تحدٍّ بلا خاسرين

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

هل هناك مجد كمجد القراءة؟ سؤال يحمل بين طيّاته معانيَ عميقة، ومفاهيم تصف حال المجتمعات والشعوب؛ إذ إن المطالعة قيمة من القيم، فإذا اكتسبتَها فستنعم بالتقدم والازدهار، وإذا خسرتها فستشقى لجهلك بها، ونقولها صراحة، إن القراءة مجد لا يضاهى.
تحدي القراءة العربي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منذ 6 سنوات، بات محفلاً معرفياً عالمياً، يتسابق إليه أبناء العرب بالملايين في الداخل العربي وخارجه، وقفزت الأعداد في سباق المطالعة إلى 79 مليوناً، من ربوع العرب، لنجد تجسيداً واقعياً لإنجازات لا تعرف الآلاف.
هل تعلم أن 97% من المشاركين في التحدي، لديهم مهارات البحث عن المعرفة من المصادر الموثوقة، و94% منهم زاد شغفهم وارتباطهم بالمطالعة، وبات لدينا أجيال تقرأ وتبدع وتنافس، وكأن التحدي طوق نجاة ينقذ مستقبل أجيال العرب من ظلمة الأمية وظلام الجهل، ويروي الظمأ المعرفي للشعوب والمجتمعات.
التحدي.. مبادرة غير اعتيادية؛ إذ إنها تعدّ فرصة حقيقية، نعيد بها أمجاد العرب، وتعتبر فرصاً متجددة لتمكين لغة «الضاد»، وتعزيز مكانتها في المجتمعات وبين شعوب العالم. نعمْ، لقد صنع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حضارة العرب من جديد.
شام البكور، البطل الجديد لتحدي القراءة العربي 2022، تعدّ حالة استثنائية تستحق الدراسة، فقد حققت الفوز ثلاث مرات، الأولى عندما واجهت ببراءتها الظروف الحياتية الصعبة التي عاشتها مع والدتها، لتتألق وهي طفلة في السابعة من عمرها وتتغلب على 61 ألف منافس في سوريا، واليوم يحتفي بها العالم بعد تفوقها على 22 مليون مشارك في تحدي هذا العام.
في الواقع أن مكتسبات التحدي لا تعدّ ولا تحصى، ولا تكفيها هذه السطور، ولكن شام البكور، تعدّ أبرز إنجازاته ومكتسباته، ذلك التحدي الذي يبحث في أعماق أوطاننا العربية، ليكتشف المبدعين والنوابغ من هنا وهناك، من دون الالتفات لأعمارهم، وهنا وجب النداء لحث بلداننا على المشاركة بفاعلية في البحث، والمحافظة على المكتسبات، فكل عام يهدينا التحدي بطلاً جديداً من النوابغ.
سباق المطالعة.. تحدٍّ بدون خاسرين، فالجميع فائزون، والقراءة حصيلة ثقافية ومعرفية لا يستهان بها، ويكفي أن لدى الوطن العربي الآن 22 مليون قارئ قادرين على إيصال رسالة العلم والمعرفة إلى جميع الأرجاء، نبارك من القلب للفائزين هذا العام، ونترقب نوابغ جدداً في النسخ القادمة لتحدي القراءة العربي، الذي يعدّ تاج مشاريع الأمة العربية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3s5uyxba

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"