عادي
أرباح قوية وسيولة ساخنة

الأسهم الإماراتية تعيش مرحلة ذهبية بدعم الاكتتابات النشطة

23:00 مساء
قراءة 6 دقائق
أبوظبي: مهند داغر

تشهد أسواق الأسهم الإماراتية تهافتاً كبيراً من المستثمرين سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات، على الطروحات الأولية للشركات التي اشتدت وتيرتها خلال العام الجاري، حيث لوحظ وجود نقلة نوعية في عددها، كما أن العديد منها عاد ليزيد من حصته المطروحة.

ويرى خبراء الأسهم أن جميع هذه الطروحات كانت ناجحة بنسب كبيرة من حيث تغطية الاكتتاب ومن ناحية الإدراج وأداء السهم في السوق، لاسيما وأن الأسواق نجحت في اختيار شركات متميزة من حيث الأداء المالي القوي والنشاط التشغيلي.

أكد الخبراء عبر منصة «الخليج» أن هذه التجارب والأرباح المحققة ستدفع المستثمرين للمشاركة بقوة في الاكتتابات المقبلة، والتي لا تقل أهمية عن سابقاتها، وهي فرصة استثمار ذهبية لعموم المستثمرين.

وقالوا: «إنه من الملاحظ بشكل كبير لدى بنوك الاكتتاب وشركات الوساطة، إقبال المكتتبين بشهية كبيرة على الطروحات الجديدة من المستثمرين الحاليين ومستثمرين جدد، في حين أن المستثمرين استفادوا من ارتفاع الأسعار وارتفاع حجم السيولة وتنوع الشركات المدرجة لفتح خيارات كثيرة وعديدة أمام المستثمر».

وشددوا على أن المستثمرين يبحثون دائماً عن الاستقرار لاستثماراتهم على المدى الطويل، وهي ميزة تتمتع بها دولة الإمارات، بالنظر إلى الأداء القوي لشركاتها، مع توقعات بأن تظل الأسواق الإماراتية في نسق تصاعدي خلال الربع الأخير من العام الجاري، نظراً إلى ارتفاع أسعار النفط والنمو الاقتصادي القوي، إضافة إلى بدء موسم السياحة.

طروحات متميزة

أكد إياد البريقي، رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة «الدار للأسهم والسندات» أن طروحات الشركات الجديدة لا تزال في أوجها في الأسواق الإماراتية، وجميع هذه الطروحات كانت ناجحة بنسب كبيرة من حيث تغطية الاكتتاب ومن ناحية الإدراج وأداء السهم في السوق.

1
إياد البريقي

وأشار البريقي إلى أن الأسواق نجحت في اختيار شركات متميزة، لديها أداء مالي قوي ونشاط تشغيلي فعال أدى إلى تهافت الطلب عليها من قبل المؤسسات والأفراد.

واعتبر البريقي هذه الإدراجات استثماراً ناجحاً وفعالاً لكل الشرائح لما حققته من أرباح رأس مالية جيدة جداً، وربما مضاعفة خلال فترة أيام قصيرة، فجميع الطروحات التي تمت خلال العام الحالي فاق سعر السوق سعر الطرح بنسب ممتازة حققت أرباحاً مميزة للمشاركين في الاكتتاب، بينما من الملاحظ بشكل كبير لدى بنوك الاكتتاب وشركات الوساطة تهافت المكتتبين بشهية كبيرة على الطروحات الجديدة من المستثمرين الحالين ومستثمرين جدداً.

وقال: إن هذه التجارب والأرباح المحققة ستدفع المستثمرين للمشاركة بقوة في الاكتتابات المقبلة، حيث إننا موعودون في طرح شركات قوية وضخمة خلال الربع الأخير من هذا العام مثل.

وأفاد البريقي بأن مثل هذه الاكتتابات تمثل فرصة استثمار ذهبية لعموم المستثمرين بغض النظر عن نسبة التخصيص، وإن كانت أحياناً متدنية أمام شريحة الأفراد خاصة، أنها أصبحت تعتبر فرص ربح حقيقية ومضمونة وسريعة، حيث حاولت الشركات الجديدة في عدة حالات سابقة كما شاهدنا زيادة حجم الطرح لتغطية الجزء الأكبر من الطلب على الاكتتاب.

وأضاف أن مما لا شك فيه أن الحالة الصحية والأداء المميز التي تمر بها أسواق الدولة، لها الأثر الكبير والمساهمة الكبيرة في نجاح إدراج الشركات الجديدة، التي تزيد من القيمة السوقية وعمق السوق، في حين أن المستثمرين استفادوا من ارتفاع الأسعار وارتفاع حجم السيولة وتنوع الشركات المدرجة لفتح خيارات كثيرة وعديدة أمام المستثمر.

وتوقع البريقي أن يزيد النشاط في الربع الأخير من العام الجاري في ظل سيولة الشركات التي ستنضم إلى الأسواق ومع بدء موسم السياحة وكأس العالم، ما يبشر بأداء مميز وقوي وفرص استثمارية حقيقية، وأيضاً في ظل الأداء الجيد للشركات الحالية في الأسواق.

نقلة نوعية

وقال فيجاي فاليشا، رئيس قسم الاستثمار في «سنشري فاينانشال»: «يرجع التوجه الكبير والطلب المتنامي على الاستثمار في سوق الأسهم في الإمارات بسبب العديد من القوانين والتشريعات الجديدة التي شجعت المستثمرين على الاستثمار، مع رفع سقف التملك الأجنبي للشركات، وإضافة أسهم الشركات إلى المؤشرات العالمية مثل «MSCI» و«FTSE Russel»، ما أدى إلى تحسن مستويات السيولة، في ظل إدراج شركات قوية.

1
فيجاي فاليشا

وأضاف فاليشا أن المستثمرين يبحثون دائماً عن الاستقرار في استثماراتهم على المدى الطويل، وهي ميزة تتمتع بها دولة الإمارات، بالنظر إلى الأداء القوي لشركاتها، في وقت أحدثت الاكتتابات الجديدة في الإمارات نقلة نوعية، مع وصول أبرز هذه الشركات إلى سوق الاكتتاب العام هذا العام، وكانت في معظمها حكومية، أو شبه حكومية، وهي تعتبر ملاذاً آمناً للاستثمار وسط الاضطرابات الناجمة عن الطاقة في أماكن أخرى من العالم.

واعتبر فاليشا أن هذه الاكتتابات تعكس استراتيجية ذكية لأنها ترفع أيضاً مكانة الأسواق المالية وتتوافق بشكل جيد مع خطط سوقي أبوظبي ودبي الماليين لتحقيق رأس مال سوقي يتجاوز 6 تريليونات درهم في، كلا السوقين.

ملاذ آمن

وأكد فاليشا، أن أسعار النفط المرتفعة عززت من فرص النمو الاقتصادي في الإمارات، على اعتبار أن السوق الإماراتي يعد ملاذاً آمناً للاستثمار وسط الاضطرابات العالمية في الأصول المالية، ومع احتمال وجود فرضية حصول النفط على علاوة جيوسياسية لائقة على المدى القريب، فمن المرجح أن تبقى الأسعار مرتفعة.

ولفت إلى أن الشركات المدرجة الجديدة، فتحت باب الاستثمار وشجعت على تدفق المستثمرين الدوليين على اعتبار أن أسعار أسهم الإمارات لا تزال جاذبة، مع التنويه بأنه ومنذ بداية العام، يعد مؤشر «فوتسي سوق أبوظبي» العام سابع أفضل مؤشر أداء بنسبة 22.53 %.

ونوه فاليشا، بأن صندوق النقد الدولي أشار إلى أن النمو الاقتصادي للإمارات في العام الجاري بلغ 5.1٪، و 4.2٪ في عام 2023 و3.6٪ في عام 2024، مؤكداً أن هذه الأرقام مرتفعة إذا ما قورنت بالاقتصادات العالمية، والتي من المرجح أن يكون لها تأثير إيجابي في الشركات الإماراتية المدرجة.

ويرى فاليشا أن القطاع المصرفي الإماراتي تبنى آليات مرونة جديدة لمواجهة آثار الوباء العالمي، بما في ذلك الرقمنة وحوكمة الشركات واستراتيجيات إدارة المخاطر التي عززت أسهمها، حيث أدى ارتفاع مستوى الرقمنة إلى خفض تكاليفها وزيادة أرباحها.»

استمرار الزخم

توقع الخبير المالي طارق قاقيش استمرار نشاط الطروحات العامة نتيجة عوامل عدة، منها: النمو الاقتصادي المدعوم بأسعار النفط المرتفعة ووجود سيولة مرتفعة أيضاً، إضافة إلى الخطط الحكومية بدعم الأسواق المالية من حيث التشريعات والإدراجات الجديدة، مع طرح العديد من الشركات المملوكة للحكومة للاكتتاب العام في وقت حذت الشركات الخاصة حذوها أيضاً.

1
طارق قاقيش

وأكد قاقيش أن نوعية الشركات المطروحة ساعدت المستثمرين في تحقيق عوائد مجزية بعد عملية الإدراج، وهذا من أهم العوامل التي كانت تؤرق المستثمرين في الطروحات القديمة، إلا أننا نلحظ الآن سيولة مرتفعة خاصة في سوق أبوظبي، وبالتالي زاد الاهتمام، ورأينا عملية تغطية للاكتتابات بعدة مرات، وهذا يشير إلى وجود ثقة بالأسواق.

ولفت إلى أنه في فترات سابقة شهدنا انعداماً بالثقة في السوق، نتيجة وجود شركات عانت أزمات مالية، إلا أن القوانين الجديدة التي حصلت تعتبر نقطة جاذبة للمستثمرين، وأدت إلى تحفيز الاستثمار في الأسواق.

وبين قاقيش أن المشاكل السابقة لبعض الشركات المدرجة أصبحت من الماضي، مع الطفرة الحالية التي تشهدها الأسواق على صعيد السيولة والقيمة السوقية للشركات ونوعية هذه الشركات.

قفزة السيولة

وتوقع أرون ليزلي جون كبير محللي السوق لدي «سنشري فاينانشال»، أن تظل الأسواق الإماراتية مزدهرة في الربع الأخير من العام الجاري، نظراً إلى ارتفاع أسعار النفط والنمو الاقتصادي القوي، إضافة إلى بدء موسم السياحة، واستضافة قطر لكأس العالم 2022.

1
أرون ليزلي

وشدد ليزلي جون على أن الطلب القوي على الاكتتابات العامة الأولية في الإمارات دليل على اهتمام شركات الاستثمار بالدولة، في ظل الظروف الدولية الصعبة هذا العام.

وكشف ليزلي جون أن متوسط القيمة المتداولة اليومية للأسهم في مؤشر«فوتسي سوق أبوظبي» العام ارتفع من 313 مليون دولار(1.15 مليار درهم) في عام 2021 إلى 417 مليون دولار(1.53 مليار درهم) في عام 2022. ليكون متوسط الحجم اليومي للتداول لعام 2022 هو 906.49 مليون درهم مقارنة ب 743.76 مليون العام الماضي.

ومن ناحية أخرى، شهد مؤشر سوق دبي للأوراق المالية قفزة في متوسط قيمة التداول اليومية إلى 314.8 مليون درهم العام الماضي، وهذه الزيادة في متوسط الحجم هي دلالة على إدراج المزيد من الشركات الكبيرة في المؤشر.

السياحة

وتوقع أرون انتعاشة كبيرة ستشهدها الإمارات، خاصة مع بدء موسم السياحة والتأثير الإيجابي الذي سينتج عن استضافة قطر لكأس العالم 2022، في وقت تجاوزت عائدات السياحة الإماراتية 5 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام الجاري.

وأضاف: «تشهد الفنادق في دبي بالفعل زيادة في الطلب، وأظهر مسح أجري سابقاً أن معظم المسافرين اختاروا الإمارات لتكون وجهتهم السياحية لهذا العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ytujc62r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"