50 عاماً من المحبة والإنجاز

00:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

أعلنت حكومتا دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية عن الاحتفاء بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الإماراتية المصرية.

إن القول بأن هذه العلاقات اجتازت امتحان السنين، يبدو أبسط من أن يعكس حقيقة عمق العلاقة بين البلدين. تعامل المصريون دائماً على أن الإمارات هي بلدهم الثاني. وليس من المبالغة أن نصف وجود ملايين المصريين، ممن مروا على مدى أجيال كجزء فاعل ومهم من طاقة البناء والإعمار في بلدنا، بأنه تواجد الأخوة والمحبين.

ما صمد أيضاً في امتحان السنين هو ارتباط القول بالفعل. فما شهدناه من تضامن إماراتي خرج من مجرد الوعود والكلمات واللقاءات إلى التفعيل الكامل في الوقت الذي تتسم فيه العلاقات الإماراتية المصرية بأنها علاقات متينة وراسخة، وتحظى باهتمام عميق ورعاية مستمرة، من جانب الدولتين والشعبين الشقيقين، تحقيقاً للمصالح المشتركة والمتبادلة في مختلف المجالات، وعلى كل المستويات. لقد أعطت هذه العلاقات نموذجاً متميزاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء في مختلف الظروف إدراكاً للأهمية البالغة والمحورية، التي تمثلها مصر الشقيقة، على المستويين العربي والإقليمي، ولما يمثله نهوضها وتطورها السياسي والاقتصادي، وعلى كل المستويات من انعكاسات على المنطقة من حولها.

من المؤكد أن كل خطوة نجاح تتحقق تعود بالخير والفائدة على المنطقة ككل. فمصر درعنا التى ترد عنا كل خطر.. اللهم احفظها وشد من أزرها. مصر الدولة الكبيرة والقوية صاحبة التاريخ العريق، مصر حاملة الثروة البشرية التي تصل إلى أكثر من 100 مليون مواطن، مصر الشامخة باستمرارها وصمودها، هذه مصر التي تشهد اليوم تكثيف تعاونها مع الدول العربية، وتعزز حضورها في قضاياهم، وتنصت وتتفاعل معهم. وها هي الأحداث والتطورات تكشف أن الكثير من السياسات في المنطقة لا بد أن يمر أو يتم صنعه في أرض الكنانة.

ومن باب الذكر وليس الحصر نتطرق الى أحد جوانب التعاون. فقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات خلال الفترة من يناير(كانون الثاني) وحتى مايو(أيار) 2022 أكثر من 11.8 مليار درهم، (ما يزيد على 3.2 مليار دولار)، بنمو وصلت نسبته إلى 11% مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي، فيما بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021 ما قيمته 10.6 مليار درهم (ما يعادل نحو 2.9 مليار دولار).

ووصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال عام 2021 إلى قرابة 27.7 مليار درهم، (ما يزيد على 7.5 مليار دولار)، بنسبة نمو تصل إلى 7.4% مقارنة مع عام 2020.، كما تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من دولة الإمارات إلى مصر خلال الفترة من عام 2003 وحتى عام 2019، بنحو 30 مليار دولار (110 مليارات درهم).

وتعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر، والثالثة على الصعيد العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على 28 مليار دولار (102 مليار درهم)، منها استثمارات مباشرة بقيمة 9 مليارات دولار، وبعدد أكثر من 1300 شركة إماراتية في مصر ضمن مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي، فيما تستثمر الشركات المصرية أكثر من 4 مليارات درهم في الإمارات (ما يعادل نحو 1.1 مليار دولار)، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.

التنسيق السياسي والعمل المشترك هما في قلب العلاقة. ولعل أرشيف الصحافة في البلدين على مدى العقود الخمسة الماضية يعكس عمق التنسيق السياسي في منطقة شهدت الكثير من التقلبات، وبناء التحالفات وتفككها. وإذا كانت قيادتا البلدين قد تفانتا في تعزيز الأواصر، فإن أجيالاً من السياسيين ورجال الأعمال والعاملين بمختلف مستويات الصناعة والتجارة، نشأت على أن العلاقة بين البلدين علاقة أمان ومحبة راسخة. إن الاستثمارات من جهة والأيدي العاملة من جهة أخرى لا تستقر إلا في مثل هذا المناخ المطمئن والحريص على البناء وفق الأسس التي أرستها قيادتا البلدين.

..حفظ الله البلدين وسدد على الخير خطاهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wpx65dz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"