المسؤولية المجتمعية العالمية

00:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

لم يعد مقبولاً أن تتقوقع الدول على ذاتها وتغض الطرف عن مسؤوليتها المجتمعية العالمية. فمثلما هناك مسؤولية مجتمعية للشركات والمؤسسات تجاه مجتمعها ودولتها، فإن هناك مسؤولية مجتمعية للدول على الصعيد العالمي، بحيث تشارك في محاربة الأمراض المعدية، وتقدم الدول القادرة الدعم للدول ذات الإمكانيات الضعيفة، وحتى الدول الفقيرة يمكنها تقديم الدعم العلمي والتقني والخبرات ذات الاختصاص.
 ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في عام 1971، آلت على نفسها تحمّل مسؤوليتها المجتمعية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ونالت في هذا الميدان تقديراً دولياً في العطاء. وما كانت لتحوز هذا التقدير لولا رعايتها لمواطنيها في المقام الأول، ثم انطلاقها للرعاية المجتمعية العالمية.
 ومن الناحية العلمية والفلسفية أيضاً، فإن توفير الرعاية الصحية والعلاجية ومحاربة الأمراض محلياً، تنعكس بالضرورة على المجتمع العالمي، ودور الإمارات في محاربة فيروس كورونا والتعامل معه بوعي ومسؤولية أبلغ مثال على القول السابق، فكانت من الدول الأكثر حرصاً على مواطنيها والمقيمين على أراضيها، واستطاعت تجاوز المحنة والتغلب على الوباء باقتدار وقدرة كبيرين، حتى تحولت إلى نموذج في التعاطي مع الوباء، ولا تزال حتى اليوم ماضية في حرصها على محاصرة الوباء وتشكيل مناعة جماعية ضده.
 إن ما قادني للحديث عن المسؤولية المجتمعية العالمية للإمارات، تغريدة للملياردير الأمريكي بيل غيتس حيث ورد فيها امتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث قال: «ممتن للغاية لجهود الشركاء مثل الشيخ محمد بن زايد، الذي ساعد في تقليل عبء شلل الأطفال العالمي بنسبة 99.9%، ومنع إصابة ما يُقدر بنحو 20 مليون طفل بالشلل.. معاً يمكننا التغلّب على العقبات الأخيرة وتحقيق عالم خال من شلل الأطفال».
 ونحن هنا لسنا في صدد كتابة تقرير عن المسؤولية المجتمعية العالمية لدولة الإمارات، ولكن، بما أن الشيء بالشيء يُذكر، فقد أشاد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط في السادس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021 بدور دولة الإمارات العربية المتحدة المهم في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة من خلال برنامج (الوصول إلى الميل الأخير)، وخصّ في الإشادة بالدور الحاسم لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في بناء الشراكات ودعم سموه إقامة اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة.
 وبما أننا نتحدث عن القضاء على الأمراض المعدية، فلا بأس من الإشارة إلى تقرير صدر في اليوم العالمي للملاريا الذي صادف 25 إبريل (نيسان) من هذا العام، وأشاد بالإنجازات التي حققتها الإمارات في مكافحة الملاريا، إذ لم تُسجل فعلياً أي حالة مصابة من داخل الدولة منذ عام 1997، وحصلت الإمارات على إشهار منظمة الصحة العالمية بالتخلّص النهائي من المرض عام 2007، في حين أشارت التقديرات العالمية في عام 2020 إلى وجود 241 مليون حالة جديدة للإصابة بالملاريا، و627 ألف حالة وفاة ناجمة عن هذا المرض في 85 بلداً. وسُجل أكثر من ثلثي حالات الوفاة في صفوف الأطفال دون سن الخامسة.
 لقد بنت الدولة استراتيجيتها الإنسانية انطلاقاً من كونها دولة عربية إسلامية وجزءاً من المجتمع العالمي، ويمكننا القول إن انتماءها للمجتمع الإنساني يأخذ أولوية في مجالات عدة لا تتوقف عند المجال الصحي والعلاجي، وإنما يشمل العمل على تحقيق السلام في مختلف بقاع الكرة الأرضية بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، وإيجاد بيئة سليمة صالحة لكي يعيش فيها الإنسان بكرامة. والحديث عن دور الإمارات الإنساني لا تسعه مئات الصفحات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/27febskf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"