عادي

قصائد مكتوبة على قافية الغربة في بيت الشعر

16:52 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط حضور  الأمسية
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية
الشارقة: «الخليج»
نظَّم بيت الشعر في الشارقة أمسية، استضاف فيها: عماد جبار من العراق، وأماني الزعيبي من تونس، والأمير كمال فرج من مصر، بحضور مدير البيت محمد عبدالله البريكي. وقدمها نعيم رضوان، الذي أشاد بدور صاحب السموّ حاكم الشارقة، في دعم الثقافة والشعر، وبجهود البيت في مواظبته على إقامة الفعاليات الشعرية، واكتشاف أسماء جديدة، التي أكسبت الأمسيات أهمية جذبت جمهوراً كبيراً حريصاً على تفعيل دوره في إحيائها بالحضور.
تنوعت اشتغالات الشعراء على مضامين مختلفة، سافروا عبرها في عوالم الذات والوطن والحنين، والتأمل في الموجودات باستخدام لغة قريبة مزجت بين الرمز ووضوح القصد. وحضرت الغربة رمزيةً مشتركةً، وطافت المدن ببهائها في قصائدهم، ما شكل لوحة بديعة عرضها الشعراء على منبر البيت، لتكون أمسية محلقة بالخيال والصور الأنيقة والبحث عن ظلال المعاني.
افتتح القراءات الشاعر عماد جبار الذي قرأ قصيدة يرسم بها ملامح عودته إلى مدينته «بغداد»، عنوانها «بعد غربة وشوق»، بقلب طفل تغمره دهشة العودة وألفة الأمكنة، يقول:
أعودُ من وحشةِ الأسفارِ ثانيةً
ولا أصدقُ عينيْ أنني فيها
هذي المدينةُ عينُ الله تحرسها
وكفُ من ركّب الأكوانَ تحميها
وها أعيدُ لقلبِ الطفل دهشَتَه
بين الدروبِ التي قد كان يمشيها
ثم قرأ مقطعاً يحاور فيه ذاته متحسراً على ما فاتها من شغف جعل كأس الحياة ناقصة لا تروي ظمأ الأمنيات، يقول:
وما يجعل النقص يملأ هذي الحياة
الدروب التي لم تسرها
الزوايا التي أظلمت في الضلوع
ومرت عليها نجوم كثار
ولكنها لم تنرها
الحنين الذي قر في القلب
نحو البلاد التي لم تزرها
تلته الشاعرة أماني الزعيبي التي قرأت قصيدة نفت فيها مغادرة الشعر لدروبها، خالعة عليه صفة الأبوّة،، تقول:
قَدْ قيل ودّعني القصيد ومـا قلى
والشعـــــــــــــرُ معـجزتي ومن آبائي
أنجـــبـــتُ من رحم المداد سحابــة
كــــل الـــضـــياء نشــــــيــــدُهُ إلـقــائِـي
ثم وصفت احتراقات الذات الشاعرة، وتحولاتها بين النور والنار والماء في عوالم القصيدة، تقول:
لي رعشة النّار، تكوين الرّمادِ ولي
ليْلٌ أصيرُ على أَعتَابهِ قمَرَا
جمَّعْتُ من رَغوَة النيرانِ قافيتي
أشرعتها للثَّرى فاسّاقطت مطرا
من ألفِ خاتمةٍ أحْنو على حُجب
أوقدتُ في مُنتهاها النّور فانْهَمَرَا
واختتم القراءات الشاعر الأمير كمال فرج الذي شدا للاغتراب بمعانيه المتشعبة، التي تصف في تداعياتها غربة الروح بعد فراق الأحبة، مستحضراً الأم رمزاً للوطن والأمان والصبر، يقول:
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَفِي عَيْنَيْكَ أَتْرَاحُ
كُلُّ الأَحِبَّةِ فِي لَيْلِ الأَسَى رَاحُوا
واسْتَوْحَشَ الدَّرْبُ لا صُبْحٌ و لا أَمَلٌ
ولا يُنِيرُ ظَلامَ الدَّرْبِ مِصْبَاحُ
مَنْ لِي بِأُمِّي تَصُبُّ الشَّايَ لِي صُبُحًا
تَقُولُ: يَا وَلَدِي.. الصَّبْرُ مِفْتَاحُ
ثم قرأ قصيدة بعنوان «حكاية عربية» في إشارة رمزية إلى ملامح قصص الحب في مدونة الشعر العربي التي تنتهي بالفراق غالباً، يقول:
وحَبِيبَتِي رَحَلَتْ كَأَيِّ فَرَاشَةٍ
فَأَصَابَ كُلَّ حَدَائِقِي العَطَبُ
سَتَظَلُّ فِي التَّارِيخِ مِثْلَ أَمِيرَةٍ
تَزْهُو وتُعْلِي ذِكْرَهَا العَرَبُ
وتَظَلُّ فِي قَلْبِي الحَزِينِ حِكَايَةً
تَرْوِي جَمِيعَ فُصُولِهَا الكُتُبُ
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y3srfctd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"