عادي
جهود مصرية حثيثة لسد الفجوات بين الأطراف المتفاوضة

«كوب27» يدخل أسبوعه الثاني.. وتجاذبات حول الاتفاق النهائي

00:47 صباحا
قراءة 3 دقائق

فيما بدأ العد التنازلي للإعلان عن مخرجات قمة المناخ «كوب 27» مع دخوله أسبوعه الثاني، اليوم الاثنين، يتزايد القلق بين المفاوضين إزاء إمكانية حسم عدد لا يحصى من التفاصيل في الوقت المناسب لإبرام اتفاق قبل ختام القمة، يوم الجمعة المقبل، في وقت تبذل فيه مصر جهوداً كبيرة لسد الفجوات بين الأطراف المجتمعة في شرم الشيخ.

وفي ظل وجود قائمة طويلة من المطالب المطروحة أمام «كوب27»، قال ممثلون لبعض الدول، أمس الأحد، إنه لم يتم إحراز تقدم يذكر حتى الآن بشأن التفاصيل الفنية لكيفية تنفيذ الاتفاقات والتعهدات التي جرى الإعلان عنها في السنوات السابقة.

وتشمل تلك التعهدات إجراء تخفيضات كبيرة في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري خلال العقد الجاري، والمساهمة في تمويل بمئات المليارات من الدولارات تحتاجه سنوياً الدول النامية التي تكافح بالفعل للتعامل مع تداعيات تغير المناخ.

وقال أحد المفاوضين البارزين، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن الوتيرة البطيئة حتى الآن تعني أن الأسبوع الثاني من المحادثات المنعقدة في شرم الشيخ سيتعثر وسط العدد الكبير جداً من البنود الموجودة على جدول الأعمال، ولم يتم حلها.

وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تعقيد المحادثات بين الوزراء بشأن ما يسمى القرارات الشاملة، التي تشكل معاً الاتفاق السياسي الأساسي الذي سينبثق عن القمة. ولم يتضمن المؤتمر فعاليات عامة، أمس الأحد، فيما أطلق عليه المنظمون «يوم راحة»، لكن ممثلي الدول واصلوا عملهم.

الخسائر والأضرار

وتتضمن محادثات هذا العام للمرة الأولى القضية الشائكة المعروفة في لغة مؤتمرات المناخ باسم «الخسائر والأضرار»، وهو دعم مالي للدول النامية التي تضررت بالفعل من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، مثل الفيضانات أو الجفاف الذي يدمر المحاصيل. وتمثل نتيجة الاتفاق بشأن التمويل المعيار لبعض الدول لتحديد ما إذا كانت القمة قد نجحت من عدمه في وجهة نظرها.

وتقول المفاوضة الرواندية، إنيزا أوموهوزا جريس «هناك الكثير الذي يتعين فعله لضمان أن يكون الالتزام المالي جديداً وإضافياً، ويمكن الوصول إليه».

وتطالب الدول النامية بأن يقر «كوب27» إطلاق صندوق خاص للتعامل مع الخسائر والأضرار. وتعبر الولايات المتحدة، ودول غنية أخرى، عن مخاوف من هذه الفكرة، وترى أنه من الأفضل ضخ التمويل السريع من خلال البرامج القائمة بالفعل.

وقال مفاوض من أمريكا اللاتينية طلب عدم ذكر اسمه بسبب سرية المحادثات «تواصل الدول النامية الضغط لإطلاق تمويل للخسائر والأضرار على أن يعمل بطاقته الكاملة بحلول عام 2024».

وأضاف أن هناك مخاوف من رفض البعض التعاون في هذا الصدد. وسبق أن رفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعوات لإنشاء صندوق جديد في السنوات الماضية، إلا أن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة قال إنه منفتح على مناقشة الفكرة.

سد الفجوات

في غضون ذلك، قالت وكالة «أسوشيتدبرس»، إن مصر تسعى لسد الفجوات بين الأطراف المتفاوضة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، بعدما أنهى المفاوضون، أمس الأول السبت، مسودة اتفاقات في ختام الأسبوع الأول من أعمال قمة شرم الشيخ.

وقالت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، إن التحدي الأكبر لمصر كمستضيفة للمؤتمر، هو إقناع المتفاوضين حول القضايا المختلفة، بما في ذلك التمويلات للدول للتكيف مع التغير المناخي والتوافق حول الخسائر والأضرار، وهو تمويل من الدول الصناعية للأخرى الفقيرة والمعرضة للخطر الذين يعانون من الأضرار المرتبطة بتغيّر المناخ.

وفي مقابلة مع «أسوشيتدبرس» على هامش «كوب 27»، قالت فؤاد إن مصر تعمل لتعزيز البرنامج الذي يهدف إلى إبقاء حد الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية زيادة عن عصر ما قبل الثورة الصناعة، تماشياً مع اتفاق باريس. وقالت مصر إنها تضغط على الدول الأخرى لتطبيق الوعود المناخية التي قطعتها في المؤتمرات السابقة.

وقالت فؤاد عن المفاوضات إن هناك اتفاقاً على الحاجة لدفع الأجندة على الأمام، إلا أن الأمر يعتمد على الجميع في ذلك.

وذكرت الوكالة أن التمويل يعد تحدياً رئيسياً للدول النامية الساعية للحد من الانبعاثات والتحول على الطاقة المتجددة وحماية مجتمعاتهم المعرضة للخطر من الصدمات المناخية، مثل الجفاف والفيضان. ولأول مرة، تضمنت أجندة كوب هذا العام قضية الخسائر والأضرار. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw3zxmwh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"