عادي
خلال جلسة «الصحة والمناخ» بجناح الإمارات في (COP27)

مناقشة تحديات التغير المناخي على جهود القضاء على الأمراض

01:23 صباحا
قراءة 4 دقائق

شما بنت سلطان بن خليفة:

  •  نطالب بإعطاء الصحة العالمية والعمل المناخي الأولوية القصوى
  • التنسيق والتعاون ضرورة للابتكار وتحقيق نتائج مبشّرة بالملف الصحي

أبوظبي: «الخليج»
استضافت منظمة «ملاريا نو مور»، بالشراكة مع مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، وعبر مبادرتها المعنية بالمناخ والصحة العالمية «التنبؤ بمستقبل صحي»، جلسة نقاشية بعنوان «أنظمة الصحة العالمية المقاومة لتغيرات المناخ مع رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض واستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات التطويرية والرائدة»، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27)، المنعقد حالياً في مصر.
تمحورت الجلسة النقاشية حول مستجدات الحلول الصحية العالمية المدفوعة بالاستثمارات التحفيزية لمبادرة «بلوغ الميل الأخير»، حيث ناقش متحدثو الجلسة جملة من التحديات التي يفرضها التغير المناخي على الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض. وقدم المتحدثون أيضاً خلال الجلسة مجموعة رائدة ومتطورة من أدوات التخطيط والتنبؤ بانتشار الأمراض والوقاية منها، والتي تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، ومصادر بيانات متعددة، وبيانات عالية الدقة لرصد متغيرات كوكب الأرض.
وقد ألقت سموّ الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة التنفيذية للمشروع المستقل لمُسرِّعات العمل لتفادي تغير المناخ لدولة الإمارات العربية المتحدة، الكلمة الرئيسية للجلسة النقاشية، التي أقيمت في جناح دولة الإمارات خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) 2022 في مصر.
وعَقِب ذلك دارت جملة من النقاشات التي أدارتها كيلي ويليس، المدير العام لمنظمة «ملاريا نو مور»، بمشاركة المتحدثين، تالا الرمحي، مدير مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، الدكتور حسني غديرا، مدير إدارة الخدمات البحثية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تاتيانا لوبودا، البروفيسور ورئيس قسم العلوم الجغرافية في جامعة ماريلاند، والدكتور كوشيك ساركار، مدير معهد «الملاريا وحلول المناخ»، ومدير فرع مؤسسة «ملاريا نو مور» في الهند.
وعُقدت الجلسة النقاشية على هامش (COP27)، وخلال أعمال الجلسة الخاصة بالتغير المناخي والصحة العالمية، حيث تناولت الجلسة مجموعة من الحلول والابتكارات المتقدمة للقضاء على مرض الملاريا، أحد أقدم الأمراض وأكثرها فتكاً بالبشرية، والسبب الرئيسي لتدمير العائلات الفقيرة في العديد من المجتمعات والبلدان. كما تناولت الجلسة موضوع تغيّر المناخ وما يشكله من تحديات كبيرة تُعيق تقدم الجهود الدؤوبة للقضاء على مرض الملاريا وغيرها من الأمراض الفتاكة التي تنتقل بواسطة الحشرات وتنتشر بحسب تغيرات المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، والطقس، وسوء المنظومة الصحية، وموجات الأمراض المعدية الموسمية.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: «تعد التكنولوجيا عنصراً بالغ الأهمية، وعلينا العمل على تحسينها بشكل مستمر من أجل تحديد الأساليب المبتكرة التي من شأنها أن تساعد في معالجة أزمة التغيّر المناخي. ولهذا من الضروري أن يكون التنسيق والتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص على أعلى مستوى لتحقيق التقدّم التكنولوجي، حتى نتمكن بالتالي من تسخير قوة الابتكار للوصول إلى نتائج مبشّرة في الملف الصحي العالمي، وتأمين مستقبل مشرق لكوكبنا وسكانه».
وأضافت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: «من خلال وجودنا هنا في مؤتمر COP27، المؤتمر الأهم على مستوى العالم بشأن التغير المناخي، فإننا نناشد جميع الشركاء وأصحاب القرار في قطاع الاستدامة لحث القادة الدوليين على إعطاء الصحة العالمية والعمل المناخي الأولوية القصوى في جدول أعمالهم».
وقالت تالا الرمحي: «نشهد اليوم تكاتف كافة الجهات من حول أنحاء العالم، من خلال الوجود في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مصر، لتقديم حلول قيّمة من شأنها التخفيف من آثار تغير المناخ، ومن المهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نبذل أقصى الجهود لبناء فهم متكامل حول كيفية تأثير هذا التغير على صحة السكان الأكثر ضعفاً في العالم، وكيف تستمر الأمراض التي يمكن الوقاية منها في إلحاق الضرر بالأسر والعائلات، وإعاقة تطورهم لرسم ملامح مستقبل مشرق. نحن ملتزمون مع شركائنا الكرام على إيجاد حلول مبتكرة وتقنيات جديدة لمساعدتنا في مكافحة هذه الأمراض، ووضع خطط مستقبلية واستراتيجيات مدروسة للقضاء على هذه الأمراض جذرياً».
وقالت كيلي ويلز: «ينصب تركيز مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 (COP27) على التنفيذ الفعّال لالتزامات المناخ، وهذا بالضبط ما نقوم به. إن التنبؤ بمستقبل صحي يعني إيجاد حلول ذكية للتحديات المفروضة على الفئات الأكثر ضعفاً في العالم جراء تغيرات المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتغيير أنماط الطقس. تبذل دولة الإمارات ومبادرة «بلوغ الميل الأخير» وجميع أعضاء مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي»، جهوداً جبارة للقضاء على مرض الملاريا وغيرها من التحديات الصحية العالمية في سياق تغير المناخ».
قبيل انطلاق الجلسة النقاشية، أعلنت مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» عن خطط لعقد قمتها الافتتاحية في 27-28 فبراير من عام 2023 في أبوظبي. وستكون هذه القمة الأولى من نوعها، حيث يجتمع صانعو السياسات العالميون جنباً إلى جنب مع القادة التقنيين، للعمل على وضع حلول جذرية في سبيل القضاء على الأمراض المعدية الحساسة للمناخ، وستتضمن القمة ورش عمل، ومؤتمر يقام على مدار يومين.
كرست مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» منذ إطلاقها في عام 2020، جهودها في سبيل «مقاومة تحديات المناخ» للقضاء على الأمراض المعدية من خلال تطوير أدوات للتنبؤ الصحي، ووضع خطط ممنهجة، وتصميم سياسات داعمة لمساعدة الحكومات على تنفيذها، بهدف تحسين الوقت المُنجز واستهداف التدخلات الصحية الفعّالة وسط العديد من التغيرات التي أحدثتها ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي يناير 2022، أطلقت مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» المعهد الجديد للملاريا والحلول المناخية (IMACS)، وهو معهد عالمي مهمته مكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/r87r8bw7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"