عادي
اسأل الخليج

تعرف إلى قصة أكثر من لمس كأس العالم في التاريخ

11:36 صباحا
قراءة 3 دقائق
قد تكون إيطاليا غائبة عن النهائيات للمرة الثانية توالياً، لكنها تستضيف كأس العالم، الكأس بحد ذاتها وليس البطولة التي تقام كل أربعة أعوام، وذلك من أجل تحضيرها لتكون بأفضل حلتها حين تُرفَع في 18 ديسمبر في العاصمة القطرية الدوحة.
وقبل انطلاق النهائيات التي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، حلّت وكالة «فرانس برس» ضيفة على مشغل بيرتوني، مبتكر كأس العالم، لكي تلقي نظرة عن كثب عما تخضع إليه الكأس من «تجميل» على يد أكثر من لمسها ويلمسها إلى جانب الأبطال المتوجين بها.
وكما جرت العادة كل أربعة أعوام، عادت الكأس التي يحلم بها أعظم اللاعبين في التاريخ إلى ضواحي ميلانو في زيارة تفقدية «تجميلية»، قبل المغادرة في جولة على الدول الـ32 المشاركة في النهائيات العالمية، آخرها قطر المضيفة التي تفتتح العرس الكروي في 20 نوفمبر.
بالنسبة لمديرة المؤسسة فالنتينا لوزا، فهي تتفهم تماماً أسباب أن الكأس ليست في أفضل حالاتها، قائلة لـ«فرانس برس» من أمام النوافذ المملوءة بالكؤوس الوطنية والدولية من إنتاج الشركة العائلية في باديرنو دونيانو: «عندما تعود، نرى أنها كأس كثر الاحتفال بها، لكن يمكن تفهم ذلك: علينا القتال للفوز بها، وبالتالي عندما تفوز بها لا بد أن يكون هناك الكثير من الفرح...».
- وأقرّت الأربعينية بأنها «دائماً ما أشعر بتأثر كبير» عندما تعود الكأس التي يبلغ ارتفاعها 36 سنتيمتراً وتزن أكثر من ستة كيلوغرامات من الذهب الخالص والمالاكيت (الحجر الأخضر الظاهر في قاعدة الكأس)، بعد كل مونديال، مضيفة: «إنه أمر مثير أن تعلم بأن أعظم لاعبي كرة القدم أمسكوا بها بأيديهم. فنحن من بين القلائل الذين يمكنهم رفعها ويعرفون كل أسرارها».
لا يمكن لأحد سوى الأبطال السابقين ورؤساء الدول أن يلمسوا النسخة الأصلية من الكأس، إضافة إلى أولئك الذين يتولون صيانتها بحسب موقع الاتحاد الدولي (فيفا) مالك الكأس.
هذه الكأس التي تعلوها كرة أرضية، أطلقتها شركة «جي دي إي بيرتوني» منذ أكثر من خمسين عاماً.
فبعدما احتفظت البرازيل بالكأس السابقة (كأس جول-ريميه) عقب فوزها باللقب العالمي الثالث عام 1970، بموجب قانون البطولة المطبق في تلك الفترة (سُرقت الكأس لاحقاً وتم تذويبها)، أطلق فيفا مسابقة من أجل صناعة كأس جديدة شاركت فيها 53 شركة.
وأوضحت لوزا أنه «قام والدي بتصميم هذا المشروع مع النحات والمخرج الفني سيلفيو غاتسانيغا. ذهبا إلى زيوريخ بنموذج من الجبس وفازا بالمسابقة».
وتمت صيانة النسخة الأصلية (تنظيف، تلميع، إصلاحات محتملة، نقش اسم الفائزين على قرص في أسفل الكأس) منذ فترة، لكن الشركة الإيطالية كانت مشغولة في الأسابيع الأخيرة بإنتاج الميداليات الممنوحة للمشاركين والفائزين ووضع اللمسات الأخيرة على النسخة الطبق الأصل من الكأس.
صحيح أن أبطال العالم يرفعون النسخة الأصلية بعد النهائي، إلا أنه لا يمكنهم الاحتفاظ بها بل ينالون نسخة طبق الأصل متطابقة تماماً مع الأصلية في أعين غير الخبراء، لكنها مصنوعة من النحاس الأصفر ومطلية بالذهب.
فريق كرة قدم
في المشغل الذي ينشط فيه العمال، تحتك العديد من القوالب ببعضها بعضاً في منتصف أرفف مملوءة بالأجزاء المعدنية والأدوات من جميع الأنواع، إضافة إلى أحواض الغسيل أو التذهيب.
المهام الأكثر دقة هي اختيار القطع المناسبة من «اللغز» لتحقيق أكبر تطابق ممكن بين النسختين الأصلية وطبق الأصل، وصولاً إلى عروق المالاكيت.
ويقول مدير الإنتاج سالفاتوري يانيتي: «العملية قديمة وليست ميكانيكية؛ بل حِرَفية بامتياز»، مضيفاً: «بالنسبة لنا، نفتخر بأن نكون قادرين على العمل بنفس الطريقة التي نعمل بها منذ أعوام طويلة».
وتابع ابن الـ53 عاماً: «يتم التناوب على هذا العمل نحو عشرة أشخاص، فريق كرة قدم تقريباً (11 لاعباً مع الحارس)».
وينكبّ أحمد آيت سيدي عبد القادر على توجيه مسدس التلميع نحو الكأس الطبق الأصل، لكنه ليس متفائلاً كثيراً بقدرة بلده الأصلي المغرب على رفعها في 18 يناير مع «أننا نود ذلك، لكن سيكون الأمر صعباً...».
بالنسبة ليانيتي، المشجع المتفاني لمنتخب إيطاليا، فهو يعلم أن عليه الانتظار حتى مونديال 2026 ليأمل في رؤية الـ«أتزوري» يرفع الكأس للمرة الخامسة في تاريخه بعد فشله في التأهل لقطر 2022، على غرار ما حصل في روسيا 2018.
وأقر أن «عدم المشاركة للمرة الثانية على التوالي يؤلمنا، لكن إيطاليا ستلعب في بطولات أخرى. نحن ننتظر وقتنا».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nh77hd2x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"