الشارقة: مها عادل
على الرغم من أن الفنون تعد مجالاً متاحاً لتألق المرأة منذ قرون طويلة، فإن بعض المجالات الفنية ما زالت المرأة تجاهد لإثبات نفسها فيها، وعلى رأسها قيادة الأوركسترا السيمفوني وفي هذا الأمر يستخدم النقاد مصطلح «عقدة موتسارت» للإشارة إلى هذه الظاهرة.
و«موتسارت» المقصود في هذا المصطلح ليس الموسيقار النمساوي الشهير فولفغانغ أماديوس موتسارت، وإنما أخته الكبرى ماريا آنا التي ولدت قبله بخمس سنوات عام 1751، وتعلمت الموسيقى قبله، فحين كانت في السابعة من عمرها بدأ والدها ليوبولد موتسارت بتعليمها العزف على الهاربسكورد، وأظهرت موهبة كبيرة في العزف، وكان العبقري الصغير فولفغانغ يتعلم منها منذ أن كان في الثالثة من العمر، وعندما تفتحت مواهبه في العزف هو الآخر، قام والدهما بجولة في أوروبا يعرض فيها مواهب طفليه، وعندما بلغا سن المراهقة بدأ موتسارت في تأليف الموسيقى وقيادة الأوركسترا، بينما تم تعرقلت الموهبة الموسيقية الفذة لشقيقته الكبرى، وقيل إنها ألفت بعض المقطوعات التي أثنى عليها شقيقها الأصغر، لكن طريق المستقبل للطفلين الموهوبين كان مختلفاً، فعندما بلغت الطفلة الموهوبة ال18 منعتها التقاليد من أن تعرض موهبتها على العلن، وقرر والدها أن يزوجها، واعتزالها الموسيقى، فزوجها من قاضٍ يكبرها في العمر، ولديه خمسة أطفال من زيجات سابقة.
وكان على «ماريا آنا» أن تساعد في تربيتهم إضافة إلى ثلاثة أولاد رزقت بهم، وعندما ضاقت بها الحال بعد موت زوجها اضطرت في شيخوختها لتدريس الموسيقى لأطفال القرية التي تعيش بها. وقد مد الله في عمرها وكانت تعاني كثيراً؛ إذ عاشت بعد موت شقيقها العبقري بثلاثة عقود، وماتت عمياء من دون أن تترك تراثاً موسيقياً يليق بالموهبة المتفجرة التي كانت عليها.
ولكن في العصر الحديث سعت بعض النساء لكسر هذه العقدة الشهيرة «عقدة موتسارت» مثل الأمريكية مارين ألسوب «التي حصدت منذ بضعة سنوات لقب أول امرأة تحصل على منصب القائد الأساسي لأوركسترا فيينا العريق ولقبت بقاهرة عقدة موتسارت».
