عادي
في ختام القمة الثقافية في أبوظبي

خبراء: القيم المشتركة همزة وصل بين المجتمعات

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. أنور قرقاش
عمر غباش
خلال إحدى الجلسات الحوارية

أبوظبي: نجاة الفارس

اختتمت، أمس الثلاثاء، فعاليات اليوم الثالث، والأخير، للقمة الثقافية التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي في منارة السعديات، واشتملت على كلمة رئيسية للدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس الدولة، وكلمة افتتاحية لعمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة، إضافة إلى سلسلة من النقاشات والحوارات الثقافية المهمة، والعروض الأدائية التراثية والمعاصرة، بحضور نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، وعدد من وزراء الثقافة العرب، وجمع غفير من الفنانين والمثقفين.

أكد د. أنور قرقاش، في كلمته، أهمية الثقافة، ودورها الفعّال في ازدهار المجتمعات، وشكر المنظمين والمشاركين في فعاليات القمة الثقافية، موضحاً أن الثقافة قائمة على التسامح والانفتاح نحو الآخرين، وهذه سمة قوية في مجتمعنا، فالإمارات منذ أكثر من 50 عاماً تحرص على روح الانفتاح، وتعزيز الإرث الثقافي.

وقال: «إن للثقافة تأثيراً كبيراً في التعليم، والمجالات الحيوية الأخرى، والإمارات كانت صغيرة ونمت، وكان للتجارة منذ سنوات عدة انطلاقاً من ميناء دبي أثر كبير في التبادل الثقافي والتواصل الحضاري مع العالم».

وتابع: «الإمارات جزء لا يتجزأ من العالم العربي والإسلامي، وإن التاريخ يقف شاهداً على الإنجازات الفكرية العظيمة التي حققها العرب والمسلمون على مدى عصور طويلة، في مجالات الإرث الثقافي، واليوم الإمارات، ومن خلال هذه القمة الثقافية، تعرض عدة وجهات نظر حول الثقافات، كما تحرص على تحقيق مزيد من الازدهار، وتعزيز منظور الثقافة في الإمارات، والمضي قدماً في زيادة القوة الناعمة».

وأكد قرقاش، أن ثقافتنا لا تزال متجذرة في كل مجالات الحياة، حيث إن قيمنا الأصيلة، تعزز موقفنا على الساحة العالمية، ويجب علينا أن نعزز من قدراتنا أمام التحديات، ونتعلم من بعضنا.

وأضاف، ونحن ننتقل في دفة التغيير، نجد أن بناء الجسور الثقافية والقيم المشتركة، يسهم في تعزيز العلاقات في دول منطقتنا، وغيرها، مشيراً إلى أن الاتفاقية الإبراهيمية، تدعم الركن الأساسي لشراكة طويلة الأمد، والقيم المشتركة تمثل همزة وصل بين المجتمعات.

وتحدث قرقاش عن تحديات الأمن الغذائي والتغير المناخي في العالم، وأكد أن الإمارات ستستضيف مؤتمراً خاصاً حولها، ونوه بأن الدولة حجزت لها موضعاً جديداً في استضافة مثل هذه الفعاليات، فهي تهتم بعنصر الابتكار وخدمة مجتمعنا داخلياً، وبناء اقتصاد قوي.

وأوضح أن القمة الثقافية تجسيد لعائلة الديانات الإبراهيمية، وتمثيل قوي لتاريخ مشترك، وقوة في الرؤية، وتعكس حواراً مفتوحاً يمثل حجر الأساس لبناء دبلوماسية قوية، وعلينا ألا ننسى أصلنا وجذورنا، وفي ما يتعلق باحتفالنا بمرور 50 عاماً على الاتحاد، أكد قرقاش أن الإمارات تتطلع نحو 50 عاماً جديدة.

بدوره، أكد عمر سيف غباش في كلمته، أن الثقافة تعكس الفكر وتنشر الحكمة، وخلال عمله في الدبلوماسية وفي الثقافة، لاحظ أن الثقافة نوع من التشارك، وفي تاريخ الإمارات هناك احترام للأعراق والأديان المتنوعة، من دون الخوف من الاختلاف والتغيير، فنحن نعتز بهويتنا الإماراتية، ومنذ صغرنا والمباني التاريخية لها تأثير فينا، والاستماع لحكايات الغوص وللشعر، وأجدادنا كان لديهم إحساس بالعدل من دون أن تكون لديهم مصادر.

وقدمت إريكا موهل، رئيسة مركز بيركلي مشاركة بعنوان «تثقيف صنّاع التغيير من خلال الثقافة والفنون»، أكدت فيها أهمية التعليم، وأن تكون لدينا مهارات ومعرفة، ليكون العالم أكثر إلهاماً للأجيال الجديدة، موضحة أن الفنون تساعدنا على رؤية الواقع، واكتشاف عالم جديد.

جلسة حوارية

واشتملت فعاليات القمة على جلسة تناولت الثقافة وتغير المناخ، أدارها إرنستو أتون راميريز، مساعد المدير العام للثقافة في اليونيسكو، وبحثت الخطوات التي يمكن أن يتبعها الفنانون والمعماريون وصنّاع السياسات في القطاع الثقافي للوصول إلى حلول تدعم الاستدامة.

وقالت المهندسة المعمارية سمية فالي، الشريك المؤسس لشركة الأبحاث التجريبية والهندسة المعمارية، في جوهانسبورغ «نحن بحاجة إلى أن نرى الفنانين والمثقفين على رأس المؤسسات، كما أننا بحاجة إلى إشراك الأفراد الذين يفكرون على نحو مختلف وأصحاب الأفكار الخلاقة، لنتمكن من قلب الهرم عوضاً عن إبعادهم وجعلهم على الطرف الآخر، يجب أن نكون في مقدمة صنّاع التغيير».

وألقى المهندس المعماري العالمي، السير ديفيد أدجاي، كلمة تناول فيها مشروع بيت العائلة الإبراهيمية بوصفه المصمم الذي يقف وراء هذا المشروع في أبوظبي، والذي يجمع 3 دور للعبادة، تمثل الديانات الإبراهيمية، وأعطى مزيداً من التفاصيل عن المشروع، واصفاً إياه بأنه من نوعية المشاريع التي تحدث مرة واحدة في كل جيل.

وقال: «الأديان بطبيعة الحال تتطلع إلى التعبير عن هويتها؛ لذا تقوم بتصميم بناء يرمز لها ويعبر عنها لينتشر عبر التاريخ ويصبح نمطاً وأسلوباً، وفي هذه اللحظة يُطلب العكس؛ حيث يستوجب الأمر الحديث عن السمات والقواسم المشتركة التي تجمع بين الأديان، وكيف نصوغها في قالب جديد».

وأكد أدجاي، في كلمته، أهمية وجود الحدائق والضوء في مجال الهندسة المعمارية، وكيف يمكن للمهندس المعماري أن يخلق المساحة التي توحد الماضي وتتطلع إلى المستقبل.

الاقتصاد الإبداعي

عقدت ندوة حوارية بعنوان نمو الاقتصاد الإبداعي المحلي، أدارها جوفيلان الرئيس المشارك لوكالة ذا غريتست ووركس، بمشاركة بانوس إ باناي رئيس ريكورد ينغ أكاديمي وموي حمزة تنفيذي أعمال موسيقية، حيث أكد المتحدثون خلال الندوة أن الاقتصاد الإبداعي لديه فرصة كبيرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنه يجب أن يكون هناك استثمار في الثقافة لأنها الأساس وتجمع كل أنواع التعبير، كما أن تمويل المبادرات الفنية يخلق فرص عمل، وأن ال15 عاماً المقبلة ستحمل زيادة كبيرة في المحتوى، ويجب فتح المجال للإبداع المتدفق، وأن ما تشهده القمة الثقافية يشهد على قوة الاقتصاد الإبداعي.

وقدمت فرقة مبارك العتيبة للفنون الشعبية والتراثية عرضاً أدائياً لفن الأهلة نال إعجاب جمهور القمة الثقافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5amyu4dn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"