ثقافة بلا حدود

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة عنوان الثقافة، فقد حولتها إلى كائن حي، يتحرك بيننا، وينقلنا إلى عوالم جديدة، وآفاق رحبة، وتجربة شعورية تتجاوز الحدود، لنبحر في ثقافات جديدة، وعلوم متجددة، بالإضاءة على تجارب العالم.
«ثقافة بلا حدود» شعار الشارقة، ونهج تجسّد في معانيها، وأداة لتمكين جيل كامل، وفرصة لتوسيع التجربة المجتمعية، عبر فضاءات الثقافة التي ليس لها سقف؛ بل تحمل بين ثناياها التنوع غير المحدود، وتستوعب الاختلاف والانفتاح بمسؤولية. 
قرار صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بإنشاء وتنظيم «مؤسسة ثقافة بلا حدود»، جاء استكمالاً لنهج الشارقة التي تحتضن الثقافة أينما كانت، لتتجسد في مؤسسة ثقافية لها كيانها الخاص، برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، التي تؤمن بالتبادل الثقافي، وأهمية الثقافة من أجل بناء عالم أكثر تناغماً، فالثقافة حلقة وصل بين شعوب العالم، وتجعل العالم أكثر قرباً، وتخلق جسوراً من التواصل والحوار الحضاري. 
المرحلة القادمة أكثر ترسيخاً للثقافة في عاصمة الثقافة الشارقة، ليكون الحضور الإماراتي العالمي، راسخاً في الأنشطة الثقافية، وتبادل الخبرات، ونشر ثقافة القراءة في الأوساط الجديدة، وخلق بيئة إيجابية بين المثقفين، واستيعاب الأصوات المختلفة بين الثقافات المتنوعة، عبر الفضاءات الثقافية المشتركة، لتعزيز تلك الصلات الإنسانية أولاً وآخراً. 
مبادرة «ثقافة بلا حدود» والتي أُطلقت قبل سنوات، حققت التميز والنجاح في كثير من برامجها، ورسخت نهجاً جديداً في عاصمة الثقافة، عبر احتضان المبادرات التي تخلق جيلاً قارئاً وواعياً، وتعزيز علاقة الإنسان بالكلمة، وتعزيز الإنتاج الفكري والثقافي، وخلق حوار بنّاء بين الثقافات والمجتمعات، عبر الحرف والكلمة. 
مبادرات عدّة منها المكتبة المتنقلة، وقهوة وكتاب، وخذ كتاباً واترك كتاباً، والمكتبة الجوية، ومكتبة الأحياء السكنية، والمكتبة الإلكترونية، وعربة الثقافة، ومكتبة في كل بيت، تلك المبادرات حولت الشارقة إلى بيئة ثقافية متكاملة، فكل ركن فيها يوحي بالمعرفة، من أجل استكشاف عوالم جديدة من الإصدارات والمؤلفات، وتحفيز الجمهور على الاهتمام بالقراءة بأساليب عصرية تتناسب مع فئات المجتمع المختلفة.
اللقاء المعرفي حصانة للإنسان بمختلف ثقافاته، ليعيش في معرفة دائمة وحية مع أفكار مختلفة، ومنح الآخر حرية التعبير بأفكاره، وفهم العلوم والمعتقدات والأفكار بتجرد، وإدراك أصل الفكرة التي نشأت، والبحث بشغف عن تلك العلوم المتنوعة، ولا يتحقق ذلك إلا بتعزيز الثقافة، وجعلها حية بيننا، نتنفسها، ونعيشها في الوعي وعدم الوعي، من أجل التطور والتحسين، ويتحقق ذلك في الشارقة عاصمة الثقافة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vttzm9v

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"