دبي: فاروق فياض
كشف سيف حميد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إينوك»، عن عزم الشركة افتتاح نحو 19 محطة قبل نهاية العام الجاري 2022، موزعة على 7 محطات في إمارة الشارقة، وكذلك 10 محطات أخرى في دبي، ومحطة واحدة في كل من إمارتي: الفجيرة وأم القيوين.
وأضاف الفلاسي: من بين المحطات الجديدة؛ محطة متنقلة في أم القيوين.
أما على صعيد التوسعات الاستثمارية التي ترغب المجموعة بتنفيذها، أوضح الفلاسي في حوار مع «الخليج»: بصفتها شركة مملوكة بالكامل لحكومة دبي، تركز «إينوك» على دعم جهود الإمارة ودولة الإمارات على نطاق واسع لتحقيق طموحاتها.
وتابع: تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في الدخول في مشاريع مشتركة، تسهم باستقطاب استثمارات أجنبية مباشرة، إضافة إلى إتاحة الدخول إلى أسواق جديدة لاستقطاب الخبرات اللازمة والموارد لتلبية احتياجات العملاء في القطاع.
وقال الفلاسي: على سبيل المثال: تقوم «إيبكو للزيوت»، وهي مشروع مشترك بين «إينوك» و«شيفرون الخليج»، بتسويق زيوت وشحوم إينوك و«كالتكس» في دولة الإمارات، ما يوفر منتجات وخدمات تشحيم عالية الجودة لمختلف الصناعات بدءاً من السيارات إلى الأعمال البحرية.
قال الرئيس التنفيذي ل«إينوك»: تلعب المجموعة دوراً جوهرياً في دعم وتعزيز مسيرة الدولة لتحقيق النمو والتنويع الاقتصادي، وضمان أمن الإمدادات، وتتطلع «إينوك» باستمرار إلى التوسع في أسواق ومناطق جديدة تماشياً مع استراتيجيتها للتوسع العالمي. وانسجاماً مع رؤيتها لتلبية احتياجات العالم، بدأت إينوك بتوسيع حضورها في جميع أنحاء العالم منذ عام 2002، والآن تتوافر زيوت التشحيم إينوك في أكثر من 60 سوقاً في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وجنوب الهند وأوروبا الوسطى. وسندرس كافة الفرص الممكنة التي تتيح لأعمالنا تحقيق أهدافها المنشودة، بحيث ننشئ نماذج أعمالنا بناء على أفضل الفرص المتاحة.
أداء مميز
وقال الفلاسي: بصفتنا شركة متكاملة في مجال النفط والغاز وتعمل عبر سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، فإننا ملتزمون بتطوير بنية تحتية راسخة قادرة على خدمة دولة الإمارات في السنوات الخمسين القادمة وذلك انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتطلعاته.
واليوم، تلعب إينوك دوراً رئيسياً وديناميكيّاً في استمرار نمو وتنوّع اقتصاد دبي ودولة الإمارات بشكل عام، وتسهم بشكل مباشر في تحقيق استراتيجية الطاقة 2050 لدولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 للمساعدة في توليد 75% من إجمالي إنتاج دبي من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
مستقبل الطاقة
وعن أهمية الطاقة المستقبلية التي تسعى المجموعة الى ضخ استثمارات فيها، أكد الفلاسي: لطالما كانت دولة الإمارات رائدة في ترسيخ الاستدامة. ونحن ملتزمون في مجموعة إينوك بدعم الدولة لتحقيق طموحاتها في الاستدامة بما يتماشى مع «المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050» في دولة الإمارات.
ولفت الفلاسي الى أنه من بين الطرق التي ندعم بها الدولة وضع معايير صناعية عالمية المستوى من خلال مبادراتنا في الاستدامة كنظام استعادة الأبخرة في محطات الخدمة التابعة لنا في جميع أنحاء دولة الإمارات. كما افتتحنا أيضاً العديد من محطات الوقود المتنقلة في دبي وهي شكل جديد من أشكال التزود بالوقود يوفر للعملاء خدمات سهلة ومريحة ومستدامة بالكامل ومجهزة بألواح شمسية كهروضوئية والعديد من التقنيات التي تساهم في تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة.
وشدد الرئيس التنفيذي لمجموعة «إينوك» على أن الشركة تستثمر في مستقبل قطاع الطاقة، فقد أثبتنا امتلاكنا خبرة فريدة وشاملة تنسجم مع «محطة الخدمة المستقبلية لمجموعة إينوك التي تعدّ شاهداً على التزامنا بمستقبل قطاع الطاقة، حيث نخطط لاستمرار هذه المحطة الحائزة الجوائز بدعم احتياجات المجتمع المتنامي في المستقبل. فهذه المحطة التي تعتبر أول محطة تدمج مصادر متعددة للطاقة في العالم، ستكون منطلقاً لتسخير قوة مصادر الطاقة المتجددة وحجر الأساس لمرحلة جديدة في مجال بيع الوقود بالتجزئة.
ونركز حالياً في إينوك؛ على تقديم حلول الطاقة المستدامة والمتكاملة وعالمية المستوى لدعم الدولة وتلبية احتياجات عملائنا في الأسواق الدولية التي يتجاوز عددها أكثر من 60 سوقاً. ونسعى جاهدين في كل الميادين إلى المساهمة بالنمو الاقتصادي وأمن الطاقة في دبي ودولة الإمارات عموماً. ونقوم بتوظيف التقنيات الجديدة، ودفع عجلة الكفاءة، وتطوير الحلول الرقمية المبتكرة في جميع عملياتنا لتقديم الأفضل وتلبية الاحتياجات المتنامية للعملاء، مع تقليل الانبعاثات الكربونية.
الطاقة المتجددة
وتابع الفلاسي: لطالما كانت الاستدامة وتوفير الطاقة أولوية رئيسية لنا في «إينوك». فمنذ عام 2017 استثمرت المجموعة أكثر من 100 مليون درهم في مشاريع كفاءة الطاقة وإدارة الموارد لتحقيق وفورات أكبر في الطاقة. وفي عام 2021، أعلنت مجموعة «إينوك» عن تحقيق وفورات بقيمة 8.2 مليون درهم، من مشروعات إدارة الطاقة والموارد، لتسجّل بذلك وفورات تراكمية قدرها 248 مليون درهم، عبر تدابير مبتكرة لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في جميع أقسامها على مدار الأعوام الخمسة الماضية. ومن خلال الاستثمار في مشاريع كفاءة الطاقة، خفّضت المجموعة انبعاثاتها بأكثر من 480 ألف طن من الكربون ما يعادل تنمية 10 ملايين شتلة لمدة 10 سنوات، أو استهلاك 204 ملايين لتر من وقود المركبات، أو استهلاك وحرق أكثر من 265 ألف طن من الفحم.
نظام مبتكر
وقال الفلاسي: قمنا بتزويد محطات الخدمة، بنظام استعادة الأبخرة الذي يعمل على استرجاع 70% من الأبخرة المنبعثة من مضخات وخزانات الوقود، ويعيد تكثيفها على شكل وقود. وقد استرجع هذا النظام 530,280 لتراً عام 2021، أي ما معدله 44,190 لتراً في الشهر. وشيدنا «محطة الخدمة المستقبلية لمجموعة إينوك» في موقع إكسبو 2020 دبي والتي تتميز بتصميمها المبتكر، وهي أول محطة من نوعها في العالم تسخّر قدرات الطاقة المتجددة إيذاناً بعصر جديد لمستقبل الوقود. وتستوحي المحطة تصميمها من شجرة الغاف التي تمثّل رمزاً وطنياً لدولة الإمارات والمعروفة بعمرها الطويل وجذورها الضاربة في أعماق الأرض وقدرتها على تحمل الظروف الجوية القاسية، وعلاوة على ذلك تضم المحطة العديد من مزايا الاستدامة غير المسبوقة على مستوى محطات الخدمة في العالم.
وقود حيوي
وأشار الرئيس التنفيذي ل«إينوك» الى أن المجموعة قد أطلقت الوقود الحيوي (بيوديزل 5) في دولة الإمارات، ضمن كبرى مبادراتها الخضراء. وهو وقود نظيف منتج من الزيوت النباتية ومخلفات زيت الطهي. ونظراً لأن وقود البيوديزل الحيوي مشتق من موارد متجددة، تعد هذه فرصة لتقليل الاستهلاك المحلي للوقود الأحفوري والمساهمة في الحفاظ على البيئة والصحة العامة في المنطقة. وتتماشى أهداف إطلاق (بيوديزل 5) مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تستهدف دمج أشكال الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة، لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية.
خدمة رقمية
وقال الفلاسي: أطلقت منصة «إينوك لينك» الرقمية، سائل عادم الديزل الصديق للبيئة «إينوك بلو» للشركات وأساطيل المركبات التجارية. وتنحصر آلية عمله في تكسير أكسيد النيتروجين السام، وتحويله إلى بخار ماء، وهي تمثل الغازات التي لا ينتج عنها أية أضرار على البيئة. وقد حاز هذا العادم موافقة «هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس» وهو مطابق لمعيار الانبعاثات الأوروبية «يورو 4» فما فوق، وهو منتج ممتاز للحد من انبعاثات العوادم الناتجة عن المركبات.
تشمل التقنيات الجديدة الأخرى نظام التدفّق المتغير لغاز التبريد الذي يضبط حجم الغاز في أنظمة التبريد حسب حرارة الطقس، ما يساهم في تقليص استهلاك الطاقة المستخدمة بواسطة هذه الأنظمة بنسبة 35% عن مثيلاتها غير المزودة بهذا النظام.
رؤية مستدامة
وقال الفلاسي: تتمثل رؤيتنا في أن نكون شريكاً مبتكراً في مجال الطاقة يقدّم قيمة مستدامة وأداءً متميزاً على مستوى القطاع لجميع الأطراف المعنية بأعمالنا.
وتماشياً مع رؤيتنا لتقديم قيمة مستدامة وأداء متميز على مستوى القطاع، فإننا نلتزم بمواصلة دعم مسيرة تحول الصناعة نحو تنفيذ ممارسات التنمية المستدامة والإسهام في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
وانطلاقاً من التزامنا الراسخ بتحقيق أداء متميز في جميع عملياتنا، نعمل في إينوك على تنمية أعمالنا لتحقيق قيمة كبرى لجميع الأطراف المعنية، وسنواصل التركيز على هذا الهدف في السنوات المقبلة. ستواصل «إينوك» الاستثمار في التقنيات السباقة التي تحدث تحولاً جذرياً في القطاع وذلك في سبيل دفع الانتقال نحو نموذج عمل أخضر يراعي البيئة وتقديم نموذج ريادي في تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 في دولة الإمارات العربية المتحدة.
