عادي
المرض يرفع نسب الغياب اليومية

التعليم الهجين.. وسيلة مدارس لمواجهة نزلات برد الطلبة

00:02 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

نعم «رُبَّ ضارةِ نافعةٌ»، فعند مجيئ كورونا، كشف الفيروس عن نقص شديد في ثقافة المجتمعات والأفراد، ما عظم حجم تداعياته وأثاره في البداية، ولكن الجانب المشرف في الجائحة، ذلك الذي يرتبط بالدروس المستفادة وثقافة التعامل مع الأمراض صغيرها قبل كبيرها، لاسيما في مجتمع التعليم.

في وقت أكد عدد من مديري المدارس أن الإدارات المدرسية نجحت في اختبار حماية الطلبة والتعامل مع الحالات المصابة بنزلات البرد بكل احترافية، وفق سيناريوهات حافظت من خلالها على توفير التعليم للمصابين وحماية الآخرين من انتقال العدوى إليهم، بتطبيق التعليم الهجين الذي يجمع بين التعلم عن بعد والواقعي، فضلاً عن حملات توعوية لتثقيف الطلبة وأولياء الأمور حول الإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد.

يرى معلمون أن تعدد أنماط التعليم في المنظومة، أبرز الجوانب المشرفة التي أفرزتها جائحة كورونا، إذ وفرت خيارات متنوعة ومرونة فائقة في تعليم الطلبة والمحافظة على سلامتهم وصحتهم، وظهر ذلك جلياً في الوقت الراهن الذي يشهد إصابة بعض الطلبة بنزلات برد متنوعة، ولكن ما اكتسبته المدارس من خبرات خلال الجائحة مكنها من توفير التعليم للجميع والمحافظة على سلامة الطلبة.

أولياء أمور أكدوا أن التعليم الهجين كان الحل الأمثل الذي اتبعته المدارس لمواجهة نزلات البرد التي أصابت الطلبة لاسيما أبناء الحلقة الأولى، إذ يستطيع الطالب المصاب متابعة دروسه عن بعد مع أقرانه من دون ضرر، فيما يظل الأصحاء منهم يتلقون دروسهم بشكل مباشر.

«الخليج» تناقش مع المجتمع المدرسي، جهود المدارس في التعامل مع نزلات البرد المنتشرة بين الطلبة حالياً، وكيف تركت لنا جائحة كورونا إرثاً كبيراً وفاعلاً في التعامل مع هذه النوعية من الإصابات باحترافية من دون الإضرار بصحة وسلامة الطلبة والكوادر.

دور كبير

البداية كانت مع عدد من أولياء الأمور «سلمى سامي وعلياء مطروش وحمد عبد الله وخالد علي» الذين أكدوا إصابة أبنائهم بنزلات برد شديدة خلال الفترة الوجيزة الماضية، ولكن قامت مدارسهم بدور كبير في احتواء الإنفلونزا التي بددت طاقاتهم وشتت قواهم الجسدية، مع المحافظة على الجانب التعليمي وتحصيل الدروس والمواد من دون الاختلاط مع الطلبة الأصحاء.

وقالوا إنه تم فصل الطلبة المصابين ليتابعوا دروسهم عن بعد، حتى اكتمال النضج الصحي، والعودة إلى مقاعد الدراسة للحصول على التعليم المباشر بتقرير طبي يفيد إتمام الشفاء، وذلك محافظة على صحة وسلامة الطلبة جميعا سواء المصابين أو الأصحاء، موضحين أن السيناريو المشهود يعد ثقافة مكتسبة من جائحة كورونا التي علمت الكوادر وأولياء الأمور كيفية التعامل مع الطالب في حال إصابته حتى لو بنزلة برد عادية، وكيف نحمي الآخرين من الإصابة.

مرونة واحترافية

عدد من المعلمين «إبراهيم القباني وعلي مرزوق وسميحة وهبي وريبال غسان العطا» أكدوا أن المدارس قادرة على التعامل مع تلك الحالات بكل مرونة واحترافية من دون الإضرار بالعملية التعليمية بمختلف مكوناتها وآليات عملها، لاسيما أن جميع فئات المجتمع المدرسي تتمتع بثقافة وقدرة على استيعاب الأوضاع الصحية بمختلف أنواعها وكيفية التعامل معها.

وعن طريق التعاطي مع الحالات الطلابية المصابة بنزلات البرد، أفادوا بأن الطالب الذي يعاني نزلة برد أو إنفلونزا أو غيرها من الإصابات التي يسهل انتشارها وانتقالها للآخرين، يستطيع أن يتلقى دروسه من البيت ويطبق عليه التعلم عن بعد حتى يكتمل شفاؤه وفق الجدولة الزمنية المعتمدة للحصص وكأنه في قاعة الدرس مع زملائه.

قنوات متعددة

وأضافوا أن هناك قنوات متعددة تم توفيرها للطالب سابقا للتواصل مع المعلم في أي وقت وبدون خجل للسؤال أو الاستفسار، وقد يصل الأمر إلى شرح جوانب من الدروس من دون أية مشكلة، فيما يلتزم الطلبة الأصحاء في التعليم المباشر الحضوري بكل مرونة ويسر، موضحين أن تعدد أنماط التعليم ومرونة تطبيقها يعد مظهراً من التطوير في المنظومة، وقدرة المدارس على التعامل مع تلك الحالات يحمل دلالة قوية على الثقافة التي اكتسبتها من تجربة كورونا، والخبرات التي كونتها لخدمة العملية التعليمية والمحافظة على إيصال التعليم للجميع في كل الظروف.

أمور مستقرة

في وقفة مع عدد من مديري المدارس، أكدت سلمى عيد وخلود فهمي ووليد فؤاد لافي أن الأمور مستقرة، ولم تؤثر حالات البرد والإنفلونزا المنتشرة هذه الأيام في العملية التعليمية، فالجميع يتلقى معارفه وعلومه بسهوله ويسر، من دون أي قصور من أحد الأطراف، وهذا نتيجة للوعي والخبرات التي يتمتع بها الميدان التربوي.

وبالنسبة للحالات الطلابية المصابة، أفادوا بأنها متفاوتة وغير مقلقة، كما أن نزلات البرد والإنفلونزا حالات، الميدان التربوي معتاد عليها وليست وليدة الأمس القريب، مؤكدين سير العملية التعليمية بكل نشاط وحيوية من دون أي مؤثرات مقلقة، إذ إن الجميع ملتزم بالدوام المدرسي سواء على مستوى الكوادر أو الطلبة الأصحاء وغيرهم، فالكل يتلقى دروسه ويتأهب للجولة القادمة من امتحانات نهاية الفصل الأول من العام الدراسي الجاري 2022-2023.

إجراءات التعامل

وفيما يخص الإجراءات التي تتبعها المدارس في حال اكتشفت إصابة طالب بنزلة برد، أفادوا بإخضاع الحالة للرعاية الصحية في العيادة المدرسية وإجراء مع يلزم من علاجات سريعة، من دون الاختلاط مع الطلبة في الفصول، ويتم إخبار ولي الأمر بحالة الطالب مع التوصيات التي تحفظ سلامته وصحته، وفيما يخص الدراسة يلتزم الطالب المصاب بالإنفلونزا بحضور دروسه وحصصه عن بعد من البيت، على أن تتم متابعته من قبل معلميه في مختلف المواد الدراسية وتقديم جميع سبل الدعم التعليمي والنفسي له.

تقرير طبي

وأكدوا أن الطالب المصاب لا يعود إلى المدرسة إلا بعد اكتمال شفائه، وينبغي أن تكون العودة بتقرير طبي معتمد من الطبيب المعالج، يفيد بقدرة الطالب صحيا على العودة من دون الإضرار بزملائه، موضحين أن جميع الإجراءات تركز على المحافظة على سلامة الجميع، لاسيما المتعلمين في الحلقة الأولى الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة فضلاً عن عدم إدراكهم كيفية التعامل مع نزلاء البرد والإنفلونزا بأنفسهم.

وقالوا إن منظومة التعليم في الدولة متطورة ومجهزة بشكل متكامل، يمكنها من تطبيق أي نمط تعليمي بجودة عالية، سوء حضوري أو عن بعد أو هجين، وهذا يمنح الطلبة وأولياء الأمور فرص متنوعة للحصول على التعليم في أي وقت وفي كل مكان.

قراءة لـ «الخليج»

وفي قراءة ل «الخليج» حول الوضع الصحي الخاص بجائحة كورونا، جاءت النتائج جميعها إيجابية تبث الطمأنينة في المجتمع بمختلف فئاته، وتجسد في الوقت ذاته الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لضمان صحة وسلامة الجميع في المجتمع، إذ تم بدء المرحلة الثانية من إجراءات تخفيف القيود وتفعيلها في 7 نوفمبر الجاري، وتم إلغاء القيود والإجراءات الاحترازية الخاصة بكوفيد-19 كافة، وبات ارتداء الكمامة اختيارياً في جميع المرافق المفتوحة والمغلقة ودور العبادة والمساجد، ماعدا المنشآت والمرافق الصحية ومراكز أصحاب الهمم سيكون ارتداء الكمامات إلزامياً.

ويجوز للجهات المنظمة الفعاليات والأنشطة الرياضية على المستوى الوطني والمحلي طلب الفحوصات المسبقة، أو شهادات التطعيم حسب نوعية أو أهمية النشاط والفعالية، في وقت شهدت حالات الإصابة بكورونا انخفاضا ملحوظاً، مما يدل على مدى وعي المجتمع وتطبيقه لكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية حرصاً على سلامته وصحته، وحفاظاً على مكتسبات الدولة وما حققته من منجزات استثنائية.

إدراج فيروس كوفيد-19 في برنامج الترصد النشط الوطني للإنفلونزا والأمراض التنفسية الحادة، ودعم البحوث العلمية والدراسات الجينية لمتابعة الأمراض البكتيرية والفيروسية، وكذلك الترصد اليقظ ومتابعة تعزيز وتطوير قدرات الاستجابة للجهات الصحية والجهات الأخرى مع أي متغيرات مستقبلية أو أحداث طارئة، فضلاً عن الإبقاء على الإمكانيات الصحية المتعلقة بالفحص المخبري والعلاج، والإبقاء على فترة العزل لمدة خمسة أيام للمصابين بكوفيد-19.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4puzaedz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"