عادي
تداعيات «تويتر» و«إف تي إكس» و«ميتا»

أسبوع سيئ لـ «عباقرة السوق».. أين أخطأوا؟

22:59 مساء
قراءة 3 دقائق
جرافيك
دبي: هشام مدخنة

من إفلاس «إف تي أكس»، والسقوط المدوي لملياردير العملات المشفرة، سام بانكمان فرايد، إلى الفوضى التي لم تعد «خلّاقة» في «تويتر»، مروراً بالتسريحات الوظيفية الحاصلة في ميتا، شهد عباقرة الرأسمالية الأفراد أسبوعاً سيئاً للغاية.

قال جيفري سونينفيلد، أستاذ الإدارة بجامعة ييل: «من دون شك، سام بانكمان عبقري، ولكن الأمر الصعب هو وجود شخص قادر على الضغط عليه وطرح الأسئلة. فعندما يطور هؤلاء أحد نماذج الإمبراطورية الحديثة، هم في الحقيقة لا يخضعون للمساءلة».

في الأثناء، يرى إيلون ماسك، أن قراراته المفاجئة في «تويتر»، والمتبدلة في بعض الحالات، منذ توليه إدارة منصة وسائل التواصل الاجتماعي وحتى الآن «ليست مملة». لكن في الواقع، كشفت تلك القرارات الصاخبة عن نوع قضايا حوكمة الشركات التي كثيراً ما تتكرر على نحو يضر بالمساهمين.

قليلون قد يشككون في عبقرية إيلون ماسك، أو مارك زاكربيرغ، لكن القليل منهم أيضاً من يضع هذه الشخصيات في نفس الخانة مع العديد من الشركات التي فشلت بشكل مذهل، على الرغم من أنهم يشتركون في الارتباط نفسه ، وهو السماح لهؤلاء بالعمل والسيطرة من دون إشراف كافٍ من الشركات نفسها.

وبهذا الصدد قال سونينفيلد: «من الحكمة اليوم التحدث عن شركات سقطت من القمة مثل «ثيرانوس»، أو«وي ورك»، أو«غروبون»، أو«ماي سبيس»، أو«ويب إم دي»، أو«نابستر»، لأن العديد منها لم تكن تملك حوكمة مناسبة، ولم يكتشف (عبقريوها) كيف يحققون الأفضل لهم ولشركاتهم، أو كيف يديرون عبقريتهم».

مساءلة الرئيس

في حالة سام، الذي استقال من منصب الرئيس التنفيذي لمنصة «إف تي إكس» للعملات المشفرة، التي تقدمت قبل يومين بطلب للإفلاس وفقاً للفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي، أشار سونينفيلد إلى عدم وجود مجلس إدارة قادر على طرح أسئلة جوهرية في الوقت المناسب على الرئيس التنفيذي.

وزاكربيرغ مثال آخر على ذلك. فعندما أعلنت «ميتا» العام الماضي أنها ستحول تركيزها إلى عالم الميتافيرس، وقف أعضاء مجلس الإدارة عاجزين تماماً أمام قرارات الرئيس التنفيذي الشاب. والنتيجة اليوم، سرّحت «ميتا»، أو فيسبوك، 11 ألف موظف لديها، الأسبوع الفائت، وأعلنت تجميد التوظيف حتى تفرغ من مكافحة انخفاض الإيرادات وزيادة الإنفاق على رهانها المتمثل بالميتافيرس، والذي قال عنه زاكربيرغ نفسهن إنه قد لا يؤتي ثماره لعقد من الزمان.

ولم تكن أسهم «تيسلا» بمأمن من تداعيات استحواذ عقلها المدبر إيلون ماسك على شركة «تويتر». حيث انخفض سهم صانعة السيارات الكهربائية العملاقة، يوم الخميس الماضي، بعد أن أخبر ماسك موظفي «تويتر» أنه باع أسهماً في تيسلا مقابل «إنقاذ» منصة التواصل الاجتماعي. ما دفع بعض المحللين في «وول ستريت» إلى القول إن «تويتر» باتت تمثل الآن خطراً تجارياً على تيسلا، مزيلين السهم من قائمة اختياراتهم المفضلة.

تجدر الإشارة إلى أن ماسك وزاكربيرغ يشرفان على شركتين تبلغ قيمتهما نحو تريليون دولار. ومع ذلك، فقدت كلتاهما الآن جزءاً كبيراً من قيمتها السوقية إثر انخفاضات الأسهم الناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل، من ظروف الاقتصاد الكلي إلى المخاطر الخاصة بالقطاع، وإعادة تقييم الشركات ذات النمو المرتفع، لكن أهم تلك العوامل كان قرارات القيادة الفردية أو «العبقري الواحد».

القائد والشريك والمدير

تُظهر أبحاث السوق أن المؤسسين يمكن أن يشكلوا مخاطر مالية على قيمة الشركة التي يديرونها بمرور الوقت. ووجدت دراسة من «هارفرد بزنس ريفيو»، قيّمت الأداء المالي لأكثر من 2000 شركة عامة، أن الشركات التي يقودها رؤساء تنفيذيون (مؤسسون وشركاء) بدأت قيمتها السوقية تنخفض بالفعل بعد ثلاث سنوات فقط. وبالتالي تحتاج الشركات التي يقودها عباقرة منفردين إلى حوكمة قوية، أولاً وقبل كل شيء، فوجود ضوابط وتوازنات مضمّنة، ومجلس إدارة لديه خبرة ميدانية وقدرة على مراقبة جدول المهام المضغوط أمرٌ بالغ الأهمية للسماح لهذه الشركات بالعمل مع أقل قدر ممكن من الأخطاء الفادحة والمكلفة.

ومع ذلك، هذا لا يعني أن السوق ليس بحاجة إلى عباقرة، وهنا يضيف سونينفيلد: «بالتأكيد، نحن أفضل حالاً في هذا العالم مع إيلون ماسك، مثلما هو الأمر مع مارك زاكربيرغ. لكن لا يمكن أن يكونا وحدهما». مشيراً إلى ضرورة توجيههما من قبل أشخاص آخرين ومجالس الإدارات لاستخلاص أفضل ما لديهما، وعدم السماح بتطوير إحساس «الإمبراطورية التي لا تُقهر» لديهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/pmdhydfu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"