عادي
محمد بن راشد يشكر الكوادر من مواطنين ومقيمين

الإمارات عبرت «كورونا» بسلام وقدمت نماذج رائدة في إدارة الأزمات

00:23 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

تحقيق: جيهان شعيب

استهل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في قصر الوطن في أبوظبي، بكلمة شكر وتقدير لكافة المؤسسات والجهات والفرق الحكومية الاتحادية والمحلية، والمواطنين والمقيمين وخط الدفاع الأول في الدولة، لجهودهم المبذولة خلال الفترة الماضية في إنجاح عبور دولة الإمارات الأزمة الصحية العالمية كوفيد19، وبما انعكس على رفع الإجراءات الاحترازية وعودة الحياة والأعمال.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نوجه الشكر والتقدير لكوادرنا الطبية والخدمية ولهيئة الطوارئ والأزمات والمتطوعين وكافة المواطنين والمقيمين الذين شكلوا فريقاً وطنياً واحداً عبَرَ بالإمارات بنجاح إحدى أكبر الأزمات الصحية التي مرت على البشرية ... شكراً فريق الوطن».

1
د. يوسف الشريف

ولكن كيف انتصرت الإمارات على كورونا، وحظيت باحترام العالم وإشادته في التعامل مع هذا الوباء الذي اجتاح العالم بلا استثناء، لكن الإمارات أدارته - على الرغم من أنه أزمة - بنجاح.

قبل أيام ألغت الدولة معظم القيود، وقلصت الجهات العاملة والترفيهية غالبية التدابير، عقب تلاشي خطر فيروس كورونا، وهنا، لا مجال لأن ينسى أي من مواطني ومقيمي الدولة، الكبير منهم والصغير، ما كانت أقرته الجهات المعنية والمسؤولة، من تدابير وقائية، واحترازية، وأصدرته من قرارات حازمة، حين حلول الوباء، على دول العالم أجمع منذ نحو ثلاث سنوات، مع تصاعد وتيرة المخاوف منه، إلى الذي أصاب كثيرين بالفزع الذي جثم على الصدور، واحتل العقول، خشية الإصابة بالوباء.

جدارة تامة

ومن جهة الفعاليات المسؤولة، وعن مدى نجاح الدولة في إدارة أزمة كورونا، وصولاً إلى ما تحقق اليوم من عبور الأزمة بتميز لافت، أكد محمد صالح آل علي مدير إدارة الحوكمة والمخاطر بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن رسائل الطمأنة السامية التي وجهتها قيادة الدولة لأبناء ومقيمي المجتمع على مدار أزمة كورونا، أسهمت في تهدئة المخاوف، ورفعت معنويات الجميع، وكان لها أثرها الإيجابي البالغ في توحيد الصف المجتمعي للتصدي لانتشار الفيروس، بالإذعان التام وعن قناعة لكل ما أصدرته القيادة الرشيدة من قرارات، وتعليمات، وتوجيهات.

وقال إن الدولة أثبتت جدارتها التامة في التعامل مع الجائحة منذ يومها الأول، حيث وضع العديد من الخطط الصحية الدقيقة، وعملت على تطبيقها بكفاءة، ووفر العديد من مراكز الفحص، مع العلاجات المتكاملة للحالات التي نالها الفيروس، فجاءت النتيجة مبهرة بأعداد إصابات لا يقارن بما لحق بشعوب الدول الأخرى، وكذا الوفيات.

بنية قوية

ولا شك أن نظام العمل عن بعد والذي كان من ضمن القرارات الريادية لضمان سلامة موظفي القطاعين العام والخاص، كان من الحكمة بمكان، وقال عبيد عوض الطنيجي رئيس لجنة الشؤون الإسلامية، والأوقاف، والبلديات، وشؤون الأمن والمرافق العامة في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: سجلت الدولة أسبقية في مواجهة جائحة كورونا بإقرار نظام العمل عن بعد، حماية للعاملين كافة، وفي ذلك حافظت على الكوادر الوظيفية من الإصابة بالفيروس، وضمنت سلامة الجميع، كما لم تلجأ معظم جهات العمل الخاصة إلى الخصم من رواتب موظفيها؛ بل تحلت بالإنسانية التامة في الإبقاء عليهم دون إنهاء خدماتهم، وأيضاً في صرف رواتبهم كاملة طوال فترة التزام الجميع بالبيوت.

وأضاف: إن التكافل الاجتماعي ظهر في أبهى صوره في أزمة كورونا، حيث توحد أبناء الدولة مع مقيميها في الالتزام التام بكل ما وجهت إليه القيادة الحكيمة، والأجهزة والمؤسسات المعنية، ووقف الجميع على قلب رجل واحد في المواجهة، والتصدي، فيما لم تخل عجلة العمل عن بعد، بالأداء، والإنتاجية، حيث حاول الكل الاجتهاد، وإثبات القدرة على التميز، وليس فقط النجاح، لاسيما في ظل الأنظمة التقنية المتطورة التي تمتلكها الجهات العاملة، والتي مكنت الجميع من أداء مهامهم الوظيفية على الوجه الأكمل.

منظومة متكاملة

ومن جانب آخر، ساعدت المنظومة التشريعية في الدولة على العبور الآمن من كورونا، بفضل القوانين الرادعة، والحامية للجميع، والمتصدية لغير الملتزمين بالنظام، وبالأمن والأمان المجتمعي، وعن ذلك قال المستشار القانوني د. يوسف الشريف: عبرت دولتنا الرشيدة جائحة كورونا بفضل حكمة قيادتها، التي تتجلى في خروج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في أوج الأزمة بمقولته «لا تشيلون هم»، التي أصبحت مبادرة ترسم الطريق لمواجهة تلك المحنة، التي أبرزت تطبيقاً حياً لعلم وفن إدارة الأزمات، وقد ساعدت السياسة التشريعية للدولة على العبور الآمن من هذه الجائحة، من خلال منظومة تشريعية وقضائية متكاملة، لم تجعل الدولة بحاجة إلى تشريعات جديدة، فلم يكن هناك سؤال إلا وكانت له إجابة من واقع القوانين القائمة، وكأنها معدة لمواجهة هذه الأزمة.

ففي مجال الالتزامات التعاقدية وجدنا النصوص التي تواجه الظروف الطارئة، والقوة القاهرة، وتُعيد التوازن بين التزامات المتعاقدين، وفي نطاق التأثيم كان دور قانون العقوبات واضحاً في الوقاية، والردع من استغلال تلك الظروف، وقانون مكافحة الأمراض السارية تكفل بتوفير الحماية الصحية، ومواجهة الاستغلال، أما عن قوانين حماية المستهلك ومنع الاحتكار، فكان لها دور بارز في محاربة استغلال الأزمة، وتوفير السلع، والمواد الغذائية دون تلاعب في الأسعار، أو الجودة.

1
د. فاطمة العلماء

ريادة صحية

وقالت الدكتور فاطمة العلماء: أثبتت قيادة دولتنا الرشيدة الريادة في ما اتخذته من إجراءات لمواجهة جائحة كورونا، على الصعد كافة، والمجالات المختلفة، خاصة المجال الصحي، حيث أرست الدولة حق المريض في إجراء الفحوص التي تطلبتها مواجهة هذا الفيروس، والعلاج من هذا المرض الوبائي، انطلاقاً من شعور الدولة بواجبها نحو مواطنيها والمقيمين على أراضيها على حد سواء، على عكس دول عدة تخلت عن دورها الإنساني، والوطني تجاه مواطنيها، فما بالنا بموقفها بالنسبة للمقيمين الأجانب على أراضيها.

ومما أثلج صدورنا جميعاً ما بذلته الطواقم الطبية من جهد حثيث، ضربت به أروع الأمثلة في العطاء، والتضحية، وتقديم يد العون والمساعدة، مواكبة مع جهود الدولة المخلصة، في تدعيم الطواقم الطبية بكل ما يلزمها من احتياجات، لأداء دورها الإنساني والوطني في هذه المحنة، وبالفعل أثبتت هذه الطواقم الطبية جدارتها، وقوة، ومتانة منظومة دولتنا الطبية، وجدارتها على المستوى العالمي.

1
د. حميد جاسم الزعابي

إجراءات استثنائية

وقال د. حميد الزعابي: كيف استطاعت الإمارات التعامل مع كورونا، وكيف نجحت في تخطي هذا الفيروس، وكيف حققت أرقاماً قياسية في تصحيح مسار كل القطاعات الحيوية، جميعها أسئلة ترددت على لسان العديد من المختصين، وتناقلتها وسائل الإعلام، حيث جعلت الإمارات من الوباء العالمي قصة نجاح إماراتية.

فالمتتبع لبداية اكتشاف أول حالة إصابة مؤكدة في الإمارات بتاريخ 29 يناير 2020، سيدرك تمام الإدراك أن الإمارات بقيادتها، وشعبها، وكل المقيمين على أرضها كانوا يداً واحدة في مواجهة كورونا، وهذا هو الفارق، الإمارات بدأت الرهان منذ تبنيها إجراءات استثنائية، سخرت فيها الموارد، والأدوات اللازمة كافة للتعامل وتخطي كورونا، وطرح الكثير من الأفكار الإبداعية، والابتكارية الخلاقة، التي أسهمت في النجاح الذي بات مضرباً للأمثال في التصدي ل «كورونا» وفق أعلى معايير الصحة، والسلامة العامة.

1
عبيد الطنيجي

الطاعة واجبة

توحد الصف المجتمعي في النوازل، والإذعان التام لتوجيهات ولاة الأمر فرض شرعي، وعن ذلك قال الباحث الشرعي الشيخ السيد البشبيشي: لا شك أن سنة الله في خلقه جارية، ولقد اقتضت أنه لا يصلح حالهم، ولا يستقيم أمرهم، ولا تستقر معايشهم وحياتهم، ولا يجدون أمنهم وأمانهم، إلا في ظل من يحكمهم ويتولى أمرهم، ويسوسهم، وينظم حقوقهم، ويصحح سلوكياتهم، ويعدل بينهم ويقيم الرحمة فيهم، ويسعى جاهداً لأجل رخائهم، وراحتهم، وصيانة أعراضهم، وأموالهم، ويعصم دماءهم ويقيم حدود الله فيهم.

وإذا كان هذا في حال الأمن والرخاء والاستقرار، فمن باب أولى أن نجده في وقت المحن، والإحن والفتن، والنوازل، والمخاطر، والملمات، حيث يحمل هؤلاء القادة والرعاة على عاتقهم همّ إزاحة المخاطر عن الناس، والتخفيف عنهم ألم الغلاء، أو الوباء، أو البلاء، وكذلك بذل ما في أيديهم وأيدي إخوانهم من المتخصصين من مال وعلم، وإمكانات لتحقيق مصالح العباد والبلاد، والعبور بأمان من تلك المحنة.

1
محمد صالح آل علي

مبادرات إنسانية

كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة «كوفيد- 19»، حيث منذ بدء الجائحة في 2020 وحتى يوليو 2021، بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2,154 طن تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.

1
السيد البشبيشي

وبلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية المرسلة 196، وتم إنشاء 6 مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا، كوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، وتم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، علاوة على التبرع ب 10 ملايين دولار مساعداتٍ عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية، وغير ذلك.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2aupzmzc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"