استدامة كتاب

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

«استدامة كتاب»، مبادرة أطلقتها الشاعرة الإماراتية نايلة الأحبابي في بدايات عام التسامح الإماراتي 2019، تماشياً مع الفكر الثقافي والمعرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من المبادرة الثقافية الكبرى ممثلة بعام القراءة 2016، الذي أعلنه المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله وطيّب ثراه، في شهر ديسمبر من عام 2015، حيث التفاعل الخلاّق مع مبادرات وجهود الدولة في تعزيز القراءة وترسيخها نهجاً حياتياً ثابتاً في مجتمعاتنا، وإيماناً من الشاعرة المُبادِرة بأن تعزيز القراءة وترسيخ حب المعرفة في نفوس أفراد المجتمع مسؤولية وطنية مشتركة.
«استدامة كتاب»، مبادرة ثقافية وطنية فردية، قائمة على الديمومة والتواصل والاستمرار، كما قالت الشاعرة نايلة الأحبابي ذلك في معرض ردها على أحد الأسئلة الصحفية، مشيرة إلى أن هدفها من المبادرة هو نشر ثقافة القراءة من خلال تبادل الكتب ونشرها بعد الانتهاء من قراءتها دون رسوم، حيث وفرت كتيبة من الكتب الصالحة للقراءة والإهداء من مكتبتها الشخصية المنزلية، رغبة منها في نشر مخزون الكتب المعرفي عن طريق تبادل الكتب وتداولها بين القراء.
«استدامة كتاب»، مبادرة علم وفكر ومعرفة، انضوت تحت جناحيها نحو 100 كتاب في مختلف التخصصات، وتنوعت بين كتب الأطفال والناشئة والروايات والعلوم والآداب وغيرها، وهي مبادرة تتشابه نوعاً ما في توجهها وفكرتها وهدفها مع المبادرة الوطنية الثقافية التي أطلقتها الهيئة الإدارية لفرع اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة عام 2015 تحت شعار «تبرّع بكتابك»، التي هدفت بدورها إلى انتشال الكتاب من بين براثن الإهمال والغبار من جهة، ومن جهة أخرى نقل المعرفة بين أفراد المجتمع، بدلاً من مكوثه في المكتبات الشخصية دون الاستفادة من محتواه العلمي والفكري الثقافي والأدبي بشتى أجناسه وجنسياته، ودون تعميمه على الأجيال البشرية المختلفة ذات الاهتمام المشترك: (المعرفة).
«استدامة كتاب»، و«تبرع بكتابك»، مبادرتان وطنيتان ثقافيتان، جاء الحديث عنهما الآن، تزامناً مع الرحلة الثقافية والفكرية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والأربعين خلال الفترة (2 – 13 نوفمبر) من العام الجاري 2022، ففي كل دورة من دورات معارض الكتب في أرجاء الخريطة الجغرافية الدولية، وما يقابلها من أزمنة تاريخية، يهرع محبو الكتب إلى تلك المعارض لاقتناء ما يناسبهم من كتب وفق المرحلة التي يتعايشون بها مع معطيات الواقع، بما يتوافق واحتياجاتهم من العلوم والمعارف؛ ما يستوجب من هؤلاء المتعطشين لكل ما هو جديد في عالم الكتب والمكتبات أن يعيدوا رسم خرائطهم الثقافية المكتبية الشخصية، بما يدفعهم إلى الإبقاء على الكتب التي هم وأفراد أسرهم بحاجة ضرورية لها، وتسيير قافلة من الكتب التي لا حاجة لهم بها إلى من هم أولى بها في تلك المرحلة الزمنية من عمر العلم والفكر والثقافة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxwf64p

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"