الكونغرس في أبوظبي

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يدرك المهنيون والمهتمون بالتحولات الإعلامية أن المستقبل يحمل الكثير من التغيير، ومفتاحه طريقة التواصل التي تفرضها تفضيلات مستهلكي المواد الإخبارية والترفيهية والترويجية المدفوعة بالآلة التكنولوجية، والذين يبدو أنهم سبّاقون إلى تبنّي نماذج الطرح الجديدة؛ بل واستثمارها، لتتحول هواتفهم الذكية إلى محطات إرسال لا تقتصر على استقبال المحتوى؛ بل صناعته، ما يجعل المؤسسات الإعلامية هي الأكثر بطئاً في فهم كيفية عمل صناعة الخبر في البيئات الجديدة. فلماذا نحن بحاجة إلى الكونغرس الإعلامي العالمي؟ وكيف سيسهم في إعادة التفكير في صناعة الخبر؟
تستند الطريقة الكلاسيكية في التعامل مع صناعة الخبر إلى ركائز المرسل والرسالة والمستقبل، وقد ساعدتنا السنتان الأخيرتان على نسيان هذا الماضي عندما هدّدت وجود هذه الصناعة كما عرفناها، وفي المقابل هناك ركائز جديدة تتمثل في الحجم والسرعة والكفاءة، والتي تشكّل منتجاً وليس قيمة معرفية صرفة فحسب، ما يدفع الآلة الإعلامية إلى التحوّل من الطموح إلى القيمة المادية. كما أن استثمار قيمة البيانات الذكية بات توجّهاً لا يمكن تجاهله، خاصة أنه لم يعد حكراً على المؤسسة الإعلامية، حيث تلعب الشركات التقنية الكبيرة دوراً في توجيه دفة العالم وسياساته من خلال احتكارها لهذا الذهب الأزرق، فما يحدث في شركات مثل «ميتا» و«تويتر»، هو أكبر دليل على تسرب هذه القوة من بين يدي عمالقة الصناعة الإخبارية حتى اللحظة.
لقد طرح الواقع الاقتصادي والسياسي المتذبذب أسئلة ملحّة مثل: هل الصناعة الإخبارية رفاهية أم حاجة؟ ما يجعل فكرة إعادة صياغة المحتوى وحدها ليست كافية لسد الفجوة التي أحدثتها الأزمات المتتابعة على ملايين البشر، فقد تغيرت نظرتهم إلى المحتوى بأنواعه، كما أن توقعاتهم العالية باتت تتطلب البحث عن حلول جديدة تحقق مزيداً من التكامل المدعوم بالتجربة والتكنولوجيا. 
أما استفتاءات الرضا التي كانت تنظر إليها المؤسسات المختلفة بوصفها ترجمة لولاء الجمهور، فيجب تجاوزها إلى شيء أكثر عاطفية مثل «الحب»، من خلال القصص التي تخترق الجمهور وتحوّله إلى مشارك في العملية الإعلامية.
إن شعار صياغة مستقبل قطاع الإعلام الذي يرفعه الكونغرس العالمي للإعلام في دورته الأولى هذا العام، بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، خصوصاً بعد أن شهدنا الكثير من التحولات التي تتطلب توحيداً للجهود والأفكار على نطاق عالمي، فحاجة العالم إلى منصة جاذبة للأقطاب كلها على اختلاف التوجهات والأجندات ملحة.
وتأتي خطوة العاصمة أبوظبي في التوقيت المناسب؛ إذ تستضيف أكثر من 8 آلاف زائر، وأكثر من 1200 مشارك من أكثر من 17 دولة من شرق الأرض وغربها، لمناقشة علاقات الأعمال العالمية، وإعادة تصور الشركات، وتمكين الجهات الإعلامية من التكيّف وتحقيق النجاح.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bu6cmek

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"