«كوب 27».. من يدفع؟

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

مع انعقاد قمة المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، صدر تقرير جديد عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يحذر من كارثة تدمر البشر، وسبل العيش في كل القارات. هذا التقرير يضاف إلى تقارير أخرى صدرت عن منظمات دولية تدعو دول العالم إلى الإسراع في اتخاذ القرارات الفورية، لوقف الاحترار «لأن منظومة المناخ تنهار»، فيما وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عشية بدء القمة نداء استغاثة، لمواجهة الفوضى المناخية.

وإذ يلتقي حشد من القادة للبحث في التحديات التي تهدد البشرية جراء تأثيرات المناخ، فإن الواقع يقول إن بعض دول هؤلاء، تتحمل مسؤولية أساسية في ما يحصل من كوارث مناخية تضرب مختلف أرجاء المعمورة، مثل الفيضانات المدمرة والجفاف والأعاصير، والحرائق، إضافة إلى ذوبان الصفائح الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، وارتفاع منسوب المحيطات وموجات الحر البحرية، ما يهدد ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن المنخفضة، وخصوصاً في الدول الجزرية المهددة بالغرق إذا ما استمر الوضع كما هو.

هناك دول صناعية مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا تتحمل مسؤولية التلوث الكربوني الذي يضرب العالم، في حين أن الدول الفقيرة غير الصناعية تدفع الثمن، من دون أن تتلقى التعويض المناسب، أو القدرة على مواجهة مصيرها.

تدعو الدول المعرضة للخطر، وبعض الهيئات والمنظمات العالمية، الدول الغنية إلى المبادرة بتعويض الدول المتضررة، وعدم التملص من تحمل مسؤولياتها.

ففي عام 2009 تعهدت الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار سنوياً، لتمويل مشاريع الحد من الانبعاثات الكربونية في الدول النامية، لكن الدول المعنية لم تدفع أكثر من 83 مليار دولار. وقد عارضت الولايات المتحدة والدول الأوروبية فكرة إنشاء صندوق تعويضات للبلدان الأكثر فقراً.

وكان تقرير صدر في يونيو/ حزيران الماضي أشار إلى أن هناك 55 دولة معرضة للخطر تقدّر خسائرها المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الماضيين بنحو 525 مليار دولار، تمثل نحو 20 في المئة من الناتج الإجمالي لها جميعاً، وتشير بعض الأبحاث إلى أن هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار كل عام. فخسائر باكستان الأخيرة مثلاً جراء الفيضانات تقدر ب 10 مليارات دولار.

في الاجتماع التمهيدي لقمة شرم الشيخ تم الاتفاق على «مناقشة» تعويض الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتغير المناخي، ولم يتم الاتفاق على التعويض، بل على «المناقشة» في محاولة جديدة من الدول الغنية التهرب من تحمل مسؤولياتها تجاه عواقب كارثة مناخية، فيما تدفع الدول الفقيرة تداعياتها.

قمة شرم الشيخ أمام تحديات حقيقية، لإنقاذ الكرة الأرضية من مصير يهدد الوجود البشري، ما يفرض أن يرتقي قادة الدول الصناعية إلى مستوى يتجاوز مفاهيم الأرباح الاقتصادية الخالصة على حساب مستقبل البشرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8s3ewj

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"