مشهد في رئتي

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في شهر نوفمبر من عام 1997، وتحديداً في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بنسخته السادسة عشرة، اقترح الباحث نجيب عبدالله الشامسي، فكرة مشروع شعري مشترك بين الشاعرين (أحمد العسم، وهاشم المعلم)، على أن تكون دار المسار للدراسات والاستشارات والنشر، التي مقرها الشارقة آنذاك، لمؤسسها وصاحبها نجيب الشامسي نفسه، هي مظلة النشر للكتاب، ليؤيده في ذلك الأديب الدكتور هيثم يحيى الخواجة، المتابع الحيوي للحياة الثقافية الإماراتية، وبخاصة في إمارة رأس الخيمة، لتلاقي استحسان الشاعرين، لتتمخض الفكرة عن شرنقة شعرية، احتضنت ثلاثة من شعراء الحداثة العربية الخليجية الإماراتية (هاشم المعلم، أحمد العسم، وكاتب هذه الكلمات)، الذي كان انضمامه إلى الشرنقة بناءً على دعوة من الشاعرين الرئيسيين للكتاب الشعري المشترك.
في شهر نوفمبر 1998، خرجت الفكرة المقترحة إلى حيز الوجود الثقافي الأدبي الشعري احتفالاً بالشارقة عاصمة للثقافة العربية، كثمرة من ثمار الرعاية الثقافية الثاقبة لقائد مسيرة الشارقة وسر ابتسامتها، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي توّجت الشارقة على التوالي: «عاصمة الثقافة العربية» 1998، «عاصمة الثقافة الإسلامية» 2014، «عاصمة السياحة العربية» 2015، «عاصمة الصحافة العربية» 2016، «عاصمة عالمية للكتاب» 2019؛ ترجمة لمقولة سموه المعلنة قبل نحو ثلاثة أعوام من انطلاق الدورة الأولى لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في شهر يناير من عام 1982، وتحديداً في 18 إبريل 1979، حيث مقولته التاريخية: «آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة، لتحل محلها ثورة الثقافة»، لينجم عن تلك المقولة الفعل، منجم ثقافي عريق «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، وتصنيفه من أهم ثلاثة معارض للكتاب على مستوى العالم.
وبمناسبة اليوبيل الفضي لتلك الفكرة الشعرية المقترحة، التي تم ترجمتها إلى واقع أدبي شعري مشترك، عبر كتاب (مشهد في رئتي: «قبعة» هاشم المعلم، «ضجيج» أحمد عيسى العسم، «قميص» عبدالله محمد السبب)؛ الذي شهد توقيع نسخته الاحتفائية الأولى في مطعم تاج محل برأس الخيمة، بتاريخ 4 أكتوبر 1998، حيث قال أحمد العسم آنذاك: «هذه المجموعة جزء من صداقة طويلة وعظيمة، أتمنى لها الدوام»، فيما قال هاشم المعلم: «اليوم تبني، وغداً سترقص في خرائبك»، واليوم إذ اليوم، أقول لهما: شكراً لاستضافتي في مشروعكما الشعري الأول «مشهد في رئتي»، الذي يتطلع لإشراقة شمسه الجديدة في أقرب فرصة شعرية توثيقية مرتقبة، في مرحلة ثقافية تتطلب النبش في الماضي، للذهاب إلى المستقبل بأدوات الحاضر، وبمكتسبات إماراتية على الصعيد الثقافي المؤسسي والفردي، لا سيما أنَّ (مشهد في رئتي)، يُعَدُّ أول كتاب شعري إماراتي شخصي مشترك على صعيد قصيدة النثر، فيما (قصائد من الإمارات: عمودية، تفعيلة، نثر)، الصادر عام 1986، عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، هو أول كتاب شعري إماراتي مؤسسي مشترك.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dfrra6a

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"