عمّان: «الخليج»
صدم الوسط الفني والجمهور الأردني بإعلان وفاة الفنان البارز أشرف طلفاح ظهر الاثنين جراء اعتداء عليه في مصر.
وطالبت نقابة الفنانين وشخصيات عدة بنتائج التحقيق في واقعة الاعتداء التي وُصفت بأنها وحشية من مجهولين هاجموا شقة كان يتواجد فيها طلفاح في القاهرة وأصابه أحدهم بكسر في الجمجمة.
وذكر مقربون من طلفاح الذي يعد أحد أهم الممثلين في الأردن، إضافة إلى إخراجه أعمالاً عدة، أنه غادر عمّان بحثاً عن فرصة فنية في مصر إلى جانب سعيه لاستكمال دراسته العليا والحصول على درجة الدكتوراه في مجاله.
وحسب المعلومات، هاجم معتدون طلفاح بأدوات حادة مساء السبت ومارسوا تعذيباً شنيعاً قبل أن يُنقل في حالة حرجة ونزيف في الدماغ إلى مستشفى القصر العيني في القاهرة.
وقال المخرج والإعلامي الأردني سامر خضر إنه تواصل مع زملاء في مصر وتأكد أن جثمان طلفاح يشتمل على علامات تعذيب واضحة متحفظاً على ذكر أسباب ذلك لاعتبارات التحقيقات الأمنية في الواقعة إلى جانب الحفاظ على خصوصية أسرة الراحل.
وضجت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن بغضب شديد على طريقة وفاة أشرف طلفاح الذي طالما تحدث عن عدم حصول الفنان الحقيقي على فرص مستحقة في الدراما الأردنية، بينما يُجمع متخصصون على إمكاناته وقدراته المهمة في التمثيل دون نيله نجومية أوسع.
وانتشرت مراسلة بين طلفاح وإحدى زميلاته فور وصوله إلى مصر قبل نحو أربعة أيام يذكر فيها أنه يحاول من جديد بعدما ضاقت الفرص فضلاً عن استمرار عثرات تعتري الدراما في الأردن.
وأصدر الدكتور شافع طلفاح، شقيق الفنان الأردني الراحل أشرف طلفاح بياناً، قال فيه: (كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ).
وأضاف: «إيماناً بقضاء الله وقدرته أنعى إليكم وفاة أخي وشقيقي أشرف سليمان طلفاح، الذي وافته المنية صباح هذا اليوم في مصر. أحيطكم جميعاً إخواني وأصدقائي وجميع كل من يسأل عن أشرف، بأنه سافر لمصر خلال إجازته السنوية للالتقاء بأحد أصدقائه المخرجين في مشروع عمل، فضلاً عن تقديم مخطط لدراسة الدكتوراه في المعهد العالي للفنون».
وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت في بيان رسمي متابعتها مستجدات الواقعة من خلال سفارة عمّان في القاهرة، وأشارت إلى نقل طلفاح إلى العناية الفائقة في المستشفى ووصول شقيقه إلى مصر، فيما غادر محمد العبادي نقيب الفنانين إلى القاهرة أيضاً.
وقال العبادي إنه بصدد معرفة ملابسات ما حدث والمطالبة بمحاسبة المعتدين بالتنسيق مع الجهات الرسمية.
وكان طلفاح المعروف باتقانه الشخصيات الدرامية المختلفة صديقاً مقرباً من الفنان الأردني الراحل ياسر المصري. وحضرت «الخليج» لقاء جمعهما قبل وفاة الثاني بأسابيع تحدثا خلاله عن أحلام وتطلعات فنية في القاهرة تحديداً بعدما كان المصري اكتسب شهرة ونجومية في مصر.
وظهر طلفاح المولود عام 1975 والحاصل على شهادة جامعية في قسم الفنون في جامعة اليرموك الأردنية والذي لطالما أجاد التمثيل أمام الكاميرا وعلى خشبة المسرح في أدوار متباينة ضمن مسلسلات وأفلام وعروض جماهيرية أبرزها «رأس غليص» و«بوابة القدس» و«مالك بن الريب» و«اختراق» و«عطر النار» و«أبو جعفر المنصور» و«حنايا الغيث» و«المنعطف» و«معطف كبير الحجم» فيما كانت آخر مشاركاته الفنية في عمل «حضور لموكب الغياب» خلال رمضان الماضي والبدوي «ثمن الجديلة» الذي عُرض مؤخراً.
