عادي
بالتعاون بين وزارة التسامح ومجلس حكماء المسلمين

انطلاق المهرجان العالمي للتسامح بمشاركة عالمية و40 سفيراً

19:47 مساء
قراءة 5 دقائق
نهيان بن مبارك يلقي كلمته الافتتاحية

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الأربعاء، جلسات مهرجان «التحالف الدولي للتسامح» و«القمة العالمية للأديان» و«الطاولة المستديرة»، ضمن الأنشطة الدولية للمهرجان الوطني للتسامح، بمشاركات واسعة لقيادات عالمية من منظمات الأمم المتحدة، والأزهر والكنائس وقادة دينيين، ومفكرين عالميين، وتنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، تحت شعار «متحدون بانسانيتنا المشتركة» في إطار احتفائها باليوم العالمي للتسامح.

وحضر المهرجان الذي عقد في أبوظبي 40 سفيراً لدول شقيقة وصديقة لدولة الإمارات، وعدد من القيادات الاتحادية والمحلية، وعفراء الصابري، المديرة العامة بوزارة التسامح والتعايش، والقاضي محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس «حكماء المسلمين»، والدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والاوقاف.

الصورة

فرق إيجابي

وعبر الشيخ نهيان بن مبارك، في كلمته الافتتاحية عن ترحيبه بالمشاركين، مؤكداً اعتزازه بأن يشارك الحضور من القامات العالمية الفكرية والدينية، في هذين المنتديين المهمين لتعزيز التسامح والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم. وأن القاعة تضم مفكرين عالميين وقادة تسامح عالميين، جاؤوا من بقاع العالم، لنفكر معاً في السمات التي تزيد قدرتنا الجماعية، أفراداً ومجتمعات، على إحداث فرق إيجابي في العالم.

وقال «يصادف يومنا هذا اليوم العالمي للتسامح، وهو يوم مهم، يُذكر العالم بالأهمية المتزايدة للتفاهم العالمي واحترام الحياة البشرية، وكثيراً ما نسمع عن الصراعات العرقية والدينية والثقافية والوطنية، ونشهد صعود القوميات وخطابات الانقسام، حتى في الدول التي يُعتقد بأنها الأكثر أماناً في العالم، وهذا هو السلوك غير المتسامح الذي يهدد بإضعاف نسيج الحياة المشتركة التي هي ضرورية لنا نحن البشر، في رأيي، أن اجتماعاتنا اليوم وغداً سيحتضن رؤية متجددة تؤكد أن التفكير الجماعي والعمل الجماعي، هما السبيل لمجتمع عالمي يسوده السلام والرخاء. وفي هذا اليوم العالمي للتسامح، وبصفتي وزيراً للتسامح في دولة الإمارات، فإنني فخور بما وصلت إليه الإمارات في التسامح، وهو ما يتخطى – بكثير - مجرد القبول السلبي للآخرين، ونحن ندين بالفضل لقادتنا في حكمتهم وبعد نظرهم في هذا الصدد، حيث يؤكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التزامه الدائم بالقيم الإنسانية العالمية، والعدالة وسيادة القانون، والتعايش السلمي للجميع، ويدرك سموّه، الضرورة الأخلاقية لتعزيز ثقافة عالمية من المعرفة والتفاهم والتعاطف والاحترام ويراها ضرورية من اجل مستقبل هذا العالم».

الصورة

عالم آمن

وأضاف «إن اجتماعنا اليوم وغداً هو في الواقع إعلان عن شعورنا بالفخر بأن نكون جزءاً من تلك الثقافة العالمية، ويشرفنا أن نعمل معاً لنشر التسامح ومكافحة التعصب في العالم، كما يشرفنا أن نعلن التزامنا باحترام التنوع بجميع أشكاله، وبالعمل متجاوزين حدود الثقافات والأديان لتحقيق عالم آمن ومأمون وسلمي ومزدهر».

وأوضح أن ما تقدمه هذه الاجتماعات السنوية لقمة الأديان، والتحالف العالمي للتسامح من فرصة للتفكير العميق في العلاقة بين المعتقدات الدينية وممارسة التسامح، مهم للغاية لنا جميعاً، ومهموم شخصياً بهذه القضية، مؤكداً إيمانه الراسخ بأن المعتقدات الدينية تمثل قوة إيجابية تساعد البشر على العيش في سلام ووئام في سعيهم لتحقيق ذواتهم، فالدين ينمي الشعور بالواجب والمسؤولية لدى أتباعه، ليصبحوا جزءاً من المجتمع ويشاركوا في تطوره وتقدمه، فتعاليم الدين تطالب دائماً بالتسامح والتعاطف في التعامل مع الآخرين، وأن نقدرهم بأفعالهم، وليس بجنسيتهم أو دينهم أو عرقهم أو جنسهم أو ثقافتهم، فتعاليم الدين تفرض على الجميع قاعدة ذهبية في التعامل مع الآخرين هي «أحب لأخيك ما تحب لنفسك»، مؤكداً أن الدين يُثري الحياة ويسمح بعالم يوجه فيه التسامح والرحمة سلوك البشر.

الصورة

تحالفات ودية

وقال «نحن نعيش في عالم اختفت فيه الحدود، وساده التواصل والاعتماد المتبادل، وتسببت التطورات العالمية في خلق صراعات وأزمات ثقة، في القيم والمؤسسات التي تشكل معالم العالم الحديث، ولمن يتساءلون عما إذا كان في مقدورنا مواجهة هذه التحديات، أؤكد لهم أن الاستقرار والازدهار العالميين يبدآن بتحالفات ودية تستند إلى القيم الإنسانية المشتركة بين جميع الأديان والمعتقدات، كما يتضح من سعينا هنا اليوم، فالقيم والمبادئ التي نتحلى بها كبشر تجعلنا نعترف بما يجمعنا من قيم ومبادئ مشتركة، وبأنه بالتعاون مع شركائنا المحليين والعالميين، يمكننا تطوير سبل مشتركة لتعزيز هذه القيم، وهي عملية يمكن أن تتشكل في إطار تأسيس التحالف العالمي للتسامح، وسيدعم ذلك التحالف التزامنا برفع راية السلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم».

وأشاد بالرغبة الصادقة لدى القيادات الفكرية والدينية المشاركة بالتحالف، لإنجاز المهمة الأصعب والمتمثلة في سد الفجوات الحتمية بين الاختلافات البشرية الكثيرة، بحيث يكون ما نراه أولاً في الآخرين هو ما نشترك فيه معهم. مؤكداً أن احتضان المتسامح للتنوع العالمي يشجع على التعاطف والتراحم اللازمين للتفاهم والتعاون، سترشد الجميع معتقداتهم وقناعاتهم وخبراتهم المختلفة في المناقشات المنتظرة، التي لا تعرقلها الاختلافات المتأصلة في أي حوار دولي. داعياً الجميع للمضي قدماً بروح التعايش والأخوة الإنسانية. معبراً عن أمله بأن تؤدي المناقشات المكثفة اليوم وغداً إلى بيان مشترك من النوع الذي يظهر على الشاشة ويوزع عليكم.

وقال «أشكركم على تصميمكم على العمل على وضع استراتيجيات جديدة لإفساح المجال للتسامح والأخوة الإنسانية لحل التحديات العالمية الكبرى التي تواجه إنسانيتنا ذاتها. وإنني أطمح، وآمل بأن تكونوا كذلك، في أن تسهم هذه الاجتماعات ونتائجها في تحسين العلاقات الإنسانية العالمية والأخوة البشرية».

تجربة رائدة

وأشاد المشاركون بالجهود الكبيرة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، إقليمياً ودولياً لتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام والأخوة الإنسانية، مؤكدين أنها تملك حالياً تجربة رائدة في التسامح والأخوة الإنسانية.

وأكدت أمينة محمد، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، أن انعقاد هذه الدورة على أرض الإمارات فرصة جيدة للتشاور والحوار بين قادة الأديان المختلفة، للبحث عن المشتركات التي تمكن الإنسانية من العيش في سلام وأمان، والتخطيط لغد أفضل، بعيداً من التعصب الأعمى والعنف والكراهية. مشيدة بالدور الكبير للشيخ نهيان بن مبارك في تعزيز هذه القيم السامية.

وأضافت أن الإمارات وقيادتها الرشيدة سبق أن احتضنت توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، في إطار جهودها لدعم وتعزيز هذه القيم الإنسانية والتعايش والسلام بين شعوب العالم.

تعزيز القيم

وقال أداما ديانج، المستشار الخاص لمجلس حكماء المسلمين، وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة: يشرفني أن أكون متحدثاً في التحالف العالمي للتسامح لهذا العام، وهو حدث يهدف إلى بناء الجسور بين الناس من مختلف الأديان والمعتقدات والخلفيات ويضيء على إنسانيتنا المشتركة بدلاً من اختلافاتنا. ونحن جميعاً ممتنون للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، ودعمها الدائم للقيم الإنسانية السامية وفي القلب منها التسامح والتعايش والسلام بين دول وشعوب العالم. مشيداً بجهود الشيخ نهيان بن مبارك في دعم جهود هذا التحالف العالمي.

وأضاف أن المجلس لديه الكثير من المبادرات العالمية التي تهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية كالتسامح والتعايش الإنساني المشترك، ودعم الحوار الإيجابي بين اتباع الأديان والثقافات ومتابعة مبادرات الأخوة الإنسانية في الشرق والغرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36wpsu85

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"