معرض عابر للحدود

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

حملت الشارقة، منذ البدايات، مسؤولية الاهتمام بالمشهد الثقافي الإنساني، وعملت على إحداث التغيير عبر الثقافة، وإيصال الرسالة الحضارية عبر «معرض الشارقة الدولي للكتاب». 
معرض حقق الكثير من الإنجازات الخالدة، ومنجزات حاضرة في أجيال مختلفة، على مدار أربعين عاماً، ولديه زوار أوفياء، يحرصون على زيارته مراراً وتكراراً كل عام، وينتظرون بشوق هذا الحدث العالمي، وينهلون من العلوم المختلفة بين أروقته، حتى بات جزءاً منهم، ولديهم الكثير من الذكريات الحاضرة في أذهانهم، ومواقف لا تنسى مع كتّاب عظماء صادفوهم، وأحلام بإصدار كتبهم الخاصة، بعد تجربتهم الثرية في عالم الحرف والكلمة. 
كلمة حق في «معرض الشارقة للكتاب» الذي تميز عن باقي المعارض، وحافظ على الصدارة منذ التأسيس وحتى الآن، وتمكن من أن يحتل القلوب والعقول، ويختزل العلم والمعرفة والقيم في تلك الكتب القيّمة. 
عاماً بعد عام ويكبر المعرض، ونشهد ولادة كتّاب جدد، والمشهد المفرح ولادة كتّاب إماراتيين، من مختلف الفئات العمرية، وهذه ظاهرة صحية، لمجتمع يركز على الثقافة والعلم والمعرفة، لنحصد سنوياً قائمة بأسماء كتّاب إماراتيين يصدرون كتابهم الأول، وكتّاب مستمرين بالكتابة، وهذا الأمر يعكس مدى اهتمام الدولة بالثقافة، ومدى حرص الكتّاب على تطوير أدواتهم من أجل الارتقاء بالمحتوى الثقافي الإماراتي. 
الكتب الإماراتية التي تصدر سنوياً لكتّاب إماراتيين تعكس جزءاً من فكر المجتمع الإماراتي وتاريخه وحضارته، وتوثق للأجيال القادمة طبيعة الحياة الإماراتية في السنوات الماضية، وتخلّد مسيرة رجال الوطن، وتحكي عن التحديات التي واجهت فئات من المجتمع، وتسرد قصة الماضي والحاضر والمستقبل. 
الثقافة العربية كانت دائماً حاضرة في تعزيز مكانة التاريخ العربي، وما زالت شاهدة على منجزات الدول، وبالكلمة والحرف في معرض الشارقة التي تزدحم بالمحتوى العربي الأصيل، تعمل على تعزيز ذلك المشهد الثقافي، والاستمرار في تقديم مشاريع ثقافية تعزز مكانة الدول العربية في الثقافة. 
حقق المعرض خلال رحلته التي استمرت على مدار أربعين عاماً رؤية قائد الثقافة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ليصبح المعرض من أهم ثلاثة معارض في العالم، وتصبح المنطقة العربية مساهمة في تعزيز المشهد الإنساني القائم على المعرفة، ولها مكانتها المتقدمة في عالم الكلمة والحرف، وقادرة على توثيق إنجازات الشعوب والأمم، وتسرد حكايات ومنجزات وتحديات مجتمعات، لتنطلق لآفاق مستقبلية جديدة، وتسهم في التنمية والتقدم المعرفي. 
معرض الشارقة للكتاب متميز، ومختلف، وغير تقليدي، وزوّاره أوفياء، ينتظرونه بشغف، وكل عام يبهرهم بالجديد في عالم الثقافة، لتكون رحلة الحروف والكلمات عابرة الحدود، وحاضنة للمبدعين.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8w92hs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"