عادي
افتتاح الشق الرئاسي لمؤتمر شرم الشيخ بحضور 110 من قادة العالم

«cop27» يطلق دعوات جادة لتنفيذ التعهدات بشأن المناخ

01:35 صباحا
قراءة 4 دقائق

وسط حفل كبير، بمشاركة نحو 110 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات وعدد من الشخصيات الدولية، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، فعاليات الشق الرئاسي من الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ «cop27، بشرم الشيخ. وأشار الرئيس المصري إلى «أنه من غير المستحيل تحقيق الهدف من تحمّل المسؤولية في التعامل مع أخطر قضايا القرن وأشدها إلا إذا توفرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة لتعزيز العمل المناخي المشترك، وترجمة ما يصدر من نتائج إلى واقع ملموس».

أكد السيسي أن «قدرتنا كمجتمع دولي، على المضي قدماً، بشكل موحد ومتسق، نحو تنفيذ التزاماتنا وتعهداتنا، وفقاً لاتفاق باريس، إنما هي رهن بمقدار الثقة التي نتمكن من بنائها فيما بيننا، وأنه من الضروري أن تشعر الأطراف كافة، من الدول النامية خاصة في القارة الإفريقية، بأن أولوياتها يتم التجاوب معها، وأخذها في الاعتبار، وأنها تتحمل مسؤولياتها، بقدر إمكاناتها، وبقدر ما تحصل عليه، من دعم وتمويل مناسبين، وفقاً لمبدأ المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، بما يتيح لها درجة من الرضا والارتياح، إزاء موقعها في هذا الجهد العالمي، لمواجهة تغير المناخ».

لا مجال للتراجع

وأوضح «إن ذلك لن يتأتى سوى من خلال تهيئة مناخ من الثقة المتبادلة يكون محفزاً وداعماً، لمزيد من العمل البنّاء، إلى جانب قيام الدول المتقدمة بخطوات جادة إضافية، للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها، في تمويل المناخ، ودعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة، عن تغير المناخ في الدول النامية، والأقل نمواً، على نحو يضمن صياغة مسارات عملية، لتحقيق الانتقال المتوازن نحو الاقتصاد الأخضر ويراعي الظروف والأوضاع الخاصة لهذه الدول».

وأضاف السيسي أن «وجود القادة والزعماء والمسؤولين هو رسالة تأكيد على الاهتمام الذي يولونه لعمل المناخ العالمي، والذي يتسق مع مواقف دولهم، مع عنوان قمتنا وهو: «التنفيذ»، وتوجّه إلى الحضور مناشداً «أن تكون الرسائل إلى العالم رسائل واضحة تتضمن خطوات محددة، لتنفيذ الالتزامات والتعهدات».

وأكد الرئيس السيسي أنه «حان الآن وقت العمل والتنفيذ، وأنه لا مجال للتراجع، أو التذرع بأي تحديات لتبرير ذلك»، مؤكداً أن فوات الفرصة هو إضاعة لإرث أجيال المستقبل، من الأبناء والأحفاد، مشددا على المضي معاً، نحو التنفيذ، ولا شيء غير التنفيذ.

مبادرات طموحة وفعالة

وقدم الرئيس المصري مقترحاً للإعلان عن المزيد من المساهمات المحددة وطنياً ورفع الطموح لخفض الانبعاثات وإطلاق مبادرات طموحة وفعالة، تجمع الفاعلين كافة، حول أهداف واضحة في التكيف والتمويل ومتابعة تنفيذ ما تم إطلاقه من مبادرات في السابق، والانضمام إلى المبادرات الجديدة، والتي تعتزم مصر إطلاقها على مدار أيام المؤتمر، والأهم من ذلك كله، التحلي بالمرونة.وقال إن «العالم يواجه أزمة كبيرة، وهي أزمة الحرب الروسية الأوكرانية». وأوضح السيسي أنه يوجّه نداء من مؤتمر المناخ في شرم الشيخ «لوقف هذه الحرب التي تعاني منها الكثير من الدول»، مشيراً إلى أنه «مستعد للعمل على إنهاء هذه الحرب وإيقافها».

وقال السيسي: «نحن كدول اقتصادها غير قوي.. عانت من تبعات كورونا وتحمّلناها، والآن نعاني أيضاً من هذه الحرب الروسية الأوكرانية.. أرجوكم أوقفوا هذه الحرب».

من جهته، حذّر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أن كوكبنا يقترب بسرعة من نقطة التحول التي ستجعل الفوضى المناخية لا رجعة فيها. وقال، خلال افتتاح القمة، «خلال أيام سيتخطى سكان كوكبنا 8 مليارات نسمة، ويضع هذا الرقم في الاعتبار ما يدور حوله مؤتمر المناخ، لكن كيف سنجيب عندما يسأل أبناؤنا ماذا فعلتم لعالمنا وكوكبنا، ماذا فعلتم عندما سنحت لكم الفرصة؟ وتابع «على مدار الساعة نحن في معركة حياتنا، ونحن نخسر بالفعل، لأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في تزايد مستمر، درجات الحرارة العالمية تستمر في الارتفاع، وكوكبنا يقترب بسرعة من نقطة التحول التي ستجعل الفوضى المناخية لا رجعة فيها، بما يبرهن على إننا نسير على طريقنا السريع نحو جحيم المناخ».

وأكد غوتيريس ضرورة أن نعرف ما يجب القيام به حيال التغيرات المناخية، ولدينا الأدوات المالية والتكنولوجية لإنجاز المهمة، فقد حان الوقت لكي تجتمع الدول من أجل تنفيذ الوعود والتعهدات، حان الوقت للتضامن الدولي في جميع المجالات، والتضامن الذي يحترم جميع حقوق الإنسان، ويضمن مساحة آمنة للمدافعين عن البيئة وجميع الجهات الفاعلة في المجتمع للمساهمة في استجابتنا المناخية. وقال غوتيريس «دعونا لا ننسى أن الحرب على الطبيعة هي بحد ذاتها انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، فنحن بحاجة إلى كل الأيدي على سطح السفينة من أجل عمل مناخي أسرع، وأكثر جرأة، وتظل نافذة الفرص مفتوحة، ولكن يبقى فقط عمود ضيق من الضوء، وسوف ننتصر في معركة المناخ العالمية، أو نخسرها في هذا العقد الحاسم تحت إشرافنا، هناك شيء واحد مؤكد: أولئك الذين يستسلمون سيخسرون بالتأكيد، لذلك دعونا نقاتل معاً، ودعونا نفُز من أجل 8 مليارات فرد من عائلتنا البشرية وللأجيال القادمة. وكان غوتيريس بدأ كلمته بتوجيه الشكر لمصر التي استضافت قمة المناخ ونظمتها بأفضل مستوى، كما وجّه الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الضيافة الحارة والتنظيم الرائع ل «كوب 27». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpjzfhsa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"