عادي
حفل أسطوري يوثّق العلاقات ويوحّد الثقافات

فيديو | «دريسدن بول» أضخم عرض موسيقي راقص يبهر جمهور دبي أوبرا

19:38 مساء
قراءة 3 دقائق
أنطون لوبشينكو
بلاسيدو دومينجو
من استعراض رقص الفالس

دبي: مها عادل

شهدت القاعة الرئيسة في دبي أوبرا، مساء الثلاثاء، حدثاً فنياً استثنائياً، بملامح وتجهيزات مبهرة، إذ احتضنت حفل أوبرا «دريسدن بول» القادم من عبق الفنون الأوروبية العريقة رأساً إلى دبي للمرة الأولى، في تاريخ هذا العرض الممتد لأكثر من 100 عام.

يتميز الحفل بكونه موسيقياً من طراز فريد يشبه أجواء الحفلات الملكية، من حيث الفخامة والضخامة وتنوع الفقرات ومشاركة الحضور بالرقص، فهو من دون شك أضخم حفل موسيقي أوبرالي شهدته دبي من حيث عدد النجوم المشاركين به وتعدد فقراته.

تضمن الحفل مجموعة من الفقرات الفنية التي تنوعت بين الغناء الأوبرالي وعزف الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز إلى جانب 4 فقرات استعراضية من رقص الفالس الكلاسيكي، والذي يحيي تراث الفنون التقليدية في أوروبا، كما خصص منظمو الحفل فقرة خاصة مفتوحة للجمهور للمشاركة برقص الفالس بالجزء الثاني من الحفل على أنغام الموسيقى الأوركسترالية.

بدأت فقرات الحفل في الثامنة مساءً، وامتدت للساعات الأولى من الصباح الأربعاء، وافتتح الحفل نجم الأوبرا العالمي بلاسيدو دومينجو، الملقب بملك الأوبرا، بفقرة مبهرة من الغناء الأوبرالي أطربت الحضور الذي تفاعل معها بدوره بموجة من التصفيق وصيحات الإعجاب التي تعكس المكانة الخاصة التي يحتلها دومينجو صاحب المشوار الفني الممتد لأكثر من نصف قرن من النجومية، في قلوب جمهوره من مختلف الجنسيات.

وخلال كلمته بالحفل، أعرب دومينجو عن سعادته بالوقوف على مسرح دبي أوبرا، مجدداً بعد غياب دام 6 سنوات، منذ تاريخ إحيائه لحفل افتتاح الدار، وقال: «أشعر بالسعادة والحماس لمشاهدتي هذا الصرح المهم الذي حضرت مولده عام 2016، والآن أغنّي به، وقد أصبح منصة فنية ضخمة تستقطب أهم العروض والنجوم بالعالم، ويحضر حفلاتها هذا العدد الكبير من الجمهور متنوع الجنسيات والثقافات ومن المواطنين والأجانب».

اتسم الحفل بأجواء ساحرة أعادت للأذهان نسائم الحفلات الأسطورية في قصور أوروبا خلال القرون الماضية، واصطحب العرض الحضور برحلة ممتعة عبر الزمن لأكثر من 100 عام، هي مدة استمرار تقديم هذا العرض على مسارح أوروبا، وتحولت القاعة الرئيسة بدبي أوبرا متعددة الاستخدامات لقاعة احتفالات أسطورية، فتحولت صفوف المقاعد إلى طاولات أنيقة تتسع الواحدة لأكثر من 10 أشخاص، ما أضاف الكثير لمتعة الحضور، وإثراء تجربة المشاهدة ومعايشة أجواء الحفلات التقليدية الأوروبية، وإحياء الفنون العريقة بثقافتهم ومن داخل دبي عاصمة الفن والثقافة بالمنطقة.

شارك بالحفل مجموعة من مطربي الأوبرا المميزين مثل مارينا ريبيكا، السوبرانو اللاتفية، وأنطون لوبشينكو، قائد الأوركسترا، ورومان ليولكين، مغني الأوبرا، وأوركسترا السّلام الأوروبيّة لموسيقى الحجرة في دريسدن، إلى جانب باقة من ألمع النّجوم وأبرز الفنّانين العالمييّن، الذين نجحوا في تقديم تجربة ثقافيّة مذهلة تحتفي بالثقافات المتنوّعة المتناغمة مع حضور من مختلف أفراد مجتمع دولة الإمارات.

تخلل فقرات الحفل، استعراضات راقصة قدمها 14 راقصاً وراقصة من فرقة أوبرا دريسدن، ليخطفوا دهشة الجمهور بخطواتهم الرشيقة الحالمة وانسيابية الأداء وتناغم حركات استعراضات رقص الفالس الأسطوري الذي وحد مشاعر الجمهور بحالة من المتعة والإبهار والانسجام مع العرض.

ولعبت الخلفيات المتحركة للمسرح دوراً بارزاً في زيادة متعة المشاهدة، حيث قدمت الشاشات العملاقة صوراً حية لأهم معالم إمارتي دبي وأبوظبي، إلى جانب معالم سياحية شهيرة بمدينة دريسدن وألمانيا، تحقيقاً لفكرة التواصل بين الشعوب والحضارات.

وتضمن الحفل عدداً من التكريمات، على رأسها تكريم نجم الأوبرا العالمي، بلاسيدو دومينجو، ومنحه جائزة خاصة أعطاه إياها مدير أوبرا دريسدن يواخيم فراي، كما كرم عدد من الشخصيات البارزة، مثل رائد الأعمال الإماراتي محمد الزرعوني، بالإضافة إلى تكريم أومار كريملف، وغيرهم من الرموز بمختلف المجالات.

ومن أبرز فقرات ومفاجآت الحفل التي أدهشت الحضور، وتم تقديمها بإهداء خاص للثقافة العربية والإسلامية، حيث قدم منظمو الحفل فقرة ثقافية، بصوت الأذان على مسرح الأوبرا للمرة الأولى، بأداء صوتي للمغني الأوبرالي ميريليم ميرليموف، مصحوباً بغناء فردي من مغنية الأوبرا فيدان داميروفا.

وعبر مدير أوبرا دريسدن يواخيم فراي عن سعادته بإقامة الحفل بدبي للمرة الأولى، وقال: «سعداء بنجاح الحفل، وقد قررنا إعادة تقديمه بالتوقيت نفسه العام المقبل (18 نوفمبر 2023)، فقد حرصنا على منح جمهور دبي المحب للفنون تجربة فوق العادة من استكشاف مذاقات جديدة من الفنون الأوروبية لم يختبروها ببلادهم من قبل، وهذا ما يهدف إليه الحفل ليمثل حالة من الاندماج والانصهار بين الثقافات، ما يعكس طبيعة الإمارات، وحالة التعايش بين كل الجنسيات، وحضور مثل هذا الحفل مساحة للتخلص من التوتر والاستمتاع بالحياة من خلال الاستمتاع بالفنون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckkrpmw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"