نصب إلكتروني

بات من المهم للغاية أن يمتلك كل مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكية، معلومات وخبرات في التعامل مع الآخرين عبرها، ومتابعة للمستجدات درءاً للوقوع في مشكلات وتحديات ناجمة عن قلة الخبرة التي أصبح يستغلها قراصنة ومحتالون ومجرمون يتفنّنون يومياً في ابتكار حيل جديدة تستهدف المستخدمين وخصوصياتهم وأموالهم، خاصة أولئك الذين لا يمتلكون خبرة كافية في التعامل الإلكتروني.
كثيرة هي الأساليب التي يتم كشفها بين حين وآخر، وبات من الصعب تمييزها ومعرفة من يقف خلفها، إلا بالمتابعة وامتلاك خبرة فنية، فهناك من يخدعك بذريعة تحديث بيانات حسابك المصرفي أو إقفال بطاقة السحب الخاصة بك، أو يتسلل إليك لدفع رسوم شحنة بريدية وهمية أو تذاكر سفر بسعر مغرٍ، أو يعرض خدماته لدفع مخالفاتك المرورية بسعر مخفّض، أو يقدم نفسه عبر مؤسسة حكومية للحصول على بياناتك، أو يدّعي فوزك بجائزة أو حصولك على وظيفة شاغرة تدغدغ مشاعرك، وكثير من الأمور التي تتجدد دورياً عبر طرائق مختلفة يصعب تمييزها حالياً.
تلك الممارسات وصلت إلى حد ترويج المخدرات والممنوعات، لكنها تواجَه بحملة تترصدها ليلاً ونهاراً من أجهزة الشرطة التي تسعى إلى أن تسبق تلك الأساليب وتكشفها وتحذّر المجتمع منها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى الخبرة والمتابعة اللتين تحدثنا عنهما سابقاً، من أجل إنجاح مبادرات الأمن المجتمعي والإلكتروني، وعدم تسهيل الوقوع ضحية بين أيدي هؤلاء المجرمين، من خلال إهمال الرسائل المشكوك فيها، والتي قد تعرض أموراً وسلعاً مشبوهة وتُبلغ عن أي نشاط جرمي مشكوك فيه، من خلال الوسائل والقنوات العديدة والمتنوعة التي تجعلك تقوم بواجبك والتزامك تجاه مجتمعك، دون أن تغادر باب منزلك.
من الضروري اليوم أن نفعّل قنوات التواصل مع الجهات المختصة، ونسهم في الجهد الذي تقوده الجهات الأمنية في التصدي لتلك الجرائم، ومحاصرة من يقف خلفها، وحماية المجتمع من آثارها، والسعي إلى توعية الأفراد للتمييز بين المحتوى الآمن وغيره، والسعي إلى تحصين أنفسهم وأجهزتهم ونمط استخدامهم من الاختراقات أو الاستغلال بعد الإلمام بأبسط قواعد مشاركة البيانات، والتجارة والتعاملات الإلكترونية، وحماية الخصوصية، والالتزام بالتعليمات الصادرة في هذا الخصوص، وعدم التورّط في أي صفقات مشبوهة بسبب الطمع أو الرغبة في الحصول على سلع أو خدمات أو امتيازات غير مستحقة، أو عبر أساليب غير قانونية.

[email protected]