عادي

«ليالي الفن 14» في المركز المالي العالمي مشهد سريالي ممتع يرفع شعار الاستدامة

19:43 مساء
قراءة 3 دقائق
عارف أميري يتحدث ل«الخليج» عن تطور فعالية الفن في المركز المالي العالمي (تصوير يوسف الأمير)
جولة على المجسمات المعروضة ضمن «ليالي الفن» (تصوير يوسف الأمير)
جانب من الجولة على المعروضات (تصوير يوسف الأمير)
جانب من الجولة على المعروضات (تصوير يوسف الأمير)
  • د. مريم كتيت: تجربتي في الفن ارتبطت بمهنتي طبيبةً لهذا أبحث في موضوع التشافي بالفن
  • عارف أميري: نحن فخورون جداً بوجود هذا العدد الكبير من الفنانين المبدعين هنا بدبي

دبي: زكية كردي

كثيفة تلك الحالة الوجدانية التي تعيشها أثناء التجول بين أروقة وممرات مبنى البوابة في المركز المالي العالمي في أمسيات «ليالي الفن» بدورتها ال14، وكأنك داخل مشهد في فيلم سريالي ممتع، تنتقل بين عوالم متقاربة، ومتعددة، تلج إلى الميتافيرس، لتنتقل بعدها إلى تأمل تلك الحروف وهي تصير وروداً، أو لوحة تراقص الريح، بالقرب منها ثمة ورود وجدائل تحمل حكاية حزينة وحقيقية جداً، وأنت تحاول أن تخزن كل تلك التفاصيل المؤقتة والكثيرة، التي مرت خلال يومي 10 - 11 نوفمبر الجاري، لتذكرنا بأن الفن وجد لغير العالم، وترفع شعار «الاستدامة» لتمنحه وجهاً مختلفاً وحيوياً.

1
د. مريم كتيت (تصوير يوسف الأمير)

واستضافت أمسيات «ليالي الفن» في مركز دبي المالي العالمي، لأول مرة، حلقة نقاشية تحت عنوان «الاستثمار في الفن»، وبحضور جماهيري لافت، أدار نقاشاتها متخصصون مرموقون في مجال الفن أمثال- ميغان كيلي هورسمان، المدير التنفيذي لدار «كريستيز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وجايلز ديلان، الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة «أوبرا غاليري»، وسيلفان بي غالاند، مدير «أوبرا غاليري».

وخلال هذه النسخة من أمسيات «ليالي الفن» في مركز دبي المالي العالمي، استضافت دار «كريستيز» معرضاً لكلود وفرانسوا- كزافييه لالان، بينما استعرضت «أوبرا غاليري» قطعاً فنية تم عرضها سابقاً في المتاحف، كما مُنح الزوار فرصة القيام بجولة في المعرض تحت شعار «أعمال استثنائية من أساتذة معاصرين وفن معاصر».

الصورة

تشكيلات حروفية

تنمو الحروف العربية وتتقارب أوراقاً وردة تتفتح، تتداخل حدود الأرجواني والأحمر في مجسم الفنان شبير أحمد بير، ويقول: «أردت من خلال هذا العمل أن أجسد وظيفة اللغة والحوار في إضفاء قيمة روحية عظيمة على حياة الناس، عندما يكونوا منفتحين على الآخر، بثقافتهم ومخزونهم العاطفي والثقافي».

الصورة

بالقرب من المجسم، كان هناك آخر لعقيل أحمد، فنان الحروفيات، خرج فيه عن أعماله المعتادة داخل حدود اللوحة والجدار، ليشكل هذه المخطوطة المنفعلة كالريح بتشكيلات الخط غير المستقرة، ويثبتها تكويناً بلحظة توحي بحالتها الحركية، كأنها صورة التقطت للوحة تتراقص مع العاصفة.

حتى الصدأ كان له وظيفة جمالية في مجسم الفنان أناشار بصبوص، الذي جاء على شكل مجسم كروي مسطح تصفه الأيمن كان عبارة عن كتلة متناغمة من الحروف التي تبدو كأنها خرجت من أسر العتمة بدأت تتدافع بكثافة، لكن بتشكيل جميل جعلها تبدو أقرب إلى كائنات حيوية تتدافع اتجاه الضوء غير آبهة بالصدأ.

الصورة

التشافي بالفن

في عرض تفاعلي قدمته الفنانة د. مريم كتيت لإتاحة الفرصة للزوار ليجربوا التجول في عالم الميتافيرس، من خلال تجربة حية ومباشرة للتأمل في لوحتها المعروضة أيضاً في الواقع، والتي أتاحت لهم المشاركة فيها وإضفاء لمستهم الخاصة عليها، وتقول: «تجربتي في الفن ارتبطت بمهنتي الأساسية طبيبةً، لهذا كنت مهتمة بالبحث في موضوع التشافي بالفن، وهذا ما أسعى لتعريف الناس عليه من خلال هذه التجربة الحية من خلال جعلهم يجربون العيش داخل اللوحة والاقتراب من الفكرة ذاتها».

أما مجسمات الفنانة ليني كايلد الطفولية، فتعتبر حالة مثيرة جداً للاهتمام بفضل قدرتها على التعبير بتجسيد لقطة جزئية تقتصر على الأطراف فقط، الأرجل واليدين، في وضعية اليوغا، حيث تبرهن الفنانة على أهمية لغة الجسد وقدرته على قول الكثير عندما يغيب الوجه عن المشهد.

أخيراً، كان لا بد من الوقوف طويلاً والتأمل في العرض الحي الذي قدمته الفنانة أساري ابراهيمبور «الميت حياً»، حيث وزعت العديد من الزجاجات المملوءة بسائل أحمر للدلالة على الدم، يروي الجدائل الممتدة خارج الإناء والورود البيضاء بدلالة للعلاقة بين المرأة والسلام والجمال، وكأنها أرادت أن توصل رسالة تقول فيها أن ليس للجمال أثر إلا الجمال، فالمرأة حتى في ثورتها تخلق الجمال والسلام وتليق بها الحرية، وكانت الرسالة الأجمل التي حملها العرض هو ما كتبته بالدم على الخلفية البيضاء للمشهد، «لماذا وجد الفن؟.. إنه موجود ليغير العالم».

عن حيوية المشهد الفني في المركز المالي العالمي، وتطور فعالية ليالي الفن، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «كنا حريصين دائماً على تطوير مجال الفن والإبداع في مركز دبي المالي العالمي، واليوم وصلت فعالية ليالي الفن إلى نسختها الرابعة عشرة، وما زالت محافظة على هدفها الرئيسي باستقطاب المواهب الفنية الموجودة في المنطقة لإبراز مالديهم»، مضيفاً: «نحن فخورون جداً بوجود هذا العدد الكبير من الفنانين المبدعين هنا بدبي، وحريصون على متابعة مواضيعهم ودعمهم لتحقيق نجاحاتهم حالياً وفي المستقبل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2jzd9n88

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"