شكراً للقيادة وفريق الوطن

01:14 صباحا
قراءة دقيقتين

التسلسل الزمني لجائحة كورونا في دولة الإمارات، يستحق إشادة القاصي والداني، فالطريقة الحازمة والليّنة التي أديرت بها أزمة الوباء منذ اشتعاله وحتى انطفائه، تدل على حنكة وعمق في التعامل مع الأزمات والكوارث.

لا يتسع المقام لسرد كل ما يتصل بهذه الجائحة، وكلنا نذكر أوقات الإغلاق، وإنذارات الحظر التي كانت تطلق ليلاً لحماية الناس، وما تبعها من عمليات تعقيم وحجر صحي وعزل لمصابين ومخالطين، وكيف أن نبأ إصابة شخص اقترب منا كان يصيبنا بذعر وهلع، وكيف أصبحنا اليوم نستذكر كل ما حدث وكأنه كابوس مضى إلى غير رجعة، بإذن الله.

«كورونا» الذي ضرب العالم شرقه وغربه، ولم يترك دولة أو مدينة أو حتى صحراء وفضاء، إلا ووصل إليها، أصبح إلى حد كبير في خبر كان، بعد إدراجه ضمن قوائم الإنفلونزا وجدول تطعيماتها، ولكن ذكراه ما زالت عالقة في أذهان الجميع، فلم يتحول بعدُ إلى ذكرى يتكلم بها الأجداد للأحفاد كما حدث في أوبئة سابقة ضربت البشرية.

في الإمارات، كان للوباء جو آخر، وليس هناك من تعليل لذلك إلا كلمات القيادة التي بثّت في النفوس الطمأنينة والهدوء، منذ اشتعال الوباء وحتى نهايته، ولا زالت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «لا تشلون هم.. الدواء والغذاء متوفران إلى ما لا نهاية»، ترنّ في آذاننا. فهذه الكلمات جعلت أبناء الإمارات يفكرون كيف يمكنهم رد الجميل، فجاءت خرجات عزف «النشيد الوطني للدولة» من شرفات المنازل.

نذكر أيضاً حجم التفاهم والانسجام اللذين تشكّلا بين الحكومة ممثلة في هيئة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبين أهل الإمارات، وكيف أن كلمتهم كانت مسموعة، وكانت مرجعية الناس كافة وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وما يتبعها، فلم يُصغ أحد لأي طابور آخر، وأصبح عمر أي شائعة مرهون بأول إحاطة إعلامية.

كل هذا كان حاضراً خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس، حيث استهل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الاجتماع بكلمة شكر وتقدير لكافة المؤسسات والجهات والفرق الحكومية الاتحادية والمحلية، والمواطنين والمقيمين، وخط الدفاع الأول في الدولة، لجهودهم خلال الفترة الماضية في إنجاح عبور دولة الإمارات لهذه الأزمة، بما انعكس على رفع الإجراءات الاحترازية وعودة الحياة والأعمال. وقال سموه: «الشكر والتقدير لكوادرنا الطبية والخدمية، ولهيئة الطوارئ والأزمات، والمتطوعين، وكافة المواطنين والمقيمين الذين شكّلوا فريقاً وطنياً واحداً عبَرَ بالإمارات  بنجاح  إحدى أكبر الأزمات الصحية التي مرت على البشرية.. شكراً فريق الوطن».

والحقيقة أن الشكر يبدأ وينتهي بقيادة الدولة التي لولاها لما حدث ذلك كلّه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8kuzmu

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"