عادي

وصفة تيم كلارك لنهوض قطاع الطيران

18:14 مساء
قراءة 6 دقائق
دبي: أنور داود
أكد السير تيم كلارك، رئيس «طيران الإمارات» أن العالم يشهد علامات على فشل صناعة الطيران في توفير البنية التحتية المناسبة للمستقبل.
وأشار كلارك إلى أن قطاع الطيران العالمي شهد عقبات متتالية، حيث أن أكبر الشركات المصنعة تفشل في تقديم برامج الطائرات المتوقع أن تحل محل الأساطيل القديمة وفقاً للمعايير والجداول الزمنية، وانتهى المطاف مع التدافع المجنون في اللحظة الأخيرة، وأعمال تصحيح NOTAMs وAMOCs، للتعامل مع طرح اتصالات الجيل الخامس في الولايات المتحدة، واكتشاف طيارين برخص مزورة يشغلون طائرات تحمل مئات الأرواح البشرية.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلامة 2022 الذي ينظمه «إياتا» وتستضيفه طيران الإمارات، في الفترة ما بين 25-27 أكتوبر في فندق جيه دبليو ماريوت ماركيز. ويعتبر المؤتمر الأول الذي يتم تنظيمه بشكل مباشر منذ عام 2019.
وقال كلارك: في مثل هذا اليوم قبل 37 عاماً، ولدت طيران الإمارات في 25 أكتوبر 1985، كان ذلك اليوم الذي أطلقنا أولى رحلاتنا إلى كل من كراتشي ومومباي وقد كانت حقبة زمنية مختلفة. وكانت طائرتانا في ذلك الوقت، إيرباص A300 B4 وبوينج 737-300، لا تضاهيان سعة الركاب أو أحجام البضائع أو مدى وكفاءة طائرات الجسم العريض اليوم.
وأضاف: كان مطار دبي آنذاك، والمطارات بشكل عام، بسيطةً إلى حد ما في المرافق والخدمات، وبعيدة كل البعد عن المحاور الضخمة والمدن الحافلة بمختلف الأنشطة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، التي توجد بها بعض المطارات اليوم.
لقد تغيرت أعمال الطيران، وتغيرت توقعات المستهلك، وتغير النظام العالمي. لكن الشيء الوحيد الذي لن يتغير، ولا ينبغي له ان يتغير أبداً هو تركيزنا الدؤوب على السلامة.
وتابع كلاك: يجب أن نستمر في نقل الأشخاص والبضائع من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) بأمان. ويجب علينا الاستمرار في ضمان سلامة الأشخاص الذين يعملون في عمليات الطيران وحولها. هذا الأمر غير قابل للحلول الوسط، هذا ما يُتوقّع منا، وهذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله.
  • سجل سلامة قوي
وأشار كلارك إلى أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) يتابع بيانات السلامة منذ عام 1964، وفي بعض الأحيان نود أن نُطْري أنفسنا بالنظر إلى البيانات التاريخية، وكيف نجحت صناعتنا في الحد بشكل كبير من الحوادث والوفيات، في ظل النمو المتسارع لحركة الطيران على مدار العقود الماضية.
وقال إن احتمالات وقوع حادث طيران اليوم هي حوالي واحد من كل مليون رحلة. وواحد من بين أكثر من مليوني رحلة (2.27 مليون على وجه الدقة) للناقلات الأعضاء في أياتا. ولا شك في أننا قطعنا شوطا طويلا. ويجب أن نفخر بما حققناه بشكل جماعي كصناعة. فأي حادث يُعدّ كارثة بالطبع، ولا ينبغي لنا أبداً أن نكتفي بما حققناه، وعلينا أن نواصل تحسين وتطوير برامج السلامة والتدريب والمراقبة والتواصل والتعامل مع مختلف الأوضاع، وهذا ما يبقيني يقظاً وعلى استعداد للمستقبل.
النمو المستقبلي والقيادة
وقال كلارك إنه مع استمرار التعافي في العامين المقبلين بعد الجائحة، تتوقع أياتا أن صناعتنا ستعود إلى مسار نموها لتصل إلى 7.8 مليار رحلة ركاب سنوياً بحلول عام 2040. لكن، بغض النظر عن قضايا تغير المناخ، هل نحن كصناعة مستعدون حقاً للتعامل مع العشرين إلى الثلاثين عاماً المقبلة.
وتابع: أخشى أن ما أراه حتى الآن هو علامات على فشل الصناعة في توفير البنية التحتية المناسبة للمستقبل. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو ندرة في القيادة. وكيف يمكننا العمل بأمان إذا لم نستثمر في الأنظمة والتقنيات والبشر ومقومات البنية التحتية.
  • مواقف
وأضاف كلارك: انظروا فقط إلى المواقف التي وجدنا أنفسنا فيها في العديد من المطارات الصيف الماضي. نحن نتعامل مع الطلب الحالي بصعوبة، فماذا عن النمو المستقبلي. وكم عدد الدول التي تستثمر لتحسين وتوسيع البنية التحتية للمطارات وتحديث أنظمة الملاحة الجوية.
وتابع: هل هناك استثمارات كافية في برامج الدعم لتطوير الكوادر البشرية الماهرة اللازمة، وكيف يمكننا التأكد من السلامة، في حين أن أكبر الشركات المصنعة في مجال الطيران التجاري تفشل في تقديم برامج الطائرات المتوقع أن تحل محل الأساطيل القديمة وفقاً للمعايير والجداول الزمنية، وأين المساءلة والرقابة من كبار المديرين، وكيف انتهى بنا المطاف مع التدافع المجنون في اللحظة الأخيرة، وأعمال تصحيح NOTAMs وAMOCs، للتعامل مع طرح اتصالات الجيل الخامس في الولايات المتحدة، وما نوع الأنظمة التي بين أيدينا اليوم وفي هذا العصر، حيث تم اكتشاف طيارين برخص مزورة يشغلون طائرات تحمل مئات الأرواح البشرية على متنها. ذلك لأن أعمال النقل الجوي عبارة عن شبكة ويب معقدة ومترابطة وعابرة للحدود. نحن جميعاً مسؤولون بشكل جماعي عن العمليات الآمنة اليوم، وإرساء الأسس لعمليات آمنة (وأكثر أماناً) في المستقبل.
وأكد كلارك أنه يجب على الجميع أن يقوموا بأدوارهم ويرفعوا أصواتهم، وأن يرتقوا إلى المستوى المطلوب: الوكالات الحكومية والهيئات التنظيمية والناقلات الجوية والمطارات والعاملون في الخدمات الأرضية وخدمات الملاحة الجوية والمصنعون وجميع اللاعبين في سلسلة التوريد، مشيراً إلى أنه لا مجال هنا للحلول الوسط. هذا ما هو متوقع منا، وهو الشيء الصحيح الذي يجب فعله.
وأكد رئيس طيران الإمارات أنه ليس لدينا نقص في مجموعات العمل والمنتديات الصناعية عبر مجموعة من المجالات التي تتطلب التعاون والتشاور، بما في ذلك هذا المؤتمر. وفي الوقت الذي نتواصل مع بعضنا البعض لرسم السياسات والبروتوكولات وخطط العمل، فإنني أحث الجميع، وخصوصاً كبار القادة، على التفكير ليس فقط في المدى القصير، ولكن أيضاً في الإرث الذي ينجم عن القرارات التي يتخذونها اليوم. ويجب علينا جميعاً أن نقود أعمالنا لتكون أفضل، لدعم النمو والتقدم. لفعل الأشياء بصورة صحيحة وبنزاهة، فالسلامة أولاً، دائماً وأبداً، في الحاضر والمستقبل.
  • مستقبل أكثر مرونة
وانطلقت، فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الجوي للسلامة 2022 الذي ينظمه الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا وتستضيفه شركة طيران الإمارات في دبي تحت شعار (النهوض بالقطاع - التحول الآمن نحو مستقبل أكثر مرونة) مع التركيز على موضوع القيادة في مجال السلامة.
وقال نك كرين، نائب الرئيس الأول لشؤون العمليات والسلامة والأمن لدى أياتا: يتعيّن على كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطيران أن يكونوا قدوةً للموظفين في الالتزام بمعايير السلامة وإظهار مزايا القيادة في هذا المجال والالتزام الراسخ بثقافة السلامة الإيجابية والتحقق من اعتماد هذه الرؤية في جميع أنحاء المؤسسة. وينطوي ذلك على أهمية محورية في سياق الحفاظ على أعلى مستويات الأمان، ولا سيما بعد الاضطرابات التي شهدها القطاع في العامين الماضيين وارتفاع الطلب على النقل الجوي.
وقام الاتحاد الدولي للنقل الجوي بتطوير ميثاق القيادة في مجال السلامة بالتشاور مع أعضائه ومجتمع قطاع الطيران، لدعم كبار المسؤولين التنفيذيين في إرساء ثقافة إيجابية في مجال السلامة في المؤسسات، بما يكفل تعزيز مستويات أداء السلامة والمرونة التشغيلية.
وتركز أجندة المؤتمر على تطوير برنامج تدقيق السلامة التشغيلية التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IOSA) وصولاً إلى نموذج قائم على المخاطر يتيح تخصيص عمليات التدقيق وفقاً لطبيعة المخاطر التي تواجهها شركات الخطوط الجوية. ويُعد التسجيل في برنامج تدقيق السلامة التشغيلية أحد متطلبات العضوية في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وتؤكد بيانات السلامة بأن شركات الطيران المُسجلة في سجل البرنامج تشهد معدل حوادث أقل من نظيراتها غير المُسجلة فيه.
وحقق معدل الحوادث الإجمالي لشركات الطيران المُسجلة في برنامج تدقيق السلامة التشغيلية في عام 2021 نتيجة أفضل بست مرات مقارنةً بشركات الطيران غير المُسجلة فيه (0.45 مقابل 2.86). وتسجل مستويات السلامة في القطاع تحسناً ملموساً، ويكتسب الالتزام بمنهجية قابلة للتعديل وقائمة على المخاطر والبيانات أهمية متزايدة في سياق الحد من معدل الحوادث مستقبلاً. ويتعيّن على شركات الطيران الساعية إلى إحراز التقدم في مستويات السلامة مواءمة برنامج تدقيق السلامة التشغيلية مع عوامل الخطر في عملياتها.
وأضاف كرين: برز برنامج تدقيق السلامة التشغيلية بوصفه المعيار الأمثل في مجال السلامة التشغيلية لشركات الطيران. ونحظى اليوم بوصول أكبر إلى البيانات التشغيلية مقارنةً بالفترة التي شهدت إنشاء البرنامج قبل 20 عاماً تقريباً، ما يعزز فعاليته. ويمكننا المساهمة في تعزيز مستويات السلامة من خلال التركيز على المخاطر ذات الصلة والحفاظ على الحد الأدنى من معايير السلامة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2w5est

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"