أسئلة «الميتافيرس»

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

هناك إشارات كثيرة يدركها مستشرفو المستقبل تسهم في سبر التغيير ودوافعه إلا أن  «الميتافيرس» سيحدث نقلة نوعية في مجالات الحياة المختلفة، دامجاً بين الواقعي والافتراضي ومشكلاً مجالاً موازياً للواقع، المحسوس والملموس باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وشبكة ال 5 جي، ما يقدم لنا فرصاً استثنائية لتصميم وبناء «الميتافيرس» الخاص بنا في هذه المنطقة من العالم. لكن ما هي الأسئلة الملحة التي تسبق تبني هذا الفكر؟
طبيعة العمل في هذه العوالم الجديدة إبداعية بدرجة كبيرة وتركز على خلق تجارب محسنة للواقع الحالي، وقد شهدنا نماذج متعددة مثل المنصات الافتراضية والمتنزهات والمعارض الفنية، كما أن أشكال عمل مثل البناء والطب وجدت لها منفذا من خلال تجارب المحاكاة في هذه المساحة الافتراضية، فمثلاً يمكن لمتخصصي الصحة العقلية تصميم جلساتهم العلاجية للعملاء من كل أنحاء العالم، كما يستطيع التجار والمتخصصين تقديم عروض مرئية وإرشاد المستهلكين للخدمات بالصوت والصورة.
هذا النظام يحتاج إلى عناصر مثل البيانات الخاصة بسلوك البشر والبيئات والقوانين، والبنى التحتية كشبكة ال 5 جي وخدمة الميتا والبلوك تشين، والمحتوى المتعدد بلغات كثيرة وأهمها بالنسبة لنا هي اللغة العربية، و قبل ذلك تأتي عقلية تقبل التغيير والتكيف مع متطلباته في مرتبة متقدمة، خاصة إن هناك عقبات قد تمنع الانتقال السلس إلى هذه المرحلة من حياتنا، فالعوالم ذات الأبعاد المتعددة تطرح تساؤلات حول أمن وسلامة وخصوصية المجتمعات، وهناك أسئلة تبدو غريبة يطرحها المستشرفون، وتقع مسؤولية إجابتها على الحكومات الذكية مثل: كيف نتعامل مع بيع الآثار الوطنية باستخدام «إن إف تي» ؟ كيف تتعامل مع قتل توأم رقمي لشخص في «الميتافيرس»؟ كيف نتعامل مع المعلومات المظللة والتطرف؟
«الميتافيرس» سيغير نظرتنا في الحياة ويضعنا أمام المحك عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية والتوازن والدعم الاجتماعي والشعور بالانتماء، وهناك مؤسسات بدأت تنظر بالفعل في إمكانية حل هذه المعضلات الإنسانية كأن تستثمر في التطبيقات التي تحث على التأمل، التي تبدو كاكسسوار مكمل وتجاري بحت، بينما ما نحتاج إليه هو التفتيش عن أساليب هادفة تربط الأفراد ببعضهم، مع تعزيز الانتقال من فكرة «الثقافة المدفوعة بالمكان إلى الثقافة المدفوعة بالإنسان »، دون أن ننسى أن هناك قضايا أخرى مستعجلة مثل: مدى واقعية استفادة أصحاب الهمم والاحتياجات التعليمية الخاصة من «الميتافيرس»، وكيفية إشراك أكثر من ملياري شخص محرومين من ترف الولوج إلى هذه العوالم، ما يعمق الفجوة بين المجتمعات أكثر عن ذي قبل، ويضاعف أسئلة «الميتافيرس».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3ms5k7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"