عادي

السمنة.. اختيار شخصي أم مرض؟

21:58 مساء
قراءة دقيقتين

د. عادل النجار

لقد اتفق العالم ومنظمة الصحة العالمية والجمعيات المتخصصة الدولية، على تصنيف السمنة كمرض مركب تنتج عنه أمراض عديدة تصيب جميع أجهزة جسم الإنسان بمضاعفات تصل إلى حد الخطورة على الحياة وتهديد الكفاءة للقيام بالأعمال اليومية. وقد يصل عدد هذه الأمراض لما يتجاوز ال 50 مرضاً. ومن الأمثلة على مضاعفات السمنة حدوث أمراض السكر والضغط والكوليسترول والقلب وخشونة المفاصل وتآكل الغضاريف والسكتات التنفسية وزيادة ضربات القلب والأمراض النفسية والاكتئاب وعدم التركيز والخمول ودهون الكبد وأمراض الجهاز التنفسي والشخير وارتجاع المريء وسوء الهضم وتكيسات المبايض عند الإناث وتدني مستوى هرمون الذكورة عند الرجال.

ولعل مقولة «العقل السليم في الجسم السليم» تصيب صلب المشكلة التي تكمن في أن الوزن المثالي هو الذي يُجنب مثل هذه المشكلات الصحية الناجمة عن زيادة الوزن وزيادة كتلة الدهون.

والغالبية العظمى من مسببات السمنة هي وراثية واستعداد جيني لحدوث السمنة مع اختلاف بداية زيادة الوزن غير المرتبطة غالباً بكمية تناول الطعام أكثر من نوعيات محددة من الطعام بأقل كمية تسبب حدوث السمنة عند الأشخاص الذين يحملون جينات وراثية لحدوث السمنة.

وتتنوع أسباب السمنة وزيادة الوزن ولكن تعتبر مشكلة مقاومة الأنسولين وفرط نشاط البنكرياس وزيادة تكوين الدهون الجديدة في الجسم مع أقل كمية أكل من النشويات والحلويات والسكريات من أهم أسباب السمنة المعروفة ما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر والجوع السريع وتقلب المزاج والخمول والعصبية.

والأسباب الأخرى لزيادة الوزن منها خمول الغدة الدرقية ونشاط الغدة الكظرية ونقص فيتامين «د» والعادات الغذائية السيئة من تناول الوجبات السريعة ومشروبات الطاقة وأغذية ومشروبات مشبعة بالمواد الحافظة والسعرات الحرارية العالية وأدوية الاكتئاب وبعض الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل والعلاج اللازم بالكورتيزون لبعض المشكلات التي تحتاج إلى العلاج بمثل هذه الهرمونات.

ومنطقة الخليج تحتل المرتبة الأولى عالمياً في نسبة حدوث السمنة وزيادة الوزن، والأخطر على مستقبلنا هو زيادة نسبة حدوث سمنة الأطفال مما قد يسبب مضاعفات مبكرة لأطفالنا تعيق النمو السكاني والإنتاجي في المنطقة مما ينعكس سلباً على الإنتاج وسلامة وصحة القوة البشرية المستقبلية، والأهم هو حرمان المصابين بالسمنة من التمتع بالحياة اليومية السليمة بدون عناء.

وعليه يتوجب على الأسرة والمؤسسات التعليمية التوعية والإرشاد دوماً نحو بناء الجسم السليم ومحاربة السمنة وأضرارها على الفرد والمجتمع. وتوفير الحماية لأبنائنا وعموم مجتمعنا هو السبيل للصحة والسلامة من أخطار انتشار السمنة ومضاعفاتها.

و لبحث أسباب السمنة وعلاجها قبل حدوث مضاعفات يجب استشارة الأطباء والجهات المتخصصة في علاج السمنة.

أخصائي الغدد الصماء

مستشفى أن أم سي رويال الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32wwrj2y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"