دروس «كورونا»

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا تعلّمنا من «كورونا»؟ وكيف غيّرت الجائحة حياتنا؟ 
كانت تجربة جديدة على عالمنا، غريبة ومختلفة، منذ الإعلان عن انتشار الفيروس في العالم، انتشرت معه الشائعات والخوف والقلق، وإجراءات قيّدت حركتنا وحياتنا منذ الوهلة الأولى، وأنظمة جديدة فرضت في العمل والدراسة، وحياة اجتماعية لم نعتد عليها، لنتعلم دروس جديدة.
اليوم تعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت قبل الجائحة، وتعلن الدولة مرحلة التعافي، وإلغاء القيود والحدود، وتبقى دروس «كورونا» كثيرة، وتأثيرها في حياتنا صعباً، خاصة من فَقَد عزيزاً، ومن أصيب ولازمته أمراض أخرى باتت رفيقته، وفقد أحد أعضائه قدرته الوظيفية ليعتمد على الأجهزة، وبات ملازماً للفراش.. تلك الآثار في النفس ستبقى، ونسأل الله معافاة هؤلاء المرضى، ورحمة الأموات، ورزقهم الجنة. 
دروس أخرى لا بدّ من النظر فيها واعتمادها، ولا تختفي مع اختفاء الجائحة، أهمها نظام التطبيب عن بُعد، الذي بدأ يختفي من جديد في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، ونتساءل لماذا ألغي في عدد من العيادات رغم فعالياته، وأثره الجيد في أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعتادون زيارة المستشفى كل ثلاثة أشهر، وأثره الجيد في حركة المستشفى وتسريع تقديم الخدمة للمتعاملين من المرضى، واستمرارية الخدمة تؤدي إلى تحسينها وتطويرها، أيضاً، للاستعداد لأزمات لا قدر الله، فخيار التطبيب عن بُعد من الجيد توفيره لمن يرغب من المرضى، وفي بعض الأقسام لإسعاد المتعاملين وتطوير الخدمة. 
الدرس الآخر، نظام التعليم عن بُعد، الذي واجه الكثير من التحديات، واستمراره يسهم في تحسينه وتطويره، وتدريب الطلبة والمعلمين على توظيف النظام بفاعلية تخدم العملية التعليمية، وغيابه نهائياً يجعلنا نعود إلى نقطة البداية، والتخبّط الذي حدث في بداية الجائحة عند تفعيل النظام في المنظومة التعليمية، ومن الأفضل استمرار تفعيلة يوم الجمعة، خاصة أن بعض الطلبة لا ينتظمون بالدوام الدراسي في هذا اليوم.
والأمر ينطبق على نظام العمل عن بُعد، الذي اختفى في منظومة العمل الحكومي، وكل الدروس التي تعلمناها خلال المرحلة الماضية، ستختفي باختفاء الممارسة الفعلية لنظام العمل عن بُعد، ومن الأجدى تفعيله يوم الجمعة، لتطوير آلياته، وتحسينها، ومعرفة نقاط القوة والضعف، لتكون مؤسساتنا الحكومية دائماً على أهبة الاستعداد للأزمات والطوارئ، خاصة أن النظام أبدى فاعليته ورفع الإنتاجية في عدد من الأقسام. 
ما تعلمناه خلال الجائحة، لا بدّ من توظيفه بطريقة جيدة في حياتنا اليومية، ولا تختفي تلك الممارسات الصحيحة التي كانت سبباً في نجاح دولة الإمارات في إدارة أزمة «كورونا»، وفي الوقت نفسه استمرار تقديم الخدمات على أكمل وجه في القطاعات كافة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n77cfht

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"