عادي

السبق الإماراتي في حماية الإنسان

22:44 مساء
قراءة دقيقتين
PHOTO-2022-09-22-13-41-12
كبار المواطنين

د. منى تهلك

كما هو معروف فإن بلادنا ولله الحمد، كانت سابقة في مضمار الخدمات والرعاية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع الأكثر حاجة، ومنهم كبار السن؛ بل إنها خصصت لهذه الفئة الكثير من الدعم والمميزات، وسمّتهم كبار المواطنين في دلالة على عمق هذا الاهتمام والرعاية.

وتحول الاهتمام والرعاية لكبار السن في الإمارات إلى قوانين اتحادية واجبة النفاذ، ونتذكر ما أقره المجلس الوطني الاتحادي عندما تبنّى قانوناً يستهدف حماية كبار المواطنين، وتوضيح حقوقهم وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم، والاستقرار الاجتماعي، وقد قامت الحكومة عام 2019 بإقرار هذا القانون. وفي هذا المضمار تم في دبي إنشاء مركز سعادة كبار المواطنين، وهدفه تقديم الخدمات الطبية والاجتماعية والترفيهية، ومختلف الاحتياجات لكبار الموطنين.

هذه الصورة الناصعة النقية لوضع الإنسان بصفة عامة في الإمارات، وكبار المواطنين تحديداً، تجعلنا نلاحظ الهوة الكبيرة عند النظر لأجزاء متعددة من العالم، حيث يعاني كبار السن بشدة. ومع أن المنظمات الدولية تتوقع زيادة فئة كبار السن في العالم ليصل عددهم إلى ملياري إنسان تجاوز سن الستين عاماً، إلا أن الخدمات التي تقدّم لهم لا تتناسب مع السنوات التي أمضوها في خدمة مجتمعاتهم، حيث يتركون دون رعاية أو لا تقدّم لهم العناية الطبية التي يحتاجون إليها. تقول منظمة الصحة العالمية: «إن كبار السن يواجهون تحديات صحية، بدنية ونفسية خاصة، ينبغي الاعتراف بها. أكثر من 20 % من البالغين في أعمار 60 سنة فما فوق، يعانون اضطراباً نفسياً أو عصبياً (ما عدا اضطرابات الصداع)، و6.6% من جميع حالات العجز بين من تجاوزوا ال60 تُعزى إلى اضطرابات عصبية ونفسية.

وهذه الاضطرابات في الفئة السكانية كبيرة العمر تؤدي إلى 17.4% من سنوات العمر التي قضيت مع العجز. وأكثر الاضطرابات العصبية النفسية شيوعاً في هذه الفئة العمرية هي الخرف والاكتئاب، واضطرابات القلق تصيب 3.8% من السكان المسنين».

وهناك جوانب أخرى لمعاناة كبار السن في أرجاء مختلفة من العالم. هذه المراجعة لواقع كبار السن، توضّح أسبقية الإمارات، وصحة رؤيتها عندما بادرت وقدمت برامج تستهدف رفاه هذه الفئة العزيزة علينا، والتي لم تكتف بالتضامن المجتمعي، ومحبة الأهل والأقارب، والاحترام السائد والمنتشر لهذه الفئة، والتماسك الاجتماعي؛ بل إنها دعمت كل هذا بالقوانين، وهذا ما يحتاج إليه الإنسان بصفة عامة، وكبار السن تحديداً: القوانين التي تحميهم وتقدّم الرعاية لهم.

استشاري أمراض نساء وولادة، مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vvudtsw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"