عادي

«الشارقة للكتاب».. أن تحلق بعيداً

22:57 مساء
قراءة 3 دقائق
4632476
4634858
4634755

الشارقة: عثمان حسن

يفاجأ زائر معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الجديدة، بتصاميم ساحرة تثري البصر، بدءاً من الطريق المؤدي لمقر المعرض، مروراً بجوانب الأرصفة والطرقات والمباني، هذه التصاميم البصرية ترافق الزائر حتى مداخل المعرض، وفي ردهاته، وفي تصاميم أجنحة الدور المشاركة فيه، بحيث يستمتع الزائر بمشاهد خلابة لأول مرة.

تستحق الثقافة مثل هذا الاهتمام، وتستحق أن تتزين الكتب، ومداخل المعرض ومخارجه بما يليق بها من مشاهد بصرية ساحرة، فهو احتفاء بالكتابة، واحتفاء بالكتاب الذي تتناغم بين دفتيه الألوان مع الأشكال، ويفتح على آفاق مهمة ومدهشة للتواصل بين حضارات العالم.

وكما عودنا معرض الشارقة للكتاب، فلا بد أن تحمل كل دورة من دوراته جديداً، من حيث المحتوى الفكري والثقافي، وهي من علامات تميز هذا المعرض الذي يستند إلى مشروع الشارقة الثقافي، وهو مشروع كبير في مضامينه ومرتكزاته وفي الخطط والبرامج التي بدأنا نلمس في السنوات القليلة الماضية جدوى مفاعيلها في الثقافة والفكر.

فإذا تحدثنا عن المحتوى الفكري، لنا أن نعدد الكثير من ملامح هذا المحتوى، ومن ذلك على سبيل المثال استضافة المعرض لرموز عالمية في الفكر والثقافة، وإذا كانت الدورة السابقة للمعرض في 2021 قد استضافت شخصية استثنائية هي الروائي عبد الرازق قرنح، الكاتب التنزاني من أصول عربية يمنية، وهو الفائز بجائزة نوبل «تقديراً لسرده المتعاطف والخالي من أي مساومة ﻵثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات»، فها نحن اليوم مع تكريم شخصية ثقافية سودانية لا تقل تأثيراً، متمثلة بالبروفيسور السوداني يوسف فضل الأكاديمي والباحث المخضرم في تاريخ إفريقيا والسودان على وجه خاص، وهذا بالطبع إلى جانب استضافة المعرض لرموز ثقافية عربية وعالمية من كافة دول العالم.

هذا هو ديدن معرض الشارقة للكتاب، الذي عود جمهوره على مفاجآت ثقافية من العيار الثقيل، ويؤكد في كل عام بروز اسمه في مراتب الثقافة والفكر والتأثير العالمي، ففي الدورة الحالية للمعرض، يمكن للزائر والمثقف أن يجول بين أروقة وأجنحة تشتمل على آلاف العناوين التي يسمع عنها لأول مرة، وهذا جزء من التأسيس الثقافي الذي يعتبر المعرض أحد مرتكزاته المهمة والرئيسية، وأحد تجلياته الكبرى، بدأ هذا التأسيس منذ أزيد من أربعين عاما، وهو تأسيس لا يفصل بين الشكل والمضمون، وإذا تحدثنا عن المحتوى الفكري، فإن ثمة أشكالاً عديدة لهذا المحتوى، ومن ذلك على سبيل المثال التأسيس في موضوع النشر، وهو شكل يصب في المضمون الفكري للمعرض، حيث برعت الشارقة مرة أخرى في ارتياد منصة النشر على المستوى المحلي والدولي، وقد تجسد ذلك بكل تأكيد في ذلك المنصب الرفيع الذي تبوأت فيه الشيخة بدور القاسمي رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين.. هذا المنصب الذي بات فاعلاً حتى أقصى حدوده، فبذلت الشارقة جهوداً استثنائية في ابتكار وسائل وأدوات لتطوير قطاع النشر، ومنها على سبيل المثال، صدور التقرير الذي أعده الاتحاد الدولي للناشرين في عام 2021 بعنوان: «من الاستجابة إلى التعافي تأثير جائحة كوفيد-19 على صناعة النشر العالمية»، وذلك لتعزيز الاستدامة ومرونة قطاع النشر بإثر التحديات الرئيسية التي فرضتها الجائحة على القطاع.

هذا جزء لا يتجزأ من مفاعيل مشروع الشارقة الثقافي، الذي يتجسد في معرضها الكبير، حيث بات النشر الدولي، مظلة ثقافية تحمي وتحفظ الحقوق وتسهم في نماء وتطور الشركات الصغيرة والمتعثرة، وهو فضاء ثقافي بامتياز يحسب للشارقة الذي بات معرضها من أفضل منصات دعم الكاتب والكتاب في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3r39rff2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"