عادي
ظهر في ثوب قشيب

«إكسبو» يتزيّن لعرس الكتاب

00:15 صباحا
قراءة 4 دقائق

علاء الدين محمود
أكثر ما يلفت انتباه المارة بإكسبو الشارقة، هو تلك الرسومات التي تزيّن جدران المبنى العريق، والتي اختيرت بعناية وتحتشد بالرموز والدلالات المهمة، حيث تظهر فيها سفينة قديمة، وقلعة تاريخية على صفحات كتاب مفتوح، الأمر الذي يشير إلى العراقة والحضارة والتاريخ والماضي الموغل في القدم، والتقدم نحو المستقبل برافعة المعرفة والفكر، وقد كتب على تلك اللوحات الجدارية عبارة «كلمة لكم»، والتي تحمل هي الأخرى رسائل للعالم.

أما داخل إكسبو، فقد تحول المكان إلى ما يشبه خلية النحل، من حيث الحركة المستمرة للعمال والناشرين والعارضين وزائري المعرض قبيل ساعات من افتتاح معرض الشارقة للكتاب، حيث يجري العمل على قدم وساق من أجل إخراج المعرض بصورة تليق بمكانته العربية والدولية، ومن أجل أن يجد الزوار الراحة والمتعة على مدار 12 يوماً يقضي خلالها عشاق القراءة والاطلاع أوقاتاً ممتعة في رحاب المنصة الأكبر لبيع الكتب، ليجدوا ما يبحثون عنه مما تحمله دور النشر من مؤلفات وإصدارات، وبالأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية المختلفة، من ندوات وأمسيات شعرية، ومحاضرات تجمعهم بكبار الشخصيات العالمية في مجال الأدب والإعلام والتكنولوجيا الرقمية والفنون.

وكما في كل عام، فإن الدورة الحالية التي تشارك فيها دور نشر أكثر، تشهد العديد من الأشياء الجديدة على مستوى التنظيم وطرق العرض، وتوسعة لمناطق في إكسبو، لم تكن مستغلة من قبل، الأمر الذي يشير إلى المعرض يظل يتطور في كل مرة وكل نسخة جديدة عن السابق، فإلى جانب الأماكن المخصصة لعرض وبيع الكتب، هنالك الكثير من المساحات لأنشطة إبداعية مختلفة، فهناك منصات ثقافية تتباين مهامها لكنها تصب في جميع في اتجاه المعرفة والقراءة، وكذلك توجد منصات في تلخيص الكتب عبر القراءة المباشرة للجمهور، مثل عصير الكتب، وهنالك أخرى مختصة بالأطفال تلك الفئة التي تجد اهتماماً خاصاً في المعرض من خلال الأنشطة المتعددة خاصة في المسرح الخارجي الذي لبس ثوباً قشيباً، إضافة للمساحة خارج المبنى والتي تستغل للترفيه والعروض الموسيقية، إضافة للمنصات المتخصصة في السوشيال ميديا والبث الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الردهة الإعلامية والمكاتب والمواقع الإدارية التي يحتلها الموظفون والذين تواجدوا في أماكنهم منذ الصباح الباكر.

المنصة الأكبر

وأشاد عدد من الناشرين والعارضين الذين تحدثوا إلى «الخليج»، بمجهودات إمارة الشارقة في اضطلاعها بالعمل الثقافي ودعمها غير المحدود لدور النشر العربية، وبهيئة الشارقة للكتاب ومقدراتها في عملية التنظيم، حيث ثمنوا التطور الكبير الذي ظلت تشهده كل نسخة جديدة للمعرض، وعبّروا عن ارتياحهم وشكرهم لإدارة المعرض، وأكدوا أن معرض الشارقة للكتاب صار رقماً صعباً في معادلة معارض الكتب الدولية والعربية، ويسهم بشكل فعال وكبير في المشهد الثقافي العالمي، وصناعة السلام وثقافة التسامح والتعارف بين الشعوب عبر المعرفة، لافتين إلى أن المعرض ظل يتطور في كل نسخة جديدة، وأن «الشارقة للكتاب» أكد علو كعبه لكونه أصبح من أهم وأكبر منصات الكتب في العالم، وصاحب إسهام كبير في المشهد الثقافي العالمي.

الإعلامية الكويتية سمر أبو شكر ممثلة دار «سعاد الصباح»، للطباعة والنشر، أعربت عن سعادتها في المشاركة في المعرض، مشيرة إلى أن جمال المعرض يكمن في التنوع في الكتب والمؤلفات، وكذلك في الدور المشاركة التي تنتمي إلى دول عربية ومن مختلف أنحاء العالم، فذلك الأمر يشجع القراء على الحضور من أجل الاطلاع على كل جديد في مختلف أشكال وأنواع المعرفة.

وذكر خالد الجوز، منسق دار المصورات للطباعة والنشر، أن الناشرين وأصحاب الدور، يتسابقون لحجز مكان لهم في المحفل الثقافي الكبير في كل عام؛ لما يجدونه من اهتمام وحسن رعاية وتنظيم ودعم، موضحاً أن دارهم تقدم هذا العام العديد من العناوين الجديدة في كل المعارف وصنوف الأدب والفكر.

بينما أشادت سناء أبو قصيصة، صاحبة دار مدارات للنشر والتوزيع، بالتنظيم، لافتة إلى أن النسخة الحالية تحمل الكثير من المشاركات المميزة لدور النشر، موضحة أن دارهم على موعد مع مشاركة مميزة من حيث المؤلفات الأدبية الجديدة، وكذلك في مجالات التراث والثقافة العامة.

من جانبه، لفت وائل محمد عبد ربه، المدير العام، لدار يافا العلمية للنشر والتوزيع والطباعة، إلى الأجواء المميزة في إكسبو والرعاية الجيدة التي يجدها الناشرون، وأشار إلى أن الدار ظلت تشارك منذ 22 عاماً في المنصة العربية الأكبر لبيع الكتب، وذكر أنهم سيشاركون بعدد كبير من المؤلفات والإصدارات الجديدة والقديمة.

عمل دؤوب

الجميع يعملون بهمة عالية لإنجاح المعرض، وظل رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، يقف على كل كبيرة وصغيرة في داخل قاعات العرض في «إكسبو»، ويتفقد سير العمل داخل المعرض، حتى تخرج الدورة الحالية بصورة مميزة في ظل التحديات الماثلة، وعلى الرغم من أن المعرض لم يفتح أبوابه، أمس الاثنين، بصورة رسمية، إلا أنه لم يخل من زوار من جمهور القراء، دفعهم الشوق لتعانق أعينهم الكتب والمؤلفات التي اتخذت أماكنها في الأماكن المخصصة لدور النشر والمؤسسات الثقافية المشاركة في هذا العام. وعلى مستوى العارضين ودور النشر فقد احتلوا جميعاً الأماكن المخصصة لهم، بصورة منظمة، والملاحظة الجديرة بالذكر، في النسخة الحالية، التنوع في مؤلفات الدور من أعمال أدبية على مستوى الرواية تحديداً، إضافة إلى حضور المؤلفات الدينية في جانب التصوف بصورة كبيرة، وكذلك الكتب الفكرية وذات الطابع الفلسفي، وكذلك برز تطور كبير في جانب تصميم المؤلفات، وفي الاستطاعة القول إن النسخة الحالية تشهد العديد من العناوين الجديدة من إصدارات عام 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5x6ttxev

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"