم في الوقت نفسه في الارتقاء بتجربة سفرهم. وسوف يجري كشف النقاب عن التفاصيل قريباً.

الشراكة مع فلاي دبي

وأشار سموه، إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين طيران الإمارات وفلاي دبي تواصل تحقيق نجاح كبير، حيث توفر الشبكة المدمجة لعملائنا تجربة سفر أفضل وخيارات أكثر، ومرونة أكبر، مع زيادة تدفق الزائرين عبر مركزنا العالمي الحديث. وتجلت فوائد هذه الشراكة في أفضل صورها خلال «إكسبو 2020 دبي». واستفاد أكثر من 8.3 مليون راكب من سهولة متابعة سفرهم ضمن شبكة خطوط طيران الإمارات وفلاي دبي خلال السنوات الأربع الأولى للشراكة. كما يواصل «سكاي واردز طيران الإمارات»، برنامج مكافأة ولاء عملاء الناقلتين، توسيع قاعدة عضويته العالمية، حيث يقدم مكافآت ومزايا حصرية لنحو 30 مليون عضو.

الدعم

وقال سموه إن الدعم بصورة عامة ممارسة غير عادلة تخل بفرص المنافسة، لكن الجائحة دفعت الحكومات إلى تقديم الدعم المالي لإنقاذ ناقلاتها الوطنية ومساعدتها على الوفاء بالتزاماتها، علماً بأن الكثير من الناقلات في العالم كانت تتلقى دعماً مالياً حكومياً بانتظام. ونحن في طيران الإمارات لم يسبق لنا تلقي دعم مالي قبل الجائحة، باستثناء مطلب ضمان خلال إحدى الأزمات. وفي السنة المالية 2021/ 2022، تلقت مجموعة الإمارات مبلغ 5.3 مليار درهم من حكومة دبي. وسوف نقوم بتسديد هذا الدعم عند عودتنا إلى الربحية.

الاستثمارات

وأوضح سموه، أن مجموعة الإمارات خلال السنة المالية 2021/ 2022، استثمرت 7.9 مليار درهم في طائرات ومرافق جديدة، وأحدث التقنيات لتهيئة الأعمال للتعافي والنمو المستقبلي. كما مضت قُدماً في استراتيجيتها البيئية التي تركز على الحد من انبعاثات الكربون، واستهلاك الموارد بشكل مسؤول، والحفاظ على الحياة البرية والموائل. ودعمت المجموعة مبادرات مجتمعية وإنسانية وخيرية في مختلف أسواقها، إضافة إلى حاضنات الابتكار وغيرها من البرامج التي ترعى المواهب والابتكار والحلول المستقبلية لنمو الصناعة. لقد اجتزنا أصعب عام في تاريخ مجموعتنا. ولا يتعلق الأمر باستعادة قدراتنا فحسب، بل أيضاً بزيادة إمكاناتنا المستقبلية أثناء إعادة البناء. فهدفنا هو أن نبني أفضل وأقوى، حتى نتمكن من تقديم تجارب أفضل لعملائنا ومزيد من الدعم للمجتمعات التي نخدمها.

طائرات A380 باقية في أسطولنا حتى منتصف الثلاثينات

عن مستقبل، أسطول طيران الإمارات من طائرات A380، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد، إن طيران الإمارات تسلمت مع نهاية العام الماضي، آخر خمس طائرات A380 من طلبيتها. وقال: «على الرغم من توقف إنتاج هذا الطراز العملاق، إلا أن هذه الطائرات ستبقى عاملة في أسطولنا حتى منتصف الثلاثينات».

وتابع سموه: «لقد حققنا بفضل نموذج أعمالنا المتميز نجاحاً باهراً في استغلال إمكانات طائرة A380، التي تلقى إقبالاً كبيراً من عملائنا بفضل مقصوراتها الفسيحة والمريحة، ومنتجاتها المتميّزة التي تقدم أفضل التجارب في الأجواء، مثل الصالون الجوي وأجنحة الدرجة الأولى وحمّام الشاور سبا. ونحن نواصل تسريع نشر هذه الطائرات وإعادتها إلى الخدمة مواكبة للطلب العالمي المتنامي على السفر الجوي، حيث تخدم حالياً 32 وجهة برحلات منتظمة، وسنعلن عن المزيد في الأسابيع والأشهر المقبلة. أما بالنسبة إلى استغناء ناقلات عالمية عن طائرات A380، فهذه قرارات تخصها».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ybzdm9xv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"