الصحة المدرسية

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

حركة نشطة تشهدها المستشفيات والعيادات منذ انطلاق العام الدراسي الجديد، سببها أمراض الطلبة الذين أرهقتهم الفيروسات التي وجدت بيئة خصبة للانتشار في فصول كانت محصنة بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، والتي أثبتت الأيام نجاعتها في ظل ما تشهده المدارس اليوم من كثرة غيابات تعرقل التحصيل العلمي لدى الكثيرين من أصحاب المناعة الضعيفة.
أولياء الأمور الذين أنعم الله عليهم بأكثر من طفل، أثقلت كاهلهم نزلات البرد والحمى التي ما إن يشفى منها أحد أبنائهم حتى تجد طريقها إلى غيره، ما يجعل من ذويهم زبائن دائمين لدى عيادات ومستشفيات، يجب أن يعلم القائمون عليها أن «التأمين الصحي» ليس بمتناول الجميع، وعليه من الضرورة بمكان التحلي بروح المسؤولية المجتمعية، وعدم المغالاة في «الكشفية»، حيث إن الألم يعانيه أطفال لا حول لهم ولا قوة، وليس بمقدورهم العض على جراحهم كالكبار، لتوفير رسوم طبيب.
هذا الوضع اللاصحي الذي تعانيه الفصول الدراسية، يدفعنا للسؤال عن دور «الصحة المدرسية» والتي كانت تضطلع عياداتها من قبل بدور كبير، في الكشف على الطلبة وعلاجهم، وتسريح المرضى منهم إلى منازلهم .
معظم المدارس الخاصة توجد بها عيادات وممرضة يقتصر دورها على إعطاء الطالب «بنادول» لخفض حرارته، وعوضاً عن إخطار أهله بضرورة المجيء لأخذه إلى منزله، يصار إلى مرافقته إلى فصله، ليدفع زملاؤه الثمن، وينتقل الفيروس إليهم، ليحملوه معهم إلى منازلهم وينقلوه إلى ذويهم، ليكون المستفيد الوحيد من عدم المبالاة هذه، المستشفيات والعيادات الخاصة التي تتفنن في اختلاق طلبات من تحاليل و»أشعة» تثقل كاهل رب الأسرة.
السيطرة على الوضع الحالي يحتاج إلى قيام أولياء الأمور بدورهم، وعدم إرسال أبنائهم إلى مدارسهم إذا لاحظوا مرضهم ، كما أن المدارس مطالبة بفرض مزيد من الرقابة على أبوابها والعودة إلى استخدام أجهزة الكشف عن الحرارة، وعدم السماح للطلبة المرضى بالدخول، أما الطلبة الذين يعانون الزكام، فعليهم لبس الكمامة.
هذا كله دون أن ننسى أن «الصحة المدرسية» عليها العودة للعب دورها الرئيسي، وتغذية العيادات بأطباء أو ممرضين من أصحاب الخبرات، ومنحهم كامل الصلاحية في أخذ قرار تسريح المرضى، حتى يستمر قطار الدراسة في السير على سكته الصحيحة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4s4azeyp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"