عادي
زايد أول من رفع العلم بدار الاتحاد في ديسمبر 1971

يوم العَلم.. احتفاء بوحدة إمارات التسامح وعزّتها

01:16 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: جيهان شعيب

يحتفي شعب الإمارات في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، بيوم العَلم، يوم الوحدة، والعزة، والكرامة، والكبرياء، حيث سيرفرف العلَم الإماراتي خفاقاً في سماء إمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ويتصدر واجهة وزاراتها، ومؤسساتها، ويعلو في جوانب أرض السلام، والخير، والإنسانية، والتسامح، في تمام الحادية عشرة صباحاً.

وكان الوالد المؤسس الشيخ زايد، أول من رفع العَلَم في «دار الاتحاد» في إمارة دبي، بمناسبة إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 1971، وبحضور إخوانه المؤسسين. وبعد الإعلان، توجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - ولي العه‍‍د ورئيس الوزراء آنذاك - إلى ساحة قصر المنهل العامر، وأمر برفع العَلَم الاتحادي على سارية القصر، ورفع اثنان من جنود الحرس الأميري العَلَم معه، ورفع يده بالتحية لعَلَم الاتحاد، الذي رفرف على البلاد للمرة الأولى، وكانت لحظة تاريخية موثقة.

عن الاعتزاز بيوم العَلَم، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «في يوم العَلَم يزداد فخرنا براية العز، والمجد التي تظللنا، ويتعمق تصميمنا على أن نبقيها دائماً رمزاً عالمياً للتميز، والتقدم، والتفرد».

فيما أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2013، تحديد 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، مناسبة وطنية سنوية للاحتفاء بالعَلَم، ليوافق حينذاك تاريخ تسلّم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم في دولة الإمارات، وترجم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد الاعتزاز بالعَلَم، في أبيات قصيدته «فرسان العَلَم» ومطلعها:

العَلَمْ لي كانْ زايدْ رافعنِّهْ

هوُ أمانتنا نعيشْ ونرفعَهْ

وعن وحدة الصف الإماراتي، قال سموّه:

صفِّنا واحدْ أبَدْ ماجَتْهِ هَنِّهْ

مِنْ سنَةْ سبعينْ ما حد زعزَعَهْ

مشاعر واحدة

ومنذ الإعلان السامي بالاحتفاء بيوم العَلَم في 3 نوفمبر سنوياً، ودعوة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والوزارات والمدارس لرفع عَلَم الإمارات، تعبيراً عن وحدة شعبها، بأطيافه، أضحت مباني الدولة وبيوتها، ومؤسساتها وهيئاتها وجوانبها كافة، تزدان برفع العَلَم شامخاً في هذا اليوم، مجسّدة الوطنية في أبهى صورها، عبر احتفالات أبناء الدولة به، بمضامين، وفعاليات متنوعة، تعبر جميعها عن شعورهم الأصيل بالانتماء إلى وطنهم الغالي، وتوحدهم التام معه، وولاءهم لولاة الأمر، والحال كذلك من المقيمين على أرض إمارات المجد، عبر مظاهر التلاحم بينهم وبين المواطنين، لتأكيد الارتباط العميق بهذه الأرض، التي احتوت الجميع وأكرمتهم، وجادت بالفضل عليهم.

وتحتفل الوزارات والمؤسسات والهيئات الاتحادية والدوائر المحلية على مستوى الدولة ب «يوم العَلَم» حيث ترفع عَلَم الدولة في مقراتها، كما تشارك شركات ومؤسسات القطاع الخاص بالمناسبة، فضلاً عن احتفال سفارات الإمارات وبعثاتها الديبلوماسية بيوم العَلَم كل في موقعه بالخارج، فيما يهدف الاحتفاء بهذا اليوم لتعزيز العمل المشترك بين الجهات، والمؤسسات الحكومية لخدمة الوطن.

ومن الأهداف الخاصة بيوم العلم تأكيد المفهوم العام للأفراد، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة، بثقافة احترام العَلَم، وآلية التعامل معه في المناسبات كافة، وتوعية الجيل الجديد بأهميته، والاعتزاز به رمزاً للدولة، وتعزيز دور الجهات، والمؤسسات في القطاعين الحكومي، والخاص في دعم الفعاليات، والمناسبات الوطنية، وغير ذلك.

ولعل من أبرز فعاليات الاحتفاء بيوم العَلَم رفعه في الساحات الخارجية، وإطلاق بالونات بألوان العَلَم الإماراتي، مع النشيد الوطني الرسمي، إلى جانب مسابقات وطنية، واستعراض المواهب، ومراسم وورش للأطفال، واحتفالات طلاب المدارس بعروض غنائية وموسيقية، ورسم صور يوم العَلَم، وعرض منتجات أصحاب الهمم، وإلقاء مديري المؤسسات كلمات عن يوم العَلَم. كما ستتنافس المدارس في ابتكار أفكار ليوم العَلَم من فعاليات، وتوزيعات، وعبارات عن اليوم.

الألوان والتصميم

والفرحة التي تغمر أرجاء الدولة بيوم العَلَم، وتعمّ قلوب مواطنيها ومقيميها، تعبّر عن الوحدة الحقيقية، التي تعكسها ألوان العَلَم، التي تجمع بين الأحمر والأخضر، والأبيض والأسود، وجميعها ترمز للوحدة العربية، فالأخضر يرمز إلى النماء، والازدهار، والتطور والرخاء، واستدامة التنمية، والنهضة. والأبيض يرمز إلى عمل الخير، والبذل والعطاء والسعي لتحقيق السلام ونشره. والأسود يرمز إلى قوة أبناء الإمارات، ومنعتهم وشدّتهم. والأحمر يرمز إلى تضحيات أبناء الوطن لحماية المنجزات، والمكتسبات الوطنية، ويستحضر إرث البطولة والشهادة التي سطّرها جنود الإمارات البسلاء بدمائهم.ويبلغ طول العَلَم نصف عرضه، حيث نصّ القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 1971، بشأن عَلَم الاتحاد ومقاييسه وشكله، بأن «يكون عَلَم دولة الإمارات مستطيلاً طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل، الأول لونه أحمر يشكل طرف العَلَم القريب من السارية، طوله بعرض العَلَم، وطول عرضه مساوٍ لربع طول العَلَم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العَلَم، وهي أفقية متساوية.

ولخصوصية سيادة العَلَم، جرّم القانون في مادته الثالثة، كل من أسقط أو أتلف أو أهان بأية طريقة كانت عَلَم الاتحاد، أو عَلَم إمارة من الإمارات الأعضاء في الاتحاد، أو عَلَم إحدى الدول الأخرى، كراهية أو احتقاراً لسلطة الاتحاد، أو الإمارات، أو لسلطة تلك الدول، ويعاقب من يرتكب ذلك الجرم بالحبس لمدة لا تتجاوز ستة أشهر، أو بغرامة لا تزيد على ألف درهم.

وجاء تصميم العَلَم على يد الإماراتي عبدالله محمد المعينة، الذي شغل بعدها منصب وزير مفوض في وزارة خارجية الإمارات، بمحض المصادفة البحتة، حيث روى أنه قرأ إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم عَلَم خاص باتحاد دولة الإمارات، من الديوان الأميري في أبوظبي، قبل شهرين من إعلان الاتحاد، فتقدم للمسابقة نحو ألف و30 تصميماً، اختيرت ستة منها في ترشيح أولي. ومن ثم وقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعَلَم، الذي استلهم المعينة ألوانه من أبيات الشاعر العربي صفي الدين الحلي: بيضٌ صنائعُنا خُضْرٌ مَرابِعُنا / سودٌ وقائعُنا حُمْرٌ مَواضينا

أنواع مختلفة

تتنوع أنواع عَلَم الدولة ومقاساتها بحسب نوع كل عَلَم كما جاء بالمرسوم الخاص به في القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 1971 وذلك كما يأتي:

* «عَلَم المباني»، وهو علم يوضع إما فوق المباني الحكومية ويكون مقاسه (3 × 1.5) متر، وعلى سارية طولها بين (8 و10) أمتار، أو ينصب أمامها ويكون مقاسهاي 21 متراً، على سارية طولها بين (10 و12) متراً.

«عَلَم السيارة» ويركّب في مقدمة السيارة على يمين السائق، ويكون مقاسه (35 × 25) سنتيمتراً، على سارية طولها 50 سنتيمتراً.

«عَلَم الطائرة» ويوضع على يمين قائد الطائرة، ويركّب عند هبوطها على أرض المطار، ويكون مقاسه (60 × 30) سنتيمتراً على سارية طولها متر واحد.

«عَلَم السفينة» ويرفع على الجزء الخلفي على سارية مائلة للسفينة أثناء وجودها في المياه الإقليمية، وعندما تكون السفينة في البحر، ويجوز رفع العَلَم على عمود في وسط السفينة، ويكون مقاسه (متراً في مترين)، على سارية طولها 2.5 متر.

«عَلَم القاعات» وهو علم يوضع داخل القاعات أثناء المؤتمرات الدولية، أو الاجتماعات الدورية للمنظمات الدولية، ويكون مقاسه (متراً في مترين)، على سارية طولها من 4 إلى 6 أمتار.

«عَلَم المكتب» ويوضع خلف المكتب إلى ناحية اليمين «يمين الجالس إلى المكتب»، ويكون مقاسه متراً في مترين مرفوعاً على سارية طولها 2.5 متر

«عَلَم طاولة الاجتماعات» وهو علم صغيرة الحجم، يوضع على الطاولة أمام رئيس الوفد، ويكون مقاسه 25 في 16 سنتيمتراً، مرفوعاً على سارية طولها 30 سنتيمتراً.

«علم الزينة والمراسم والطوابير» ويوضع على أعمدة الإنارة، أو محاذاة الطرق، فضلاً عن الأعلام الصغيرة التي تحمل عند استقبال ضيوف الدولة، أو في المناسبات الوطنية، وتكون مقاسات أعلام المراسم والأرتال (120 × 95) سنتيمتراً، ويرفع على سارية طولها 2.20 متر، في حين أن أعلام الزينة ليس لها مقاسات محددة، ولكن لا بدّ من مراعاة الأبعاد الخاصة بالعَلَم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/27v7jjzv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"