عادي
المستودعات ممتلئة بسبب تراجع شهية الاستهلاك

تكدس الحاويات يضرب قطاع الشحن البحري مجدداً قبيل الأعياد

22:46 مساء
قراءة 3 دقائق
تراكم حاويات الشحن بميناء إليزابيث في نيوجيرسي

إعداد: هشام مدخنة

واجه العالم تراجعاً كبيراً بقطاع الشحن في ذروة الوباء، إلا أن القطاع يرزح حالياً تحت أزمة تكدس الحاويات داخل المستودعات والموانئ، بسبب تراجع شهية الاستهلاك والطلب العالمي، بفعل التباطؤ الاقتصادي العالمي المتوقع.

وقال كريستيان رويلوفز، الرئيس التنفيذي لمنصة الحاويات اللوجستية «كونتينر إكستشينج»: «لا توجد مساحة كافية في المستودعات لاستيعاب جميع الحاويات، ومع إطلاق المزيد من مخزون الحاويات في السوق، سيكون هناك مزيد من الضغوط خلال الأشهر المقبلة».

أخبر أندريا مونتي، رئيس شركة «سوجيس» الإيطالية لاستيعاب الحاويات، منصة الحاويات اللوجستية «كونتينر إكستشينج»، أن مستودعاته ممتلئة بالفعل. قائلاً: «إن مستودعنا في ميلانو متوقف تماماً عن العمل لتكدس الحاويات، والأحجام بازدياد إلى حد أننا لم نعد قادرين على استقبال طلبات جديدة في بعض المواقع».

وأضاف مونتي بأن موسم ذروة شحن البضائع، كأعياد الميلاد على سبيل المثال، قد لا يحدث هذا العام، وأن تجار التجزئة قلقون بشأن المستوى العالي للمخزونات العالقة في مستودعاتهم. مشيراً إلى أن أننا قد نرى تباطؤاً في الطلبات الجديدة مرة أخرى، حيث تتكيف الشركات مع أوقات تسليم أكثر كفاءة لتسليم الشحنات البحرية.

ولمواجهة ظاهرة المستودعات الممتلئة، بدأت موانئ مثل «هيوستن» في فرض رسوم على الحاويات الفارغة الموجودة في المحطات لأكثر من 7 أيام، وذلك بحسب دارن ميلر، مدير البحرية الوطنية في «سيدجويك» لإدارة المطالبات العالمية، الذي قال لشبكة «سي إن بي سي»: «ما لا يدركه الكثيرون، هو أن معظم الحاويات داخل المستودعات فارغة. وغالباً ما تبقى مخزنة لأسابيع متتالية. كما أن العدد الهائل للحاويات على السفن أو في الموانئ، يتركنا مع مساحة مستودعات غير كافية مما يفاقم أزمة سلسلة التوريد المستمرة لدينا، ويؤثر في إعادة تموضع الحاويات وحركتها».

وفي السياق، انخفض مؤشر الحاويات العالمي المركّب من شركة استشارات الأبحاث البحرية «Drewry»، وهو معيار رئيسي لأسعار الحاويات، مرة أخرى إلى 2773 دولاراً لكل حاوية 40 قدماً، أي أقل بنسبة 73% من معدل الذروة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

الإبحار الفارغ

وعلى عكس المعتاد، ارتفعت معدلات الرحلات «الملغاة»، أو «الرحلات الفارغة» للناقلات مع اقتراب مواسم الأعياد، وهي ظاهرة تُسمى «الإبحار الفارغ»، وتحدث عادة عندما يقرر خط الشحن «الناقل» تخطي ميناء ما أو تجاوز جزء من المسار المجدول أو إلغاء العملية بأكملها لتعويض التغييرات الطارئة في الطلب والسعة.

وفي آخر تحليل لها لجداول «الإبحار الفارغ»، قالت Drewry إنه بين أواخر نوفمبر/تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/كانون الأول، تم إلغاء وتعديل 14% من العمليات عبر طرق شحن الحاويات الرئيسية.

بدورها حذرت مجموعة «ميرسك» العملاقة للشحن البحري، خلال إعلان نتائج أعمالها للربع الثالث الأسبوع الماضي، من أن أسعار الشحن قد بلغت ذروتها وسط تخفيف الازدحام في سلسلة التوريد وانخفاض الطلب. وطلبت الشركة من المستثمرين توقع انخفاض أرباح الشحن العابر للمحيطات.

وقال حوالي 60% من 200 من وكلاء الشحن والتجار والشاحنين ممن استطلعت «كونتينر إكستشينج» آراءهم الشهر الماضي، إنهم يصارعون المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية والسياسية التي فرضت ضغوطاً هبوطية على الاستهلاك وبالتالي الطلب على الحاويات.

وأشارت متحدثة باسم المنصة إلى أن السوق آخذ بالانخفاض من حيث طلب المستهلكين بالفعل، مدفوعاً بعوامل متعددة مثل مخاوف الركود والمخاطر التضخمية. مما سيقود إلى انخفاض الطلب على الشحن والبضائع، وبالتالي، هبوط متناسب في الطلب على الحاويات على مستوى العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p99uarc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"