عادي

سلطـان روائــياً

01:01 صباحا
قراءة 13 دقيقة
سلطان بن محمد القاسمي
  • أعمال تغوص في التاريخ وتنشد الحقيقة
  • رحلة استكشاف لمجاهيل كثيرة في الواقع والتاريخ 
  • سرد يحتشد بالأفكار ويحترم عقل القارئ

الشارقة: علاء الدين محمود

المشروع السردي عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ينهض على روافع عدة، ويستند إلى حقول معرفية متنوعة، حيث يبرز التاريخ والتراث والفلسفة والفكر، إذ إن سموه يطرح من خلال الأعمال الروائية رؤيته حول الواقع والتاريخ بغية تنقيته من شوائب الزيف، ودفع الافتراء وتصحيح المعلومات المتعلقة بالواقعة التاريخية، وكذلك نرى في تلك الروايات أن سموه يستعيد التاريخ من أجل استنطاقه ومحاكمته، بحيث يعيد الاعتبار للحقيقة، وبالتالي يسهم في صناعة واقع وراهن عربي وإسلامي مختلف، وكذلك من أجل صناعة علاقة مع الآخر من خلال هزيمة الوعي الزائف والصور النمطية المختلقة.
إن الحقيقة هي التي تحرر الجميع، فليس من المعقول أن يكون هنالك حوار للحضارات من دون أن تحضر وقائع التاريخ الحقيقية ناصعة مجردة من غير رتوش، وتلك هي جواهر المعاني الكامنة في سرديات صاحب السمو حاكم الشارقة، يقدمها بأسلوب بسيط، ومشوق، وممتع، من أجل أن يفهم المتلقي مقاصد العمل ومعانيه.

يمارس صاحب السمو حاكم الشارقة، في أعماله الروائية فعل التنقيب والبحث، فهو يغوص عميقاً في أحداث التاريخ، مستنداً إلى الكثير من الوثائق والمراجع والمخطوطات النادرة وغير المتوفرة، ونرى في العمل السردي الواحد حشداً من المعلومات أمام القارئ، وبالتالي فإن جميع تلك الأعمال تنهض برافعة البحث التاريخي، ويشتمل السرد كذلك على الإحاطة بالواقعة المعيّنة بغرض تحليلها وتفكيكها، وذلك الأمر ضمن التقنيات التي تسهل تمرير ثقل التاريخ وتجعل الرواية حافلة بالمتعة، كما أنها تحمل احتراماً للقارئ إذ تجعله يفكر ويتأمل ويحلل الأحداث التاريخية التي يعيد إليها سموه الألق والحضور، حتى لا يلفّها النسيان، لذلك فإن عملية التجول في تلك الأعمال السردية من قبل القارئ، تنطوي على متعة حقيقية ورحلة استكشاف لمجاهيل كثيرة في الواقع والتاريخ.
قيم
يرسّخ صاحب السمو حاكم الشارقة، في أعماله السردية رؤى مختلفة عن الكثير من المفاهيم السائدة، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات بين الشعوب، والأسس التي يجب أن تقوم عليها، خاصة بين الدول التي كانت محتلة في السابق خلال الحقب الاستعمارية، وبين تلك التي مارست عليها فعل الاحتلال، إذ يلاحظ القارئ أن سموه دائماً ما يدعو في مثل تلك العلاقات إلى المكاشفة والاعتذار عن ممارسات الماضي السيئة، ما يقود إلى علاقات تقوم على أساس الاحترام والتكافؤ، ونجده في بعض الروايات يواصل ما كتبه في مؤلفات أخرى لا تتخذ الطابع السردي، إذ يمارس فعل الإدانة لجرائم ارتكبت في التاريخ، ويجعل أحداث الماضي حاضرة حتى لا يطويها النسيان، كما نلاحظ أن سموه في بعض الأعمال الروائية يعيد الاعتبار لشخصيات تاريخية ظُلمت وشوهت صورتها، وكذلك يكشف في كثير من الأعمال السردية عن النية الحقيقة وراء بعض الممارسات والأخطاء التي ارتكبت، والمقصي والمبعد من الرواية التاريخية وفق منهج يغربل الأقوال والوقائع ليصل إلى الحقيقي منها، بالتالي، فإن مثل هذه الروايات تمثل مرجعاً حقيقياً ليس للقراء فقط، بل وكذلك للمؤرخين والأكاديميين وطلاب العلم، وكل باحث عن الحقيقة.
أثر
اتجه الكثير من الكتّاب حول العالم مؤخراً، نحو الرواية التي تستند إلى البحث، فهي تعبّر عن الأشكال الحديثة في السرد، ونجد أن هناك كتّاباً صاروا يُجرون دراسات وأبحاثاً حول المكان الذي تدور فيه الأحداث، وكذلك الشخوص الحقيقة، والوقائع التاريخية، وتنتمي روايات صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى تلك الطرق والأساليب الحديثة في السرد، ولعل من الواضح أن أعمال سموه، كانت شديدة الأثر في الحراك الثقافي والروائي في الدولة، فمن الملاحظ أن العديد من المؤلفين الإماراتيين اتجهوا نحو كتابة الرواية التاريخية، وصرّح العديد منهم بأنهم قد تأثروا بصورة مباشرة بروايات سموه، وطريقته في البحث التاريخي، وهذا يشير إلى أن تلك الأعمال السردية تجد صدى كبيراً لدى الكتّاب والأدباء الذين يجدون فيها طريقة مختلفة في السرد الذي يستلهم التاريخ ويغوص فيه.
أسلوب
يلاحظ القراء، خلال تجربتهم في مطالعة الأعمال السردية، لصاحب السمو حاكم الشارقة، تلك اللغة التي تميل نحو السهل الممتنع، والتي تجعل القارئ يهتم بمواصلة القراءة من دون انقطاع، وكذلك فإن توظيف تلك اللغة يشير إلى رغبة المؤلف في أن تصل رسائل رواياته ومؤلفاته السردية إلى المتلقين، كما أنها تؤكد سعة اطّلاع صاحب السمو حاكم الشارقة، ومقدرته على تحويل تجاربه مع الاطّلاع على المؤلفات والمصنفات والمعاجم الصعبة والبحث المضني، إلى مادة مقروءة للمتلقين من مختلف الخلفيات والمستويات والأعمار، وإلى جانب اللغة فإن سموه يوظف العديد من التقنيات السردية ليمرّر عوالم وأحداث الرواية، منها الوصف القوي الذي يقدم إضاءات كبيرة ويجعل القارئ في قلب الحدث التاريخي، وكذلك ممارسة قدر كبير من التحليل والتفسير لبعض ما يحيط بالوقائع والشخوص والأحداث التاريخية، إلى جانب وضعه لملحق بأسماء المراجع والمصادر التاريخية، وذلك يؤكد أن الكتابة مسؤولية عند سموه، يتصدى لها بأمانة ونزاهة، وبموقف ورؤية، حيث إن جميع تلك المؤلفات السردية تحمل رسائل وتحتشد بالرؤى، وفي كل مرة يسجل فيها سموه زيارة للتاريخ يخرج للقراء والمهتمين بالأدب والمعرفة بجديد، ومختلف، ومغاير.
مؤلفات
ولعل زيارة للقارئ، حتى لو عابرة، كافية لتؤكد له تلك السمات والمميزات التي ذكرناها حول الأعمال السردية التاريخية المتنوعة في مواضيعها، وأغراضها، ورؤاها، فتلك المؤلفات تحمل بالضرورة رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، لكنها في الوقت نفسه تستند إلى المعلومات والمراجع، ما يجعل للكلمة قوتها ونصاعتها، وللرؤى موضوعيتيها وصدقيتها، حيث لا يجد المتلقي مكاناً فيها للخلط، أو الالتباس، فهي تحمل احتراماً كبيراً للمتلقي، ولا تضع أمامه غير المعلومة المفحوصة والمحققة، إلى جانب المتعة والتشويق في السرد، وربما لا يوجد إمتاعاً بالنسبة للمتلقي أكثر من أن يجد أمامه عوالم ومواضيع ومعلومات يلتقي بها لأول مرة، أو بتناول مختلف، وهي مؤلفات تخاطب القراء في كل مكان، حيث ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية.
أعمال جديدة
ولعل من الأشياء التي تميز صاحب السمو حاكم الشارقة كروائي، غزارة الإنتاج، ففي كل مرة يفاجئ القراء بأعمال جديدة، وبالتالي كلمة جديدة، وخلال العام الجاري صدرت له روايتان جديدتان هما «الجريئة»، و«سيرة سلاطين كلوة»، يسجل فيهما زيارة جديدة للتاريخ، ويوفر للقارئ وجهة نظر مختلفة ومحققة، يمسح من خلالها صوراً ومعلومات ووقائع قديمة، ويثبت أخرى جديدة، يمارس عبرها قلب المفاهيم والتصورات التي رسخت في أذهان الناس، ليشكل بالتالي وعياً جديداً لم يعهده القارئ في الروايات والسرديات التاريخية المحملة بالوقائع الزائفة.
دروس وعبر
في رواية «الجريئة»، يغوص القارئ عميقاً في أحداث الماضي، ويجد في وقائعها الحقائق والعِبر والدروس في مواجهة التزييف، وتدور أحداث الرواية حول قصة بطلتها ماري بيتي، الملقبة بالجريئة، وعلاقتها بالبعثة الدبلوماسية إلى بلاد فارس، ولعل الملاحظة المهمة في هذا السرد هو تلك الكلمة التي وصف بها أحداث الرواية: «هي رواية حقيقيّة موثقة، توثيقاً محكماً»، ولعل أهمية الإشارة إلى ذلك الأمر توضح أن جميع الأحداث في العمل السردي هي حقيقية، وتنشد التوصل إلى العديد من الحقائق في ذلك الوقت، ومنها العلاقة بين ما ورد فيها ومساعدة فرنسا لبلاد فارس في احتلال مسقط، وبالتالي فإن الرواية تضعنا أمام سرد يتعمق في التاريخ، ويبحث عن حقائقه التي ربما تكون قد تعرضت للتحريف، ومن خلال سير السرد والأحداث يتعمق القارئ في العديد من المواقف التاريخية التي كان مسرحها في ذلك الزمان الشرق، ويلاحظ القارئ أن الرواية عملت على رد الاعتبار لبطلة القصة ماري بيتي، الملقبة بالجريئة، في وجه التزييف الذي ارتبط بشخصيتها. 

سيرة
أما رواية «سيرة سلاطين كلوة»، فهي تتناول بأسلوب مشوق وبتوثيق دقيق أحداثاً حقيقية لسيرة سلاطين كلوة، حيث يتعرف فيها القارئ إلى سبب هجرة هؤلاء السلاطين العرب إلى جزيرة كلوة في شرق إفريقيا، والأحداث التي حدثت لهم، والمحن والفتن على حكمهم، حيث استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة، بعد التحقق والتوثيق العلمي الدقيق إزالة لبس ظل غير معروف ومجهول طيلة عقود من الزمن حول تاريخ كلوة، واستند في تحقيقه على المخطوط المعروف بكتاب «السلوة في تاريخ كلوة»، وكل ما كتب حوله، إضافة إلى ما يمتلكه سموه من وثائق ومخطوطات حول الأنساب والوثائق البرتغالية، وغيرها من المراجع والمصادر، إلى جانب أن الرواية كتبت بأسلوب سردي شائق وممتع وبسيط، حيث إن القارئ يصنع علاقة مع الأحداث والأبطال منذ المقدمة وحتى النهاية في شغف شديد، إضافة إلى المتعة المتمثلة في الكم الكبير للمعارف والمعلومات الموثقة، فالعمل يكشف عن الإمكانات الكبيرة لصاحب السمو حاكم الشارقة، في رصد وتتبع الوقائع التاريخية والتثبت من صحتها.
قصة نضال
وفي رواية «الحقد الدفين»، التي صدرت عام 2004، يجد القارئ ألقاً خاصاً، ويتنسم عطرية مختلفة، خاصة أن العمل جرت أحداثه ووقائعه في مرحلة تاريخية في إمارة الشارقة، حيث يتعرف القارئ إلى قصة نضال عظيم خاضه القواسم ضد الاستعمار البرتغالي بقياد الفونسو دي ألبوكيركي، الذي وصف بالحقد الشديد، حيث ترصد الرواية الروح العدائية التي طبعت الحملات البرتغالية في دول الشرق، وتظهر، في أحداث الرواية، الأغراض الحاقدة للقائد ألبوكيركي أكثر فأكثر، حين يتجه إلى مدن الساحل العربي للجزيرة العربية، ثم هرمز على الخليج العربي، فيقصف المدن ويدمّرها، ويقتل البشر.
أما في رواية «حكم قراقوش... مبحث في حكم التاريخ»، فيعمل صاحب السمو حاكم الشارقة، على إجلاء الصدى المتراكم، على الكثير من الحقائق التاريخية، ويستعرض، بأسلوبية سردية مشوقة، الزيف الذي أحاط بأبي سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي، والذي نُسجت حوله قصص غير حقيقية أظهرته بمظهر الظالم القاسي والمجنون، بالتالي يعمل الكتاب بالردّ على الصورة التاريخية المشوهة.

2


بطولة
ونتعرف إلى البطولة والشجاعة والفروسية العربية، من خلال رواية «الأمير الثائر»، حيث يقدم سرداً رائعاً، يتناول ملمحاً مهماً من سيرة الأمير مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي، ذلك المقدام الذي رفض الدنية والذل، فكان أن ثار على سيطرة الفرس على العرب القاطنين في ساحل فارس، وتروي أحداث الرواية سيرة الانتصارات المتعددة لذلك الفارس المقدام على الفرس والهولنديين، والعمل يقف وراءه بحث في المصادر والمراجع، بسرد شائق اكتملت فيه شروط المتعة والجمال، وتقنيات أضفت عليه البعد الجمالي والإبداعي، وتأتي أهميته لكونه يتصدى لمرحلة مهمة في التاريخ العربي، حتى تظل حية ولا تسقط من الذاكرة.
مجاهيل الماضي
 ويقودنا السرد المشوق برافعة المعلومات التاريخية، إلى حيث مجاهيل الماضي في رواية «رأس الأمير مقرن»، التي تستدعي برؤية تحليلية عميقة وإضاءات نافذة، قصة مقرن بن زامل الجبري الخالدي، حاكم شرق جزيرة العرب، بما فيها الأحساء والقطيف والبحرين، والذي كان قد هُزم في معركة أمام البرتغاليين الغزاة في 27 يوليو/ تموز 1521، الذين أخضعوا البحرين لهم، ولما كان مقرن قد وقع أسِيراً في المعركة، فقد مات متأثراً بجروحه بعد بضعة أيام، لكن القائد البرتغالي أنطونيو كوريّا، لاحقه وقطع رأسه النازف، وهي اللحظة التي يقودنا إليها السرد بطريقة مشوقة، تبرز من خلالها وقائع التاريخ بطريقة مختلفة.
مشهدية
 في رواية «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، تسيل اللغة فتنتج صوراً ومشهديات، ويلاحظ القارئ لغة شاعرية في بعض مواقع الوصف السرد البديع، فالرواية من الأعمال التي تميزت بالجودة واستخدام تقنيات سردية متنوعة، وهي تحكي عن تاريخ مملكة هرمز، ابتداء من عام 1588 حتى 1622 بانتهاء الاحتلال البرتغالي وهزيمته أمام الإنجليز، وتطرح العديد من القضايا، وتكشف فصول الرواية الخمسة عن مراحل متقدمة من تصاعد السرد متكئة على أحداث متلاحقة، والملاحظة الجديرة في هذا العمل الروائي هي قوة الوصف للحياة الاجتماعية في هرمز، في جميع مناحيها، الأمر الذي يجعل القارئ كأنه يعيش تلك اللحظات التاريخية المهمة.
ويتواصل الألق السردي، وجماليات الوصف مع رواية «الشيخ الأبيض»، التي تحكي حكاية شاب أمريكي تحول لشيخ قبيلة، ليتابع الكتاب ملاحقة وقائع حقيقية عززها صاحب السمو حاكم الشارقة، بالمراجع والوثائق والزيارات الميدانية، والبحث عن أحفاد جوهانس بول بطل القصة.

أماكن مهملة
أما رواية «فيليب العربي»، فهي تسلط أضواء كثيفة على أماكن ومواقع مهملة في التاريخ، وتتناول أحداث مر عليها المؤرخون والمؤلفون مرور الكرام، أو لم يبحثوا فيها كما يجب، فالعمل يحمل تفاصيل تشير إلى التأثير والحضور العربي الكبير في الغرب، ويحكي عن شخصية مهمة، وهي الإمبراطور الروماني ماركوس يوليوس فيليبوس، المشهور بفيليب، المولود في عام «204م»، في قرية بالقرب من مدينة بصرى الشام من أصول العربية، وتقدم الرواية سرداً ممتعاً ومشوقا، والكثير من المعلومات.

دفق شفيف
يتجول صاحب السمو حاكم الشارقة، في كتاب «حديث الذاكرة»، عبر أجزائه الثلاثة، بين الوطن وإمارة الشارقة، والعالم العربي والكثير من الرؤى الفكرية التي سادت في مراحل تاريخية مختلفة، ويتناول أسراراً ويغوص في العديد من المواقف، وهو بمثابة وثيقة تاريخية للباحثين والدارسين، وبأسلوب ممتع يتعرف القارئ إلى حكايات قيام الدولة وتطورها المطّرد حتى زاحمت رايتها الآفاق.  وتحمل كل تلك الأعمال السردية الممتعة، رؤية وأفكار صاحب السمو حاكم الشارقة، والتي تتجول في ثنايا السرد من دون إقحام يقلل من قيمتها الجمالية والمعرفية، حيث تنثال الحكايا بدفق شفيف لتخاطب الوجدان والعقول، ما يوفر المتعة والمعرفة في الوقت نفسه.

 رحيق الأمكنة
ولئن وقفت تلك الأعمال الروائية شاهدة على براعة صاحب السمو حاكم الشارقة في الرواية والسرد، فإن هنالك مؤلفات أخرى لسموه في مجال الكتابة الإبداعية المتعلقة بالسيرة وسرد الذات، حيث يطل من خلاله على عوالم شديدة الجمال، تحمل عبق الأمكنة، وسحر التاريخ، ومآثر الشخصيات، ويحملنا السرد إلى وقائع حميمة وبديعة، ومن هذه المؤلفات التي تفوح منها عطرية شاعرية أنيقة كتاب «سيرة مدينة»، وفيها تحضر «الشارقة»، تلك الإمارة والمدينة التي يتجول السرد في تاريخها وحاضرها، والدور الكبير الذي لعبته في النضال ضد الوجود البريطاني في الخليج، ويستمر ذلك السرد المتعطر بأريج البراعة والجمال مع كتاب «سرد الذات»، الذي يجمع في أسلوبيته بين جماليات السرد، والوقائع التاريخية والإشراقات الفكرية، التي تقود القارئ نحو المعاني التي تتدلى له كقطوف دانية، وتكمن الروعة والجمال في تلك المقدمة البديعة التي خطّها صاحب السمو حاكم الشارقة، والتي يقول في مقطع منها: «كتبت هذا الكتاب لأوثّق فيه تاريخ أهلي وبلدي، على مدى تسعة وعشرين عاماً»، وتحضر في تلك السيرة الوطن والجهود التي بذلت في تأسيسه، واللحظات التي سبقت ذلك، وحكايات ما قبل النفط، والقصص التي تظهر القوة والإصرار، وتبرز فيها معاني الانتماء والهوية، وفي الكتاب يروي صاحب السمو حاكم الشارقة تفاصيل رحلته في الحياة قبل توليه مقاليد الحكم.

ترجمــات جـديــدة لأعمــال حاكــم الشـارقــة

1

الكتاب التاريخي الجديد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الصادر عن منشورات القاسمي، يذكر سموّه: إن هذا الكتاب هو رواية تاريخية حقيقية كتبتها معتمداً على مخطوط (كتاب السلوة في أخبار كلوة). تدور أحداث الرواية حول سيرة سلاطين شيراز وهجرتهم إلى جزيرة كلوة الواقعة في شرق إفريقيا، عام 1265م، وتتحدث الرواية عن حكم سلاطين شيراز في كلوة ونسبهم وسيرتهم. ونظراً لأهمية الترجمة في العالم وأهمية نشر الوعي الثقافي تمت ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية.

الجريئة هي رواية حقيقية موثقة توثيقاً محكماً، وهي تروي أحداث ماري بتي والبعثة الدبلوماسية الفرنسية إلى فارس عام 1702م. تبدأ أحداث الرواية عندما يرغب ملك فارس في إقامة حلف مع فرنسا لاحتلال مسقط بمساعدة الفرنسيين. بعد الإقبال الهائل على هذا الكتاب تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية.
تحت راية الاحتلال بالإسبانية
يتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الشارقة وتوثيق أهم الأحداث في وصفها بسكانها ومناطقها على شكل مجموعة روايات.
الكتاب يحتوي على مجموعة من روايات تأريخية للشارقة التي أخذ في تصنيفها ونشرها بين أهل هذا الزمان، ليبسط فيها أهم حوادث تاريخ الشارقة الموثقة، وتصف الهيئة الاجتماعية وآدابها، وعادات الناس وأخلاقهم، كما تصف مدينة الشارقة وأحياءها، وبيوتها، وسكانها، وتجارتها في صورة روايات تاريخية.
رأس الأمير مقرن بالإسبانية
يضيف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لموسوعته البحثية في تقصي أحداث التاريخ العربي والإسلامي للقارئ روايته الجديدة الموثقة «رأس الأمير مقرن» بلغة سردية سلسة وشخصيات لعبت دوراً  مهماً  في تفاصيل هذا التاريخ عرباً وفرنجة، وكان حد السيف فاصلاً بالاستيلاء على المدن واغتصابها.
رواية رأس الأمير مقرن، تكشف عن ماغاب من حوادث التاريخ، وتصحح كثيراً من الأخطاء، وتربط الحوادث بين مناطق متباعدة، بين هراة وهرمز، وبهلا بعُمان، وجلفار والبحرين، والحسا، بخيط رفيع صعب على كثير من الباحثين الربط بينهما، كما أنها تضيف إضافات مهمة لتاريخ هرمز، وتاريخ عمان، وتاريخ البحرين، وتاريخ الحسا عندما يستدعي الأمر لكتابة تاريخ هذه المناطق، فإن هذه الرواية التي تصف وتقرب كثيراً من الأحداث التي تبعثرت.
الحقد الدفين بالصومالية
يتحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في هذا الكتاب عن حقبة تاريخية من تاريخ إماراتنا الحبيبة، وتحديداً قصة نضال القواسم وأبناء الإمارات في مواجهة القائد المستعمر الصليبي البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيركي.
يروي سموه في مقدمة الكتاب مضمون الرواية، وهي قصة الرجل الذي حمل حقده الموروث، وما اكتسبه من أحقاد من مشاركته في الحروب الصليبية في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وأتى إلى الشرق ليهدم الكعبة، وينبش قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم- حتى يساوم بجسده الطاهر على الأماكن المقدسة لدى المسيحيين حول بيت المقدس، ويحلم بتحويل نهر النيل من إثيوبيا إلى البحر الأحمر، لتصبح مصر صحراء قاحلة، يسهل عليه احتلالها، ويتسنى له تكوين قاعدة تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، ويؤمن للبرتغال طريق التجارة مع الهند. لكن الله هزمه، كما هزم أصحاب الفيل، بعاصفة أخرجته من البحر الأحمر إلى ساحل القرن الإفريقي.
صراع أمراء الزند وزوال المُلك بالإنجليزية
يروي الكتاب قصة رجل يدعى كريم خان زند، من قبيلة متواضعة، وهي قبيلة زند الكردية في لورستان التي تقع في شمال غربي إيران (بلاد فارس)، وأصبح أحد قادة نادر شاه العسكريين.
الشيخ المتصوف راشد بن مطر القاسمي بالإسبانية
يقول صاحب السمو حاكم الشارقة عن الكتاب: «هذه رواية تروي أحداثاً غيرت الأوضاع في منطقة الخليج العربي من الصوفية إلى السلفية، إلى الاستعمار الذي دام قرابة مئة وخمسين عاماً».
تحت راية الاحتلال بالإسبانية
يتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الشارقة وتوثيق أهم الأحداث في وصف مدينة الشارقة بسكانها ومناطقها على شكل مجموعة روايات، كما ذكر صاحب السمو حاكم الشارقة في الكتاب:
تُرجم الكتاب إلى اللغة «الإسبانية» إضافة إلى اللغات الأخرى المترجمة «الإنجليزية، الفرنسية والألمانية».
كثرت الملاحق والهوامش في الكتاب ويرد سموه على ذلك بقوله: كل المعلومات في هذا الكتاب تم استخراجها من آلاف الصفحات من الوثائق التاريخية.

كتب «برايل»
أطلقت منشورات القاسمي بالتعاون مع جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، مجموعة من إصداراتها بطريقة برايل، وذلك بهدف دمج المعاقين بصرياً في مجتمعنا، وتعزيز مهاراتهم، وحتى يتم تطبيق الاستراتيجية التي انتهجتها إمارة الشارقة خصوصاً ودولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من القيادة الرشيدة لدمج هذه الفئة المهمة وإكسابهم المهارات الأساسية التي تجعل منهم أناساً منتجين.
ويهدف المشروع إلى إتاحة الفرصة أمام المكفوفين، ليتمتعوا بقراءة مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بطريقة برايل.
وفّرت منشورات القاسمي مجلد «الأعمال المسرحية» الذي يضم 10 مسرحيات تتميز باللغة الرائعة التي تلم بالواقع مع براعة الحوار والانتقال من مشهد إلى آخر بصورة سلسة بطريقة برايل، إضافة إلى ترجمتها باللغة الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والروسية.
الأعمال المسرحية هي: «عودة هولاكو»، و«النمرود»، و«الواقع صورة طبق الأصل»، و«القضية»، و«الإسكندر الأكبر»، و«شمشون الجبار»، و«داعش والغبراء»، و«كتاب الله»، و«طورغوت»، و«والحجر الأسود»، كلها مسرحيات هدفها تأسيس رؤية عربية وإسلامية شاملة ومشرقة ليخرج كل منها بعبرة ودرس يتعلمه المرء.
وكذلك أطلقت منشورات القاسمي كتاب «الغفلة»، «الشيخ المتصوف راشد بن مطر القاسمي» و «سرد الذات» بطريقة برايل أيضاً.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yebp2fps

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"