عادي

جواهر العطاء.. القلب الكبير

00:20 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

جواهر بنت محمد القاسمي
«يحرص الشيخ سلطان القاسمي على أن تكون الشارقة بيئة سليمة وملاذاً آمناً للطفل ليعبر عن شخصيته ويبني اهتماماته وتطلعاته، فلم تكف يده البيضاء الحانية يوماً عن تسهيل جميع التحديات لضمان تقديم المبادرات التي تحافظ على سلامة الطفل فكرياً وجسدياً ونفسياً».

ما إن يرد اسم سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حتى تتتالى الصور المضيئة المشرقة، الحافلة بالعطاء.. عطاء يمتدّ من شرق الدنيا إلى غربها، يلبّي حاجات المعوزين ويداوي جراح المكلومين ويسدّ حاجات المنكوبين، ويرعى كل أسرة وطفل ومريض، وغريب ديار.

الشيخة جواهر قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، اسم على مسمّى، فهي جوهرة بالاسم والمعنى، ارتبط اسمها بكل ما له علاقة بالعطاء والسعي من أجل سعادة الآخرين.. في مسيرة خير بدأت منذ أربعين عاماً، هدفها الرقيّ بالإنسان عموماً، والمرأة والطفل خصوصاً، فكانت الشيخة جواهر، بدعم الزوج الحاني ورفيق الحياة الملهم، صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ساعية إلى مدّ يد العون للمرأة، والأطفال، بشتّى الوسائل؛ فهي اليوم تدير أكثر من 25 مؤسسة تعنى بقضايا الأسرة والمجتمع واللاجئين في العالم، بدأتها بتأسيس «نادي منتزه الفتيات» عام 1982 الذي توسّع ثمّ تحوّل لاحقاً إلى «نادي سيدات الشارقة»، و«مراكز الأطفال» التي انطلقت لمعايشة الأطفال، والوقوف على تطوير مهاراتهم وقدراتهم.

ولم يقف عطاء سموّها، عند حدود الشارقة، أو دولة الإمارات، بل تشعّبت آفاقه لتشمل كل مدينة ومنطقة في العالم، يعاني أبناؤها أو بناتها مصاعب وأحوالاً ضيّقة، ومن هؤلاء اللاجئون الذين أجبرتهم أحداث معيّنة على ترك أراضيهم وبيوتهم، واللجوء إلى أماكن تفتقر إلى كثير من مقوّمات الحياة الكريمة.

هذه العطاءات، لم تقصد بها الشيخة جواهر، الحال الراهنة التي يعيشها هؤلاء المستضعفون، بل كانت غرساً عميقاً رأت فيه سموّها، بنظرتها الاستشرافية البعيدة، ثماراً ستونع شباباً وشاباتٍ متمكّنين يصنعون لأسرهم وأوطانهم مستقبلاً زاهراً حافلاً بالإنجازات المشرّفة.. فلم تكن تنتظر النتائج السريعة، وإنما بالمتابعة والرعاية وانتظار النموّ، ومن ثمّ جني الثمار وتحويل هؤلاء إلى شركاء في التقدّم والعطاء الإنسانيّ المميّز.

هذا السعي المتفرّد وغير المسبوق، لم يغفل العالم عنه، فكان تكريم سموّ الشيخة جواهر، بدرع الشخصية الرائدة في العمل الاجتماعي الأهلي في مجلس التعاون الخليجي، وبلدان المنطقة والعالم، ما يعني أنها نموذج استثنائي في تقديم الأثر الحقيقي والعميق للرؤى والمبادرات والجهود الاجتماعية، وهو يحمل رسائل كبيرة لقادة التغيير وأصحاب الجهود المجتمعية، مؤسساتٍ وأفراداً، بأن العمل الإنساني وتقديم الخير والعطاء، وسدّ ثغرات الضعف عند كثر، ومداواة المرضى، ومشافاة المكلومين، ومدّ اللمسة الحانية للمحتاجين، هي من أساسيات الإنسان السويّ.

أدارت سموّها مؤسسات تهتم بالأسرة وأفرادها أهمها «إدارة التنمية الأسرية وفروعها» التي أُسّست عام 2000، لتكون عوناً على بناء أسرة مستقرة ومتماسكة في إمارة الشارقة، أما «مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين» التي أسست عام 2016، فهي أول مؤسسة إماراتية وعربية وإقليمية، تسعى إلى بناء جيل قادر على قيادة المستقبل والتأثير فيه، ملتزم بهويته الوطنية، ببرامج تقودها مؤسسات فرعية. وتنضوي تحتها «أطفال الشارقة» و«ناشئة الشارقة» و«سجايا فتيات الشارقة» و«الشارقة لتطوير القدرات»، وكلّها تتولى تنشئة الأجيال، بدءاً من الطفولة إلى الشباب، كل واحدة منها تسلّم المنتسبين إلى من يليها، وفق برنامج تعليمي أكاديمي وإبداعي، ووطني شامل.

أما اهتمامها بالصحة، فشمل كثيراً من المجالات، لتكون حصناً حريصاً على حماية الأرواح والصحة العامة، أولها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، و«قافلتها الوردية»، معزّزة حسّ الانتماء والتطوع والمشاركة والتفاعل، من أجل التوعية بمرض السرطان وكيفية مواجهته. ثمّ جمعيات أصدقاء «مرضى السكري» و«مرضى التهاب المفاصل» و«مرضى الكلى» و«الرضاعة الطبيعية»، وهذه المسمّيات لم تأت مصادفة، لأن الإنسان يجب أن يكون «صديقاً» لأخيه الإنسان.

أما «القلب الكبير» المؤسّسة التي أطلقتها عام 2015، فكانت اسماً على مسمّى، بكل ما تحمله من معانٍ نبيلة راقية، هدفها أن يستريح المستضعفون ليس في بقعة جغرافية وحسب، بل في قلبٍ حانٍ محبّ، فكان اللجوء إلى هذا القلب، نسمات منعشة، وماء زلالاً روى الغليل.

لم تقف جهود سموّ الشيخة جواهر، عند تلك المبادرات وحسب، وإنما قدمت نموذجاً نوعياً في بناء مجتمعات المعرفة، بالاحتفاء بالثقافة والفنون والآداب والتراث والرياضة، لأنها عناصر معادلة الحضارة الأساسية وبانية شخصية الفرد وهوية المجتمعات وصانعة العلاقات السامية بين الأمم.

«إكليل الشارقة»
جهود سموّ الشيخة جواهر وتفانيها في العمل الدؤوب كانا دائماً محل تقدير واهتمام الزوج والمعلم سلطان، وهو الذي قال عنها ذات يوم «رفيقة الدرب وشريكة السهر والتعب والنجاح»، فأهداها قصيدة «إكليل الشارقة»،

لمَنْ؟ مَنْ آسى اليتيم وكفكفَ عنه العِبرْ

ولمَنْ؟ مَنْ كان للبيتِ صائناً لولاه لضاع واندثرْ

ولمَنْ؟ مَنْ لفتياتٍ وفتيانٍ راعياً للطفولة منذ الصِغرْ

ولمَنْ؟ مَنْ حبَا المرأة حقّها في رياضةٍ وفنونٍ وفكرْ

ولمن؟ من لمَا ينفعُ الناس ساعياً تراه في كل مُؤتمرْ

ولمَنْ؟ مَنْ للمرض العصّي باذلاً للبحث في كل مختبرْ

ولمَنْ؟ مَنْ كان دوماً كانفاً من الحدودِ قد عبَرْ

ولمَنْ؟ ولمَنْ؟ أنّا نرى أفعال خيرٍ كُثرْ

لمَنْ اليوم قد شرّفنا وللحفلِ قد حضرْ

للقلبِ الكبير الذي منذ الطفولة قد كبُر

لجواهر الخير نهدي إكليل شارقة الحَبْر

جواهر العطاء والإبداع.. والقلب الكبير المحبّ..

دمتِ بسعادةٍ وهناءٍ.

1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8cvazr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"