أعلنت روسيا بدء سحب قواتها من خيرسون، لكن كييف قابلت ذلك بحذر، وقالت إن روسيا تريد تحويل خيرسون إلى «مدينة للموت»، فيما أعلن الجيش الأوكراني استعادته السيطرة على 12 قرية في منطقة خيرسون خلال 24 ساعة.
بدء الانسحاب
أكد الجيش الروسي، أمس الخميس، أنه بدأ بسحب قواته من خيرسون، غداة إعلانه الانسحاب من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، حيث تقع عاصمة المنطقة. وقالت وزارة الدفاع الروسية «تجري وحدات الجنود الروس مناورات باتجاه موقع معد لها على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو، بما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة».
شكوك أوكرانية
وقال الجيش الأوكراني إنه لا يمكنه بعد تأكيد انسحاب القوات الروسية من خيرسون. وقال الجنرال أوليكسي جروموف، ، إن القوات الأوكرانية لم تدع خياراً للقوات الروسية إلا الانسحاب. وأضاف «ولكن في هذه اللحظة، لا يمكننا تأكيد أو نفي المعلومات المتعلقة بما يسمى انسحاب القوات الروسية من خيرسون. سنواصل عملياتنا الهجومية وفقاً لخطتنا».
وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت «إنهم ينسحبون ولكن ليس بالقدر الذي يمكن أن يحدث إذا كان انسحاباً كاملاً أو إعادة تنظيم». وأضاف «في الوقت الحالي لا نعرف نواياهم... هل سيخوضون قتالاً معنا ويحاولون التمسك بمدينة خيرسون؟ إنهم يتحركون ببطء شديد».
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء أمس الأول الأربعاء«العدو لا يعطينا هدايا ولا يُظهر «بادرة حسن نية»، يجب أن نكسب كل شيء». وقال ميخائيلو بودولياك، المستشار السياسي لرئيس أوكرانيا الخميس، إن روسيا تريد تحويل خيرسون إلى «مدينة للموت». واتهم، روسيا بزرع الألغام في كل مكان، بدءاً من الشقق السكنية، وحتى الصرف الصحي، والتخطيط لقصف خيرسون من الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
جريمة حرب
أعلن الجيش الروسي، أمس الأول الأربعاء، إجلاء 115 ألف شخص من الضفة اليمنى إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبرو. واتهمت منظمة العفو الدولية، أمس الخميس، روسيا بارتكاب ما يمكن أن يعتبر «جرائم ضد الإنسانية» بنقلها مدنيين أوكرانيين قسراً إلى أراضيها، أو إلى مناطق خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا .
مقتل 160 جندياً
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، مقتل أكثر من 160 جندياً أوكرانياً، وإسقاط مقاتلة من نوع «سو-25» ومروحية تابعتين للقوات الأوكرانية. وقالت الوزارة إن القوات الروسية أحبطت محاولة هجوم أوكرانية على محور كراسني ليمان بدونيتسك، وتم القضاء خلالها على نحو 70 عسكرياً أوكرانيا. كذلك قضت على أكثر من 90 عسكرياً ومسلحاً أوكرانياً في اتجاه كوبيانسك.
استرداد 12 قرية
استعاد الجيش الأوكراني 12 بلدة في منطقة خيرسون، على ما أعلن، أمس الخميس، قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني. وقال عبر تلغرام «تقدّمت وحدات من قوات الدفاع سبعة كيلومترات، مسيطرة على ستّ بلدات في اتجاه بيتروبافليفكا-نوفورايسك»، مشيراً إلى أن الجيش الأوكراني استعاد أيضاً «السيطرة على ستّ بلدات باتجاه بيرفومايسكي-خيرسون»، أي إجمالي ما يزيد على 260 كيلومتراً مربّعاً.
وقالت القوات الأوكرانية، أمس الخميس، إنها استعادت السيطرة على بلدة سنيهوريفكا في منطقة ميكولايف جنوب البلاد من قبضة القوات الروسية. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة اللقطات، كما لم تؤكد وزارة الدفاع الأوكرانية استعادة البلدة.
ردود فعل
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس الخميس، أنه يراقب كيفية انسحاب الروس من منطقة خيرسون، معتبراً أن الانسحاب، إذا تأكّد، سيشكّل «نصراً جديداً لأوكرانيا». وقال ستولتنبرغ بعد محادثات أجراها مع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني في روما «علينا مراقبة تطور الوضع على الأرض في الأيام المقبلة. لكن من الواضح أن روسيا تحت ضغط كبير، وإذا غادرت خيرسون، سيشكّل ذلك نصراً جديداً لأوكرانيا». ورأى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن «هذا دليل على أنهم يواجهون مشاكل حقيقية (...) روسيا والجيش الروسي». وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، إن قرار روسيا سحب قواتها خطوة إيجابية.(وكالات)
